قال مصدر أمنى جزائري رفيع المستوى إن السلطات الموريتانية اطلقت "رصاصة الرحمة" على التحالف الأمنى والعسكرى بين دول الميدان لمكافحة الإرهاب وذلك عندما طردت أحد الدبلوماسى الجزائريين من أراضيها قبل عدة أسابيع مشيرا إلى أن الجزائر تبحث الآن عن صيغة جديدة للتحالف مع دول الجوار لمكافحة الإرهاب تتجاوز اتفاقية إنشاء دول الميدان التى وقعت قبل 5 سنوات فى ولاية تمنراست الجزائرية . ونقلت صحيفة "الخبر" فى عددها الصادر اليوم /الاثنين/عن المصدر قوله إن اتفاقية إنشاء التحالف الإقليمى لمكافحة الإرهاب التى اصطلح على تسميتها دول الميدان أصبحت جزءا من التاريخ مباشرة بعد قرار السلطات الموريتانية طرد أحد موظفى سفارة الجزائر فى نواكشوط ورد الجزائر بالمثل مشيرا إلى أن قرار طرد الدبلوماسي الجزائرى أعقبه على الفور وقف التعاون الأمنى بين الجزائروموريتانيا ... كما قررت الجزائر تأجيل لقاءين كانا مبرمجين بين عسكريين من الجزائروموريتانيا إلى أجل لم يحدد . وأضاف المصدر نفسه أنه مع توقف التعاون الأمنى والعسكرى بين الجزائروموريتانيا وقبل تراجع التعاون العسكري بين الجزائروموريتانيا، كان التعاون العسكرى والأمني بين الجيشين الجزائرى والمالى قد تراجع أيضا خاصة فى مجال مراقبة الحدود الدولية بين البلدين التى انسحب منها الجيش المالى منذ بداية عام 2012 وبات التعاون العسكرى محصورا فقط بين الجزائر والنيجر. وقال إن الجزائر تبحث عن بديل لاتفاقية تحالف دول الميدان لمكافحة الإرهاب بعد أن تم تجميد 70 فى المائة منها لعدة أسباب وذلك إثر الانهيار الكبير للعلاقات بين الجزائرونواكشوط بسبب طرد الدبلوماسى الجزائرى مشيرا إلى أن اتفاقية دول الميدان قد يتم تعديلها إلى اتفاقية أمنية وهناك احتمال لانضمام تونس وتشاد للاتفاقية ثم ربط التعاون العسكرى بين الدول الأربع بتوقيع اتفاقيات ثنائية. وقال المصدر الأمنى إن أكثر من 70 فى المائة من أوجه التعاون الأمنى والعسكرى بين الجزائر ودول الساحل الثلاث المعنية بمكافحة الإرهاب فى الساحل توقفت لعدة أسباب .. السبب الأول وقع قبل 3 سنوات عندما طرد متمردون من الطوارق والعرب الجيش المالى من إقليم أزواد ورفضت الجزائر فى ذلك التاريخ وقف التعاون العسكرى فى مجال مكافحة الإرهاب مع الجيش المالى حتى لا يفهم الأمر من قبل سكان إقليم أزواد على أنه دعم لحكومة باماكو التي يعتبرونها "دولة احتلال" ... والسبب الثانى هو القيام خلال سنة كاملة تقريبا بفصل الحاجز الجغرافى إقليم أزواد الذى وقع تحت سيطرة السلفيين الجهاديين الجزائر عن مالى وبات التعاون الأمنى غير ممكن وبالتالى فقد مربع دول الميدان أبرز أضلاعه . وأما السبب الثالث فيرجع إلى بداية عام 2013 عندما تدخلت قوات فرنسية وإفريقية فى المنطقة وهو ما أدى إلى تعطيل التعاون العسكرى والأمنى بين الجزائرومالي بسبب تواجد الفرنسيين وقيام القوات الفرنسية بأغلب عمليات مكافحة الإرهاب فى شمال مالى. ويعود تاريخ التعاون الأمنى والعسكرى فى مجال مكافحة الإرهاب بين دول الميدان الأربع الجزائر ومالى وموريتانيا والنيجر إلى بداية عام 2008 مع تزايد نفوذ الجماعات الإرهابية التى كانت تتحرك فى الصحراء الواقعة شمالى موريتانيا ومالى والنيجر وتسجيل 12 عملية خطف رهائن غربيين في المنطقة لذا قررت الدول الأربع ترسيم التعاون الأمنى الذي كان عبارة عن مجموعة من التفاهمات الأمنية والعسكرية . وقد وقع قادة جيوش الدول الأربع فى يوليو 2010 اتفاقية تمنراست التى وضعت إطار التعاون الأمنى والعسكرى ثم تقرر إنشاء غرفة عمليات موحدة لمكافحة الإرهاب فى تمنراست تتواصل مع قيادات جيوش الدول الأربع وتبادل المعلومات الخاصة بالمطلوبين من عناصر الجماعات الإرهابية بين الدول الأربع بشكل فورى . كما تقرر أيضا عقد اجتماعات دورية لقيادات جيوش دول الميدان، إلا أن الاتفاقية باتت الآن بلا معنى بسبب وجود قوات أجنبية تكافح الإرهاب فى شمال مالى وارتباط موريتانيا باتفاقات أمنية وعسكرية مع عدة دول غربية منها فرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا.