الصدقة هِي مَفهوم إسلامي يُشجّع على إعطَاءِ المُحتاج للتَقَرُّبِ إلى اللهِ تعالى، وَيَجِب مُمارسةِ الصّدقة بسريّة تامّة بحيث تُعطي المُحتاج من دونِ أن يعرف أحد، لتكون هذه العمليّة فقط بينكَ وبينَ الله بهدف التقرّبِ وعدم الرياءِ فيها. وقال العلماء أنه توجد أربعة الشّروطِ لقبول الصدقة فإذا حَدثَ أيُّ خَلَل مِن شُروطِها لَن تأخُذ الأجرُ عليها وهي : 1- أن تَكونَ الصّدقةِ مُخلصةِ لله تعالى: بَعيدةُُ عَن الرّياءِ والنّفاق والسُّمعة، فإذا لَم تَكُن خالِصَة لِوَجهِ الله تعالى فَأنتَ دَخَلتَ فِي دائرة عَظِيمة وَهِيَ النّفاقُ والزورِ مَعَ الله تعالى، لقول سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أنا أغْنى الشُّركاء عن الشِّركِ، مَنْ عَمِل عَمَلا أشرك فيه مَعي غيري تركتهُ وشِرْكَهُ». 2- أن تَكون َلِمَن يَحتاجُها : فالصّدَقَةِ قَد وُجِبُت على الفُقراءِ والمُحتاجينَ وابنِ السّبيل واليَتامى والمَساكين وطالبِ العِلم، فَمِن غيرِ المَعقُول أن تُقبَل صَدَقَتُكَ لِغَنيّ أو لغيرِ صاحب الحاجة، فَحَاوِل أن تَضَع الصّدَقَةِ لِمَن يَحتاجُها، وذلك لقوله تعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ». 3- أن تُعطِي أغلى ما عِندَك : حاوِل أن تُخرِج الصّدقة مِن أغلى ما تَملُك وليسَ الذي لا تَحتاجهُ حتّى يكونُ الأجرُ أعظَم عِندَ الله تعالى، وذلك لقول الله تعالى: «لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ». 4- أن تكون بَعِيدة عَن النّاس : إذا رأيتَ شَخصُُ مُحتاج وَقَد ظَهَرَ ذلكَ لَك فَحَاوِل أن تَتَصَدّقَ بَينكَ وبينَ نَفسهِ حتّى لا تُسبّب الحَرَجُ لَهُ وحتّى لا تَدَع مَكان لِدُخولِ الرّياءِ أو كلامُ النّاس وَحَتّى تُؤجَر عليها فَقَط مِن عِندِ الله، وما نقصَ مالُُ مِن صَدَقَة بل يَزيدَها ويبارِك فِيها الله تعالى وَيَرزُقُكَ مِن حَيثُ لا تَحتَسِب، ولقد وصف القرآن الكريم من يرائى بالصدقة بالصخرة الملساء التى لاينبت عليها زرع وذلك فى قول الله تعالى: « كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا».