النهوض بالسياحة وتنشيط أماكن الجذب السياحية ليس مستحيلا، فقد نجحت في ذلك دول أخرى واستطاعت مواجهة أشد التحديات بل وتفوقت على كل الظروف والعراقيل. تأتي ضمن هذه الدول الناجحة جمهورية رواندا، وهي تعني أرض الألف تل وهي دولة في شرق أفريقيا بمنطقة البحيرات العظمى الأفريقية، تلك الدولة التي دمرتها الحروب الأهلية، وكانت مسرحا للتطهير العرقي والإبادة الجماعية، إلا أنها استطاعت التغلب على الماضي الدامي والتحول إلى دولة متحضرة يسودها السلام والتمدن وتسعى بشدة إلى تنشيط السياحة لتكون وجهة سياحية محببة ونقطة جذب للسائحين والأجانب، إنها دولة استطاعت استخدام جميع مواردها وتسخيرها من أجل الخروج من دائرة العنف والحروب العرقية واستبدال الصورة السيئة العالقة في الأذهان بصورة سياحية مضيفة جاذبة وجميلة. تتمتع جمهورية رواندا بنقاط جذب سياحية كثيرة إلى جانب الطبيعة الساحرة وسياحة المغامرات مثال رحالات السفاري لزيارة غوريلا الجبال والبحيرات، ومنها بحيرة كيفو والتي تحيط بها الجبال والبراكين والحدائق الوطنية. إن جمهورية رواندا تحولت إلى واجهة سياحية لتضع بصمة أفريقية باهرة على خريطة السياحة في العالم، فمنذ أن تصل إلى مطار رواندا تجد أن هناك معاملة آدمية محترمة يعامل بها المسافرون، فالمطار مجهز بالإنترنت المجانى لجميع المسافرين والعاملين به وعلى درجة عالية من النظافة والنظام اللائق بدولة سياحية. كما أن وسائل الانتقال بها متوفرة وأسعارها فى متناول الجميع، بالإضافة إلى العديد من المطاعم العالمية التي تقدم أطعمة المطبخ الفرنسي والإيطالي والهندي والبلجيكي والتى تدعوك إلى زيارتها مرة أخرى من جودة الأطعمة وحسن الخدمة ونظافة المكان. نجاح جمهورية رواندا في مجال السياحة وإعطاء صورة مشرفة ومثال يحتذى به بين دول أفريقيا يكرس مبدأ الإرادة والتحدي والتفوق في إدارة واجتياز الأزمات بل والكوارث، واستغلال جميع الظروف لكي تنهض وتحقق ما فشلت فيه دول عريقة وكبيرة، ليتنا نتعلم تنشيط السياحة والنهوض بالقطاع السياحي من جمهورية رواندا.