أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن تجربة نظام الجمهورية الإيرانية تقوم على اليقظة الدبلوماسية حيث استطاعت فرض منطقها في مجال التقنية النووية وإرغام الجانب الآخر على تقبل النص الأصلي للخبرة النووية السلمية الوطنية. وأشاد لاريجاني، في كلمة ألقاها لدى بدء الجلسة العلنية لمجلس الشورى الإيراني اليوم الأربعاء، بالرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ورئيس منظمة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي وأعضاء الوفد الإيراني المفاوض الذين خاضوا المفاوضات النووية بقوة أمام أعضاء 5+1 لفترة قاربت عامين وهو ماقل نظيره، واصفا الإنجاز الذي حققه الفريق النووي المفاوض بالقيم الذي سيسجل في تاريخ مثل هذه النزاعات.. وفقا لما أوردته وكالة أنباء فارس الإيرانية. ووصف الاتفاق النووي بالنجاح الدبلوماسي، معتبرا أنه تحقق بفضل "التأييد الإلهي" وتوجيهات قائد الثورة في مجال النشاطات الدبلوماسية الإيجابية وتنبيه الجانب الآخر وتحذيره بهدف التخلي عن أطماعه. وأشاد بدور سلطان عمان قابوس بن سعيد ومساعيه ومبادراته في هذا المجال مؤكدا ان ايران لاتنسى الدور البناء والايجابي لاصدقائها في المنطقة. وأكد ضرورة وضع الحكومة والمجلس قضية إيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية في البلاد على رأس أولوياتهما وأن تكون الساحة الجديدة لنشاطات البلاد ميدان سباق في مجالات التنمية والإنتاج من أجل صياغة حلول لمشكلتي البطالة والتضخم. وأضاف رئيس مجلس الشورى الإيراني أن الاتفاق النووي كان محصلة لجهود أثمرت عن اعتراف الدول القوية التي لم تكن تتقبل ذلك سابقا حيث كانت تطالب في قراراتها وتصريحات مسؤوليها باستمرار في تعليق جميع النشاطات النووية الإيرانية إلا أنها أُرغمت على تقبل التكنولوجيا النووية الإيرانية التي تشمل نشاطات تخصيب اليورانيوم والأبحاث واستمرار مفاعل المياه الثقيلة في إراك بل التعاون مع إيران في عمليات التطوير وهو ما ورد في الاتفاق. وأوضح أنه رغم أن الاتفاق تضمن وضع بعض القيود على نشاطاتنا النووية إلا أنه في المقابل أقر برفع جميع أشكال الحظر الاقتصادي المفروض على إيران وهو ما ورد في مقدمة الاتفاق وكذلك في قسم إزالة الحظر بدقة. وأشار لاريجاني إلى تصريحات بعض المسؤولين في 5+1 بعد الاتفاق حول رفع الحظر المفروض على ايران بصورة تدريجية ورجح انهم قد عبروا عن آمالهم إلا أن ذلك ليس واردا في نص الاتفاق أو ربما كانوا يقصدون الحظر المفروض على ايران في مجال التكنولوجيا النووية والذي لم تكن الجمهورية الإيرانية تركز عليه لأنها لم تعتمد على الآخرين في اكتساب تقنيتها النووية وربما كان ذلك بمثابة نوعا من الخداع لمواجهة مشاكلهم الداخلية. واعتبر ان ابتهاج أصدقاء إيران في المنطقة عبر توجيه البرقيات بعد الاتفاق وشعور مسؤولي إسرائيل بالغضب يؤكد أن هذا الاتفاق استطاع فرض العزلة على الأشرار في المنطقة- على حد وصفه - كما فتح فصلا جديدا للتعاون بين الجمهورية الايرانية والبلدان الاإسلامية والمنطقة. وأوصى لاريجاني جميع بلدان الجوار والمنطقة بالاستفادة من الطاقات البناءة التي يمكنها ان تشكل ارضية قيمة لارساء امن مستديم يقوم على رغبات شعوب المنطقة.