علي الرغم من أهميتها الكبيرة لكونها المصدر الرئيسي لمياه الشرب بالإسكندرية, إلا أن ترعة المحمودية لم تسلم من الإهمال, حيث انتشرت القمامة علي جانبيها بشكل غير مسبوق, وسط تقاعس من الأجهزة المختصة في القيام بدورها في تنقية الترعة ورفع المخلفات منها. وتحولت الترعة مع الوقت من متنزه للفقراء والبسطاء إلي مقلب قمامة يمتد بطول6 أحياء بالإسكندرية, تمر بها الترعة محمله بأكوام القمامة عبر20 كيلو مترا هي طول الترعة وامتدادها في أعماق المدينة من منطقة العوايد شرقا وحتي منطقة مينا البصل غربا. وتمكنت الأهرام المسائي من تصوير عدة لقطات أوضحت مدي تراكم أكوام القمامة علي جانبي الترعة وبالمياه ذاتها,وكذلك رصدت الأهرام المسائي تمركز بؤر لتعاطي المخدرات انتشرت علي شكل عشش أيضا علي جانبي الطريق وهو ما أكده لنا الأهالي. وقال محمود الطيري, أحد الأهالي والمقيم بمنطقة سموحة ناحية الترعة: نعاني من تراكم القمامة بالترعة بشكل كبير خاصة خلال السنوات ال4 الأخيرة, مع تجاهل المحافظة لدورها في رفع القمامة التي يلقيها البعض بالترعة, وكذلك منع عربات الردم من التخلص من مخلفات المباني بإلقائها علي جانبيها. وأشار إلي انتشار عشش خشبية علي جانبي الترعة, يستخدمها البلطجية كأوكار للاتجار بالمواد المخدرة, في غفلة عن أعين الأجهزة الأمنية, وأضاف:مع وجود هؤلاء البلطجية أصبحنا نخاف علي أسرنا فلا أحد يستطيع أن يمر بالشوارع القريبة من الترعة وخاصة الفتيات. أضاف: أرسلنا استغاثات كثيرة لمسئولي الحي التابعين له وهو حي شرق, لرفع القمامة وإزالة عشش البلطجية, والتي يتم داخلها بيع جميع أنواع المخدرات, ولكن جميع الشكاوي ذهبت أدراج الرياح, سواء في عهد المحافظ هاني المسيري, أو المحافظين الذين سبقوه. وأشار محمد رضا, أحد قاطني عزبة حجازي المطلة علي الترعة, إلي أنها أصبحت مرتعا للحشرات والقوارض بسبب انتشار القمامة علي جانبيها, مما حول حياتهم لجحيم. من جانبه أكد المهندس أحمد جابر, رئيس شركة مياه الشرب بالإسكندرية, أن المخلفات الملقاة في الترعة, تؤدي إلي زيادة نسبة التلوث إلي حد كبير في المياه التي تأتي لمحطات مياه الشرب, مما يكلف الشركة مبالغ طائلة في تنقيتها وزيادة نسبة الكلور والشبة, لقتل الجراثيم والميكروبات التي من الممكن أن تمثل خطورة علي صحة الإنسان-بحسب قوله. وأوضح جابر, أن الإسكندرية بها7 محطات تنقية مياه شرب, منها اثنتان علي ترعة المحمودية, و5 علي ترعة( مياه الشرب) وهي ترعة متفرعة من المحمودية بطول15 كم وتتبع شركة المياه, علي عكس المحمودية الرئيسية التي تتبع وزارة الري وهي المسئولة عن تنظيفها. وأشار جابر إلي أن تراكم القمامة ومخلفات البناء في الترعة تسبب في ردم أجزاء كبيرة من المحمودية بسبب تقاعس وزارة الري عن تنظيفها, مما تسبب في ردم أجزاء منها مما أدي في أوقات كثيرة لعدم وصول المياه للترعة الفرعية المخصصة لمياه الشرب, الأمر الذي يضطر شركة المياه لتنظيفها بمعداتها الخاصة علي الرغم من أن هذه المهمة ليست من اختصاصها لكننا نقوم بذلك لإنقاذ الموقف. وكشفت هدي مصطفي رئيس جهاز شئون البيئة بالإسكندرية, عن أنه كان هناك مشروع ضخم لتطوير وتنقية المجري الخاص بترعة المحمودية, بين وزارة الري والمحافظات التي تمر بها الترعة والتي من بينها الإسكندرية, ولكن توقف عقب اندلاع ثورة25 يناير, مطالبة بإعادة إحياء المشروع. وأشارت إلي أن دور جهاز شئون البيئة منحصر في أخذ عينات من مياه الترعة, ورفع تقارير توصية بإغلاق مصبات الصرف الصناعي بها, وأن دور المحافظة والري هو رفع المخلفات منها. من جانبه أوضح الدكتور حاتم تليمة, رئيس قسم الكيمياء الحيوية بالجامعة الأمريكية, أن المواد المستخدمة لتنقية المياه في مصر وهما مادتا الكلور والشبة لا تقضيان سوي علي التلوث البيولوجي بالمياه والمتمثل في الكائنات الدقيقة مثل الأميبا والطحالب والبكتيريا, لكن ذلك لا يعالج المعادن والمواد الكيماوية الناتجة عن الصرف الصناعي والزراعي مثل مادة الرصاص والسماد الذي يختلط بالمياه. كما أكد أن تناول الإنسان لمياه بها كلور وشبة لوقت طويل يؤدي إلي إصابته بأمراض الفشل الكلوي وحصوات الكلي. وأشار تليمة إلي أن هناك طرقا أخري لمعالجة المياه عن طريق الأشعة فوق البنفسجية والتي يتم من خلالها القضاء علي جميع أشكال التلوث بالمياه سواء الكائنات الدقيقة أو التلوث الناتج عن الصرف الصناعي والزراعي, وبدون استخدام الكلور نهائيا, مشيرا إلي أن تلك الطريقة مستخدمة في محطة واحدة بمصر موجودة في التجمع الخامس, ولم تعمم بسبب غلاء تكاليف المعالجة بها التي تصل ل7 أضعاف المحطات العادية.