قالت صحيفة "النهار" اللبنانية إن هناك جهودا تبذل مع قطر والإمارات والبحرين لمعالجة تحذير تلك الدول لرعاياها من التوجه للبنان نظرا للتوتر الأمني السائد فيه بسبب أحداث طرابلس، كما طلبت تلك الدول من رعاياها المقيمين في لبنان مغادرته. وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم، الأحد، إن الجهود المبذولة في هذا الشأن أظهرت قابلية لدى الدول الثلاث لمعالجته في ضوء حصر الأسباب المعلنة بالأخطار الأمنية التي أشاعتها أحداث طرابلس. وأشارت الصحيفة إلى أنه مع أن الدعوات اقتصرت على الدول الثلاث إلا أن ذلك لم يخفف وقع المفاجأة ومضاعفاتها على المستويين الدبلوماسي والسياحي في لبنان وما يمكن أن تتركه من إيحاءات سلبية حول الاستقرار الأمني في البلاد. وأضافت الصحيفة أن الأمر الأساسي الذي دفع بالدول الثلاث نحو هذه الخطوة يبدو أنه يعود إلى توقيف القطري عبد العزيز العطية في قضية شادي مولوي الذي أوقفه جهاز الأمن العام مؤخرا في طرابلس، علما بأن العطية كان يعالج بعد خضوعه لعملية زرع للكبد في بيروت ومنع من السفر ثم سمح له بذلك وقد سافر قبل يومين. وتوقعت الصحيفة أن يحصر الأمر بالدول الثلاث في ظل المعالجات التي سارعت إليها الجهات اللبنانية، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أجرى اتصالات هاتفية بعد ظهر أمس، السبت، بعدد من المسئولين في دول مجلس التعاون الخليجي لاستيضاح أسباب البيانات التي صدرت من الدول الثلاث، موضحة أن ميقاتي أعرب في بيان له عن دهشته من تلك الإجراءات ورأى أنها غير مبررة لأن الأوضاع الأمنية في لبنان جيدة والأحداث التي وقعت تمت معالجتها وأعرب عن أمله في أن تعيد الدول الثلاث النظر في قراراتها. وأشارت الصحيفة إلى أن ميقاتي أجرى اتصالا بوزير الخارجية عدنان منصور الذي وصل أمس إلى الدوحة لتمثيل الرئيس اللبناني ميشال سليمان في "منتدى قطر الاقتصادي" الذي يبدأ أعماله اليوم وكلفه متابعة هذا الموضوع مع المسئولين القطريين، حيث التقى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان مساء أمس الوزير اللبناني الذي نقل له رغبة بيروت في إعادة النظر في القرار القطري نظرا للعلاقات المميزة التي تربط لبنان بقطر، مؤكدا أن الأوضاع الأمنية في لبنان لا تستدعي اتخاذ مثل هذا القرار.