1 مايو 1886 أول عيد عمال. فكل عام وانتم بخير، أتمنى أن يأتي اليوم و أقولها وأنتم فعلاً سعداء بهذا التاريخ فيكون عيداً لكم بحق ، لا نجترّ ذكرياته الأليمة . ففي الأول من مايو من كل عام يتذكر العمال المصريين كيف تدهورت أحوالهم المعيشية بشكل كبير حيث عاش عمال مصر أكثر العهود ظلمًا وازدراء وتجاهل من جانب مسئولي مصر ووزرائها، و نقابات عمال مصر التي كانت تقوم بدور المحلل الذي لم يتعدي دوره مجرد "ديكور من صنع النظام" ، في ظلّ نهب منظّم وسلب مقننّ بقوانين وتشريعات عملت عليها النظم السابقة ، يعانى منها الشعب المصري حتى الآن وخير دليل الأموال المنهوبة المهرّبة بالخارج التي لا نعلم كيف ستعود إلى الشعب المنهوب ، كلّ هذا وتسمع مبررات وقحة فجّة فأحدهم ثروته تقترب من مليارات صديقه المخلوع ، و يقول أنه تاجر عادى وهذا ثمرة تجارته ، قد يكون صدقاّ في حال أنهم تاجروا بأموال الشعب ودمائه بشرط الخسارة للشعب و الأرباح له وحاشيته فقط ، وآخر يساوم الحكومة علي ترك جزء من أموال الشعب ، لأنه يرى أنها جهده ومشقته ، وأن هناك غيره كثير ، والأبواب كانت مفتوحة والشاطر اللي عرف يهبش ،هذه إستراتيجية جميع أصحاب العصابات المنظمة المقننة بقوة القوانين البائسة التي قاموا بتفصيلها فأباحت لهم بيع كلّ شيء ، وكلّه بالقانون ، كما قال أستاذ هم المحبوس العبقري أستاذ القانون ، وغيره كثير من أصحاب الضمائر الخربة المسئولين عما يعانيه الشعب على مدار السنين من ارتفاع الأسعار ، وتدني الأحول المعيشية ، والبطالة وضياع حقوق العمّال ، والقوانين والتعليمات الظالمة ، و تدهور الرعاية الصحية ، وتفشى الرشاوى والمحسوبية ، مما أدى لسلبيات كثيرة منها انهيار سمعة العمالة المصرية التي كان يضرب بها المثل منذ قدم التاريخ . كل ذلك نتيجة الفساد وخراب ضمائر المسئولين مما أدي لهبوط اقتصادي، وديون، و ما صاحب عمليات الخصخصة ، حيث المصالح الشخصية والعمولات الخفية والسلب المنظم ، و أيما ظلم وقع علي عمال كثيرين بالداخل والخارج ، وكم أثر ذلك على حياتهم الاجتماعية و الاقتصادية بل النفسية ، والأمثلة كثيرة من شركات ومؤسسات تم خصخصتها لأجل السلب والنهب . و سأعطى مثالاً واحداً لمشكلة العمال أقدّمه لكل من ذكرتهم ومن لم أذكرهم ، قد يشعر المسئولين جميعاً بمسئوليتهم ، الشركة المصرية للاتصالات تم خصخصتها وتم تعيين عاملين جدد في أغسطس1998 بنظام حافظة أي عقد عمالة مؤقتة براتب سبعين جنيها في الشهر بغض النظر عن المؤهلات عليا أو متوسطة ، وطبعاَ هذا الرقم لا أدرى تحت أي بند ممكن أن نسميه ، هل هذا الراتب الشهري يرضاه أي مسئول لأحد أبناءه أو أقاربه ، قبل العاملين بهذا التعاقد الظالم لمعرفتهم من المسئولين أن هذا مؤقتاً ،وسيتم التعاقد في أقرب فرصة أشاعوا وقتها لن تتعدى شهور ، هذه المدة استمرت سبع سنوات حيث تم تعيين بعضهم في منتصف عام 2004 ، سبع سنوات هل تخيل المسئولين عن ذلك ، هل تستوعبها ضمائرهم ؟ سبع سنوات من عمر العاملين ، براتب سبعين جنيهاّ شهرياً ، بدون درجة وظيفية ، بدون ... بدون ؟ هل يرضى المسئولين على أبناءهم ذلك ، 84 شهرا من عمرهم ، ضاعوا ؟ رحم الله والدي ورحم الجميع ، كان دائماً يقول : " ناصر قال إن ابنه زىّ ابن أي واحد من الشعب المصري ،ابن رئيس الجمهورية ري أي واحد من الشعب المصري " رحم الله نصير الفقراء والعمال حبيب الشعب الزعيم الراحل عبد الناصر،،،، متى يتم بحث حقيقي لمشاكل عمال مصر بجميع مؤسساتها العامة والخاصة ؟ متى يتم فتح ملفات التحقيق بمهازل شركات القطاع العام التي تم تخريبها؟ هل يتم تأميم الشركات و المصانع التي تم تعطيلها وإفلاسها حتى تم بيعها لمجموعة من المستثمرين الأجانب ؟ متى يعيش عمال مصر فوق خط الفقر لا تحته ؟ متى لا يضطر العامل المصري أن يعمل 16 ساعة ليستطيع أن يطعم أسرته ؟ متى تقل نسبة البطالة ؟ هل يأتي يوم و يقول العمال : عملي هو هوايتي ، وزوجتي هي حبيبتي فنقولها بفرحة وسعادة ورفاهية أيها العمال كل عام وأنتم بخير ؟ [email protected] [email protected]