أكد الدكتور رمضان عبد المعز، من علماء الأزهر الشريف، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، استطاع بإرادة الله عزو جل أن يخترق الغلاف الجوي في رحلة الإسراء والمعراج. وأوضح عبد المعز خلال برنامجه «الكلام الطيب»، المذاع على فضائية «تن»، أنه لا يستطيع أحد أن يخترق الغلاف الجوي، منوهًا بأن الرسول -صلى الله عليه سلم- اخترق بإذن الله سبحانه وتعالى. وتابع: أن الرسول صلى الله عليه وسلم حكى أنه ركب "براقًا" في رحلة الإسراء والمعراج، فهو الوسيلة التي نقلته في رحلته الأرضية من مكة إلى القدس. أفاد أهل الاختصاص في اللغة العربية بأن البراق دابة أصغر من البغل وأكبر من الحمار، وقال بعض شراح أحاديث الرسول: إن البراق مشتق من البريق، ولونه أبيض، أو هو من "البراق"، وسمي كذلك لشدة لمعانه وصفائه وتلألئه أو توهجه. فلا ضير، إذن، أن نقترح بأن يكون البراق هو البرق الذي حمل الرسول وسار بسرعة الضوء من مكة إلى القدس في الذهاب والإياب. وتبقى المعجزة في استعمال هذه الظاهرة الطبيعية كامنة في حماية الرسول من آثارها المدمرة، والوقاية من أضرارها. وكانت دار الإفتاء قد قالت: إن الإسراء والمعراج معجزتان أظهرهما الله تعالى على يدي نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) والله عز وجل لا يسأل عما يفعل، وغاية ما يجوز لنا في هذا المقام أن نتلمس بعض وجوه الحكمة مستدلين على ذلك بالأدلة الشرعية المعتمدة، ومستأنسين بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي وردت في الموضوع. وأضافت الإفتاء، أن الله عز وجل ذكر في سورة الإسراء بعد الآيات التي تنص على وقوع هذه المعجزة آيات تذكر فساد بني إسرائيل، وما كتب الله عليهم عقوبةً لهم على ذلك الفساد، وترتيب الآيات على هذه الصورة يُفهم منه أن بني إسرائيل الذين بعث الله فيهم أنبياء كثيرين في هذه المنطقة التي فيها المسجد الأقصى، لم يعودوا أهلا لحمل رسالة الله تعالى إلى البشر، ولذا وجب أن تُطوى صفحتهم وأن يرث أنبياءهم نبي جديد هو محمد (صلى الله عليه وسلم)، ولما لم يكن الفتح العسكري لبيت المقدس متيسرا في ذلك الوقت من ناحية مادية، فقد فتحة الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام فتحا روحيا، فكان إليه الإسراء ومنه المعراج، ولا ننسى أن القرآن الكريم أعقب ذلك كله بالتأكيد على أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم، وأن اتباعه سبب للسعادة في الدنيا والفوز في الآخرة، والإعراضَ عنه سبب للشقاء فيهما. وتابعت: "هذا بعض ما يمكن تلمُّسه من حكمة في هذا الموضوع وحسبنا أن نقول: إن الإسراء جعل المسجد الأقصى ثالث ثلاثة مساجد هي أقدس مساجد الأمة الإسلامية، المسجد الحرام في مكة المكرَّمة، ومسجد النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة، والمسجد الأقصى في القدس، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ مسجدي هَذَا وَمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الأَقْصَى" رواه مسلم، وورد بروايات متعددة وألفاظ مختلفة في غيره".