إن المفاجأة التى أعلنها الحرية والعدالة بترشيح الشاطرهى فعلاً مفاجأة للجميع. أعتقد أنها كانت مفاجأة للإخوان أنفسهم بدليل أن نسبة التصويت كانت تأييد 56 عضوًا بشورى الجماعة رشحت الشاطر لخوض انتخابات الرئاسة، من إجمالى عدد الحاضرين البالغ عددهم 108 أعضاء، بينما رفض 52 فكرة ترشيح الشاطر. فحزب الحرية والعدالة حين أسند إلى "الشاطر" ملف "النهضة الشاملة لمصر" بعد الثورة، لم يكذب خبراً وطار إلى بعض الدول الإسلامية لدراسة أفكارها و تجاربها، التى تم تطبيقها ونجحت بالفعل حتى أنه بدأ فى الاستعانة بعدد من الخبراء المحليين فى جميع المجالات المختلفة ليبنى تصوراً حول كيفية إدارة النهضة فى مصر، والخروج من كل تلك الأزمات المتعددة التى تمر بها مصر ، وقد كان التصريح الذى نشرته صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية على لسانه عن أن مصر مهددة بالانهيار السياسى والاقتصادى بعد الثورة ، وهذا التصريح ليس بجديد فالعالم كله يعلم ذلك ، ولكن ماذا أعدوا لذلك ، ما الخطوات العملية التى شرع فيها أىّ منّا . ولم يكن وارد ترشيح أيّ منهم . وأعتقد أنّ هذا التحرك المفاجىء على عكس كل التوقّعات سيجعل الجميع يعيد حساباته عالميّاً ومحليّاً ، وكلّ ذلك ينعكس على مصر بالنتيجة التى يحددها الشعب الواعى لما يدور حوله ، وينتبه لكل ما فى الساحة من متغيّرات ، بحيث تكون نظرة شاملة يضع مصر فى المقام الأول ، وليست نظرة قاصرة أو تعتمد على أحكام سابقة مستهلكة ، فهذا اختبار لجميع المصريين . فنهضة مصر مسئولية جميع المصريين. [email protected] [email protected]