أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني ناصر جودة اليوم الأربعاء على رفض الأردن القاطع المس بأية خدمة مقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لمجتمع اللاجئين أو تقليصها أو تأجيلها ، قائلا "إننا نعتبر هذه الخدمات خطا أحمر لا يمكن المساس فيها". جاء ذلك خلال لقاء جودة اليوم المفوض العام للأونروا بيير كراهينبول، حيث ناقشا العجز المالي الذي تعاني منه الوكالة والذي من شأنه أن يوثر سلبا على أدائها وبرنامجها التعليمي الذي يعتبر من أهم الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة. وقال جودة إن الأردن يدعم وبشكل متواصل الوكالة لتأدية مهامها التي أنشئت من أجلها ومن أجل خدمة اللاجئين في المملكة والدول العربية المضيفة حتى حل قضيتهم حلا نهائيا وفق قرارات الشرعية الدولية، ومن ضمنها قرار 194 للجمعية العامة للأمم المتحدة. ونوه بمساعي الحكومة الأردنية الحثيثة مع الدول المانحة للوفاء بالتزاماتها تجاه الأونروا, حيث تم إرسال رسائل ل 49 وزير خارجية ومهاتفة عدد منهم بالإضافة للأمين العام للأمم المتحدة وتضمين بند وكالة الغوث الدولية ضمن جدول أعمال الاجتماع الأخير في جامعة الدول العربية. وأشار إلى أن بعض الردود الإيجابية وردت على هذه الرسائل والاتصالات ، ولاتزال الجهود تبذل مع بقية الدول بهدف تغطية العجز المالي الذي تعاني منه الوكالة وإيجاد الآليات الكفيلة لدعمها ماليا بشكل دائم. بدوره..أبدى كراهينبول شكره الجزيل للأردن ملكا وحكومة على موقفها الثابت تجاه دعم الوكالة الدولية وما تتحمله المملكة أكبر دولة مضيفة للاجئين من أعباء تجاه استضافتها لهم. وقال "إن الوكالة الدولية ستواصل تنسيقها مع الحكومة الأردنية للوصول لضمان وعدم توقف هذه الخدمات تحت أي ظرف من الظروف وأنه سيواصل اتصالاته مع الدول المانحة والدول العربية المضيفة للاجئين لتجنيب الوكالة أي خلل ينعكس سلبا على خدماتها وبالتالي يترتب عليها آثارا سلبية على مجتمع اللاجئين في الدول". وعلى صعيد متصل..أكد جودة ، خلال اجتماعه اليوم مع رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عاطف الطراونة ولجنة فلسطين النيابية وعدد من النواب ووزير الشئون السياسية والبرلمانية الدكتور خالد الكلالدة ومدير عام دائرة الشئون الفلسطينية المهندس محمود العقرباوي، على أن الأردن يرفض تأجيل العام الدراسي القادم لطلبة مدارس الوكالة..معلنا أن الوكالة حصلت من المانحين حتى الآن مبالغ تكفي لشهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين. وقال "إن الحكومة لم يصلها أي قرار بتوقف العام الدراسي أو تسريح موظفين"، مؤكدا على أن الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني لن يقبل بأي شكل من الأشكال تصفية القضية الفلسطينية، كما أنه لن يقبل بتوقف الأونروا إلا بعد حل هذه القضية وتحقيق حق العودة والتعويض للاجئين. وكانت الأونروا قد أعلنت في وقت سابق اليوم عن قيام السعودية بتقديم تبرع مالي إلى الوكالة بقيمة 35 مليون دولار يخصص غالبيته للمشاريع في الأردن والأراضي الفلسطينيةالمحتلة، فيما يخصص مبلغ 19 مليون دولار لتغطية العجز المالي الذي تشهده ميزانيتها. يشار إلى أن وكالة (الأونروا) كانت قد هددت مؤخرا بأنها إذا ما لم تحصل على تمويل بكامل قيمة العجز المالي الذي تعاني منه والبالغ 101 مليون دولار بحلول منتصف الشهر الجاري، فإن الأزمة المالية قد تجبرها على تعليق الخدمات المتعلقة ببرنامجها التعليمي إلى أن يتم تأمين المبلغ بأسره. وقد أظهر تقرير صادر عن الأونروا خلال الربع الأول من العام الجاري أن إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها (الأردن – سوريا – لبنان – الضفة الغربية وقطاع غزة) يبلغ 5 ملايين و626 ألفا و288 لاجئا منهم مليونان و100 ألف لاجيء في الأردن.