نعم أنّ المجلس العسكري يقف بحياد بين مرشحي الرئاسة على مسافة متساوية بينهم جميعًا، لكن بعض المواقف العملية على الأرض تشي بغير ذلك، كان أبرزها وصول المرشح عمر سليمان إلى لجنة الانتخابات وسط حماية الحرس الجمهوري؟ كما لو أنه لا يزال في موقع نائب الرئيس؟ أو أنه أصبح رئيسًا فعلاً؟ واستغرب الجميع أن التوكيلات التي جمعت له على عجل بأعداد كبيرة جدًا وتحمل أرقامًا متسلسلةً تكشف تساؤلات كثيرة، لك أن تدركها عزيزى القارئ؟ ومن هنا لنا أن نتوقع أن يتحرك من صنع كل ذلك، لاحقًا لدعم مرشحهم أيّا كان بأى صورة من الصور مشروعة أو غير ذلك، مستخدمين كل ما يمكن من إمكانيات الدولة خاصة الأمنية وخبرات التزوير، في ظل وجود نص قانوني يحصن قرارات اللجنة العليا للانتخابات من الطعن، أما المرشح المقصود فلم يظهر بعد. وما سليمان إلاَّ بالونة اختبار لشعب مصر. لكنه اختبار فاشل مستفزّ فمجّرد ترشحه هو استفزاز لمشاعرالمصريين الشرفاء وكل من شارك في الثورة ولو بقلبه، وكل من شارك في صنع التغيير أو رحّب بالحريّة وكسر أنف الاستبداد والظلم وحارب الظلام ويأمل فى ميلاد أمل جديد يطهّر مصر مما أصابها على مرّ سنوات الحكم فنهبوا ثرواتها وظلموا شعبها بكلّ ألوان الظلم، فلقد لفظت الثورة الكثيرين ومنهم هذا الرجل فلم يحاول العودة من ليمهّد لهم الطريق، كلاّ ، فمصر التي ثارت عليه وعلى رئيسه فخلعتهما ليس هذا فحسب بل قدمت من أجل ذلك مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين، وهتف شبابها في الميدان "ارحل ارحل يا سليمان موش عايزينك أنت كمان"؟... تحية للشهداء. لقد تغاضت الثورة عن كثير وتسامحت، لكن البعض يصرّ على أنّ هذا غباء وتبلّد أو أن الثورة انتهت كلاّ؟ فهمكم خاطئ، أنتم ترتكبون أفظع الأخطاء وتكررون نفس الجرم. وأما يقين واعتقاد البعض الآخر وهو عامة الشعب فهو لماذا لم يتم تعديل المادة المعيبة كما يسمّيها أهل القانون، لإثبات حسن النّوايا ولتطمئن العقول الحائرة ،والبعد عمّا به الشكّ، وتوضيح الحقائق جليّة لا تحتمل اللبث، هل هذا الحلّ صعب؟ ولماذا لا تكون قاعدة التعامل فيها إحترام من الجميع ولنترك الاختيار للشعب، وليكن هناك مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع، وهذا التكافؤ بكل معانيه بدون تحريف أو إلتفاف حوله، والاختيار النهائى للشعب المصرى، فلا نحجر عليه فليختار من يريد، وليتحمل كل فصيل نتيجة اختياره، لكن المهم هو ألا نفترق فنكون معمل اختبار النظام القديم، أو نقع فى مرمى أهدافه بطرق ملتوية شربنا من سمّها كثيرًا. فتحية غالية لكل من يسعى لوحدة الصفّ، وتبّا لكل من فرّق وشق عصا الألفة والوحدة بين المصريين، حتى لو كان زعيمًا أو هكذا يعتقد. [email protected] [email protected]