*«الشيخ أسامة» يرفض العنف و«نداء الكنانة» ويدعو للانسحاب من تحالف «الإخوان» *ممدوح يوسف مسئول تمويل «الجناح العسكرى».. و«الإسلامبولى» جامع التبرعات.. وطارق الزمر يتحكم فى الجماعة من قطر كشفت الأزمة الأخيرة التى تعرضت لها الجماعة الإسلامية بعد موت الدكتور عصام دربالة فى السجن، عن صراع بين الصقور والحمائم داخل الجماعة، والتى يحسم الصراع فيها حتى الآن الجناح الخارجى للجماعة الإسلامية، الذى يتواجد فى قطروتركيا، بينما يتواجد عضو واحد فى السعودية. بدأت الأزمة عندما تولى الشيخ أسامة حافظ منصب «الأمير المؤقت» للجماعة الإسلامية، عقب القبض على الدكتور عصام دربالة، ورفض حافظ فى بيان رسمى «نداء الكنانة» الذى أطلقته جماعة «الإخوان» الإرهابية للتحريض على العنف المسلح، وهو ما أغضب قيادات الخارج، خصوصًا أنهم يوفرون للجماعة الإسلامية ما يلزمها من تمويل. ومن أهم قيادات الخارج: ممدوح على يوسف، وإسلام الغمرى، وعاصم عبد الماجد فى تركيا، وأبو بكر الأسوانى فى السعودية، وطارق الزمر فى قطر. وبرزت قضية الانسحاب من الكيان المسمى «تحالف دعم الشرعية»، المؤيد لجماعة الإخوان، كأهم أسباب الصراع مع الجناح فى الداخل، والذى يرأسه الآن الشيخ أسامة حافظ، الذى يضغط لخروج الجماعة الإسلامية من التحالف الداعم للإخوان. وانتقد أسامة حافظ «نداء الكنانة» واستنكر ما تمارسه القنوات المحسوبة على جماعة الإخوان من التحريض على العنف من تركيا، وأكد أن الشعار الذى رفعته الجماعة على منصة رابعة العدوية «سلميتنا أقوى من الرصاص» ثبت أنه مجرد شعار تخالفه جماعة الإخوان والقنوات التابعة لها والتى تحرض على العنف طوال 24 ساعة يوميًا. وعقد أسامة حافظ اجتماعات مع قادة الجماعة الإسلامية فى مقر حزب البناء والتنمية بالمنيا وبنى سويف لأكثر من أسبوع، نهاية الشهر الماضى، لاتخاذ قرار الانفصال عن تحالف دعم الشرعية، وهو القرار الذى أصبح مجرد «رأي» بعد رفض قيادات الجماعة الإسلامية فى الخارج. وكان أسامة حافظ النائب الأول لمجلس شورى الجماعة الإسلامية والقائم بأعمال رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية عقب القبض على عصام دربالة فى مايو الماضى. وتربط حافظ صلة نسب بخالد الإسلامبولى، قاتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فأخته زوجة محمد شوقى الإسلامبولى، شقيق خالد شوقى الإسلامبولى، قاتل السادات، إلا أن حافظ كان من الرافضين لاعتصام رابعة العدوية. أما الدكتور طارق الزمر وعاصم عبد الماجد فهما من أهم قيادات الصراع التى تمثل الجناح الخارجى، حيث قام طارق الزمر بالضغط على قواعد الجماعة الإسلامية، ونجح فى إجهاض انعقاد الجمعية العمومية، نهاية مايو الماضى، ودعا إلى تجميد الجمعية العمومية خوفًا من التصويت فيها بالموافقة على الانفصال عن «دعم الشرعية»، إيمانًا منه بأن ذلك يستهدف الحفاظ على مصادر تمويل الجماعة، لا سيما القادمة من قطر. ويلعب طارق الزمر دورًا مهمًا كحلقة وصل بين قيادات الجماعة الإسلامية ودولة قطر وجماعة الإخوان الإرهابية، وهو الوحيد الذى استمر فى قطر رغم المصالحة التى تمت بين القاهرة والدوحة فى عهد العاهل السعودى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز. وشارك الزمر فى منتدى الجزيرة للدراسات السياسية والاستراتيجية فى السادس من مايو الماضى. ويعتبر طارق الزمر – رئيس المكتب السياسى لحزب البناء والتنمية - هو الرأس الحقيقية والفاعل فى اتخاذ القرار داخل الجماعة الإسلامية من قطر. أما ممدوح على يوسف، المتهم الأول فى قضية اغتيال رئيس مجلس الشعب الأسبق رفعت المحجوب، فهو أحد أهم ممولى الجناح العسكرى والحركات التخريبية للجماعة الإسلامية من تركيا، من خلال عمله فى قطاع السياحة. ويتولى ممدوح على يوسف الإنفاق على ثلاث كتائب وحركات فى الصعيد، أهمها «مجهولون» وحركة «الذئب المنفرد». وكان ممدوح يوسف، مسئول الجناح العسكرى السابق فى الجماعة الإسلامية فى محافظة الفيوم، وتتلمذ فى الفكر الجهادى على يد الشيخ عمر عبد الرحمن، الذى يوصف بأنه «المرجع الشرعى للجماعة الإسلامية». ويأتى محمد شوقى الإسلامبولى كأحد القيادات الرمزية للجماعة الإسلامية فى الخارج، الذى استطاع الحصول على حكم قضائى من القضاء التركى باللجوء السياسى لتركيا فى شهر يونيو الماضى. ومن أهم أدواره فى الخارج أنه أكبر جامع للأموال فى الجماعة الإسلامية، وأنه يستغل فى ذلك سمعة أخيه خالد الإسلامبولى، قاتل الرئيس الراحل أنور السادات. ويبرز على الساحة أيضًا أبو بكر الأسوانى، الذى كان أمين مكتب حزب «البناء والتنمية» فى أسوان. واسمه الحقيقى محيى أمين بلال، وكان يسيطر على مسجد الرحمن بأسوان، ولكنه الآن استقر فى مكةالمكرمة بالسعودية للهروب من المطاردات الأمنية فى مصر. من جانبه، قال وليد البرش، أحد مؤسسى تمرد الجماعة الإسلامية: إن الشيخ أسامة حافظ ليس له أى ثقل داخل الجماعة الإسلامية، وتسيطر عليه المجموعة حوله ولن يستطيع الاستقلال بقرار مجلس شورى الجماعة الإسلامية عن القيادات الهاربة إلى قطروتركيا. وتابع البرش أن الجماعة الإسلامية تحت ما أسماها بالقيادة «الصورية» لأسامة حافظ أصبحت أمام خيارين، كلاهما مر، الأول هو الاستمرار على نهج الراحل الدكتور عصام دربالة وهو إدانة العنف فى العلن فقط، أو الاستجابة لدعوة ورغبة القيادات الخارجية والانتقال إلى العمل المسلح لمواجهة النظام الحالى.
أما عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة والهارب إلى قطر فيلعب دورًا مهمًا فى الاتصال بالعائلات الكبرى المتمركزين فى مصر داخل محافظات الصعيد بالإضافة لتقديم برنامج«المنصة » على قناة فضائية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين تحمل اسم «الآن »، يوجه خطاباته إلى شباب الجماعة الإسلامية.