ما هى حصيلة جمع الأصوات الإسلامية فى انتخابات رئاسة الجمهورية؟.. ربما هذا هو السؤال المهم الذى يجتهد الباحثون فى البحث عن إجابة له، وتحليل المجتمع المصري واتجاهاته التصويتية فى محاولة لتقديم قراءة دقيقة فى الانتخابات الرئاسية. هذه القراءة لا بد وأن تستند إلى أرقام انتخابات سابقة، ففى انتخابات مجلس الشعب الماضية، حصل حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، على 10 ملايين و138 ألفا و134 صوتا، وحصل حزب النور على سبعة ملايين و534 ألفا و266 صوتا، أى أن الحزبين الإسلاميين حصلا مجتمعين على ما يقترب من 18 مليون صوت، منحت الحزبين نحو 70% من مقاعد البرلمان. وبعد أقل من شهر بلغ عدد من أدلوا بأصواتهم فى المرحلة الأولى من انتخابات الشورى مليونا و636 ألف صوت من إجمالي 25 مليونا و338 ألفا يحق لهم التصويت، وفي المرحلة الثانية بلغ عدد من أدلوا بأصواتهم ثلاثة ملايين و60 ألفا و270 ناخبا، من أصل 25 مليونا و120 ألفا و23 صوتا، أى أن إجمالى من أدلوا بأصواتهم فى انتخابات الشورى بلغ نحو أربعة ملايين مواطن، مقارنة بنحو 30 مليون مواطن فى انتخابات مجلس الشعب. وإذا افترضنا أن 70% ممن أدلوا بأصواتهم فى انتخابات الشورى منحوا أصواتهم للحزبين الإسلاميين، فهذا يعنى أن إجمالى ما حصل عليه التيار الإسلامى فى مجلس الشورى لم يتعد ثلاثة ملايين صوت على أقصى تقدير، يمكن اعتبارهم الأعضاء المنظمين فى جماعة الإخوان المسلمين والجماعات السلفية، والدوائر المقربة منهم، وهى إشارة واضحة الدلالة على أن أحزاب التيار الإسلامى فى مصر لم تفلح فى إقناع الناخبين بالإدلاء بأصواتهم فى انتخابات مجلس الشورى، بعكس التعاطف العام مع فكرة البديل الدينى الذى ساد الرأى العام فى انتخابات مجلس الشعب. وفى آخر استطلاع أجراه مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، حصل المرشحان الليبراليان عمرو موسى وأحمد شفيق على نحو 60% من أصوات ممن تم استطلاع آرائهم، مقارنة بنحو 27% لثلاثة مرشحين يحسبون على التيار الإسلامى هم حسب ترتيبهم عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد مرسى، ومحمد سليم العوا. الواضح للعيان، ودون تمحيص كبير لتبيانها هو أن نسب تأييد الإسلاميين فى الشارع تتراجع، مقارنة بارتفاع من يحاول البعض تسميتهم بالمرشحين التقليديين، وإذا أخذنا فى الاعتبار أن نسبة تأييد موسى وشفيق كانت فى حدود 52% قبل أسبوع، وارتفعت إلى 60% مقابل استمرار تراجع تأييد الإسلاميين فهذا يعنى أن اتجاه التصويت لدى المصريين بدأ فى التغير بشكل كبير، ما يعنى أن مرشحى التيار الإسلامى سيكونون الخاسر الأكبر فى الانتخابات الرئاسية.