قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن "هناك من يحلمون أن يضعوا أيديهم على مؤسسة الأزهر ليغيروا فيه مايريدونه"، منوها أنهم "يهدرون سماحة الدين الشريف واعتماده على التعددية فى المذاهب التى لانعرف لها نظيرا فى العلوم الأخرى". وأضاف شيخ الأزهر، خلال الندوة التحضيرية لمؤتمر التجديد فى الفكر الإسلامى، والتى تعقد حاليا بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، أن "المنهج التعددى هو السبب لتعدد أروقة الأزهر وكلياته ودراسته بدون انتقاص من شأن أى إمام، فى إشارة أن الأزهر درس للعالم كله علوم الكلام، وتبنى منذ القدم المذهب الأشعرى وروَجه فى سائر الأقطار لإحتوائه على علاج لأخطار كثيرة". وأشار إلى ان "تبنى الأزهر للمذهب الأشعرى ليس تعصبا لمذهب معين ولكنه انعكاسا صريحا على ماكان عليه النبى وصحابته من يسر وبساطة فى الدين عقيدة وشريعة والتى تخفى على الكثير ممكن يكتبون على المذهب الأشعرى". وأوضح "الطيب"، أن "الإمام الحسن الأشعرى لم يخترع مذهبا جديدا كما لم يصطدم اصطداما صريحا بشرائع الدين ويقول البيهقى "لم يحدث الأشعرى فى الدين ولم يبدع فيه بدعة". وتساءل شيخ الأزهر: "فى أى قطر من العالم يحدث زواج من طفلة صغيرة لم تبلغ الحلم، ومنذ متى كان المسلمون يزوجون الطفلة الصغيرة ويقيمون لها الأفراح ويزفونها لعريسها". وتابع: "أليست مشكلة العنوسة وتأخير الزواج وعدم توفر امكانيات الزواج للشباب، أليست هذه المشاكل أولى للحديث عنها فى الإعلام بدلا ممن يشغلون بالهم بتفاصيل لم يحدث منها أصلا شيء، فهذه البرامج تقتل وحدة صف المسلمين، ويدعون أنهم يجددون الخطاب الدينى". ولفت الإمام الأكبر، إن "التجديد الذى ننتظره ينبغى أن يسير طبقا للقرآن والسنة وما يتناسب مع طبيعة العصر"، مؤكدا أن"الإسلام لايعرف خطابا خال من تعدد الآراء". وبيَن شيخ الأزهر، أن الخلاف أمر طبيعى ومقبول أما الغير مقبول أن يصبح مجالا للصراع وإثارة الفتن، ولكننا نريد تيار الإصلاح الوسطى القادر وحده على تجديد الدين. وأضاف أن كبرى القضايا تكمن فى الجهاد، الخلافة ، التكفير، الولاء، البراء، تقسيم المعمورة وغيرها، وقد بيَنا هذه القضايا مرارا وتكرارا فى المحافل الدينية، مقترحا أن يكون هناك مؤتمرا كل عام لمناقشة النقاط الخلافية وبيان الصحيح فيها.