* إهمال المحمودية 4 سنوات حولها لمقلب زبالة * عشش للمخدرات ومخلفات البناء تغطى جانبيها * التلوث يتسبب فى إهدار مبالغ طائلة فى تنقية المياه تحولت ترعة المحمودية، التي تعتبر أحد المصادر الرئيسية لمياه الشرب بالإسكندرية، خلال الفترة الأخيرة إلى مقلب كبير للقمامة يمتد بطول 620 كم، ويخترق 6 أحياء بالإسكندرية. وكشف الأهالي ل "صدى البلد: عن المعاناة التي يلقونها مع تراكم القمامة بالترعة بشكل كبير خاصة خلال السنوات ال4 الأخيرة، مع تجاهل المحافظة لدورها في رفع القمامة التي يلقيها البعض بالترعة، وكذلك منع عربات الردم من التخلص من مخلفات المباني بإلقائها على جانبيها". بالإضافة إلى انتشار عشش خشبية على جانبي الترعة، يستخدمها البلطجية كأوكار للإتجار بالمواد المخدرة، في غفلة عن أعين الأجهزة الأمنية. وأكد الأهالي أنهم سبق وتقدموا لمسئولي الحي التابعين له وهو حي شرق، لرفع القمامة وإزالة عشش البلطجية، والتي يتم داخلها بيع جميع أنواع المخدرات، ولكن جميع الشكاوى ذهبت أدراج الرياح، سواء في عهد المحافظ هاني المسيري، أو المحافظين الذين سبقوه. من جانبه أكد المهندس أحمد جابر، رئيس شركة مياه الشرب بالإسكندرية، أن المخلفات التي الملقاة في الترعة، تؤدي إلى زيادة نسبة التلوث إلى حد كبير في المياه التي تأتي لمحطات مياه الشرب، مما يكلف الشركة مبالغ طائلة في تنقيتها وزيادة نسبة الكلور والشبه، لقتل الجراثيم والميكروبات التي من الممكن أن تمثل خطورة على صحة الإنسان-بحسب قوله. وأوضح جابر، أن الإسكندرية بها 7 محطات تنقية مياه شرب، منهم اثنتين على ترعة المحمودية، و5 على ترعة (مياه الشرب) وهي ترعة متفرعة من المحمودية بطول 15 كم وتتبع شركة المياه، على عكس المحمودية الرئيسية التي تتبع وزارة الري وهي المسئولة عن تنظيفها. وأشار جابر إلى أن تركم القمامة ومخلفات البناء في الترعة تسبب في ردم أجزاء كبير من المحمودية بسبب تقاعس وزارة الري عن تنظيفها، مما تسبب في ردم أجزاء منها مما أدى في أوقات كثيرة لعدم وصول المياه للترعة الفرعية المخصصة لمياه الشرب، الأمر الذي يضطر شركة المياه لتنظيفها بمعداتها الخاصة على الرغم من أن هذه المهمة ليست من إختصاصها لكننا نقوم بذلك لإنقاذ الموقف. وكشفت هدى مصطفى رئيس جهاز شئون البيئة بالإسكندرية، أنه كان هناك مشروع ضخم لتطوير وتنقية المجرى الخاص بترعة المحمودية، بين وزارة الري والمحافظات التي تمر بها الترعة والتي من بينها الإسكندرية، ولكن توقف عقب اندلاع ثورة 25 يناير، مطالبة بإعادة إحياء المشروع. وأشارت إلى أن دور جهاز شئون البيئة منحصر في أخذ عينات من مياه الترعة، ورفع تقارير توصية بإغلاق مصبات الصرف الصناعي بها، وأن دور المحافظة والري هو رفع المخلفات منها. من جانبه أوضح الدكتور حاتم تليمه، رئيس قسم الكيمياء الحيوية بالجامعة الأمريكية، أن المواد المستخدمة لتنقية المياه في مصر وهي مادتي الكلور والشبه لا تقضي سوى على التلوث البيولوجي بالمياه والمتمثل في الكائنات الدقيقة مثل الأميبا والطحالب والبكتيريا، لكن ذلك لا يعالج المعادن والمواد الكيماوية الناتجة عن الصرف الصناعي والزراعي مثل مادة الرصاص والسماد الذي يختلط بالمياه. كما أكد أن تناول الإنسان لمياه بها كلور و"شبة" لوقت طويل يؤدي إلى إصابته بأمراض الفشل الكلوي وحصوات الكلى. وأشار تليمة إلى أن هناك طرقا أخرى لمعالجة المياه عن طريق الأشعة فوق البنفسجية والتي يتم من خلالها القضاء على كافة أشكال التلوث بالمياه سواء الكائنات الدقيقة أو التلوث الناتج عن الصرف الصناعي والزراعي، وبدون استخدام الكلور نهائياً، مشيراً إلى أن تلك الطريقة مستخدمة في محطة واحدة بمصر موجودة في التجمع الخامس، ولم تعمم بسبب غلاء تكاليف المعالجة بها التي تصل ل7 أضعاف المحطات العادية.