قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن المسلمين ارتبطوا ارتباطا وثيقا بالغرب قبل قرنين من الزمان، وكانت تلك الفترة كافية للوقوف في مصاف الدول الكبرى كاليابان، إلا أن ماكينة التكفير والإقصاء والتي لا تتوقف آثارها لم تترك لمفكرى العرب فرصة هادئة تمكنهم من الانكباب على ترسيخ ثقافة تدفع بأوطانهم لأمة تختزن بأراضيها ثروات يحسدها عليها العالم. وأضاف شيخ الأزهر في الكلمة الافتتاحية للندوة التحضيرية لمؤتمر التجديد في الفكر والعلوم الإسلامية، التي تعقد الآن بقاعة الأزهر للمؤتمرات، أن "المنهج التعددي هو السبب لتعدد أروقة الأزهر وكلياته ودراسته بدون انتقاص من شأن أى إمام، فى إشارة أن الأزهر درس للعالم كله علوم الكلام، وتبنى منذ القدم المذهب الأشعري وروَجه فى سائر الأقطار لاحتوائه على علاج لأخطار كثيرة".
وأشار إلى أن تبنى الأزهر للمذهب الأشعري ليس تعصبا لمذهب معين ولكنه انعكاسا صريحا على ما كان عليه النبى وصحابته من يسر وبساطة فى الدين عقيدة وشريعة والتى تخفى على الكثير ممكن يكتبون على المذهب الأشعري.
وأوضح "الطيب"، أن الإمام الحسن الأشعري لم يخترع مذهبا جديدا كما لم يصطدم اصطداما صريحا بشرائع الدين ويقول البيهقى "لم يحدث الأشعرى فى الدين ولم يبدع فيه بدعة.
وتساءل شيخ الأزهر، فى أى قطر من العالم يحدث زواج من طفلة صغيرة لم تبلغ الحلم؟، ومنذ متى كان المسلمون يزوجون الطفلة الصغيرة ويقيمون لها الأفراح ويزفونها لعريسها؟.
وتابع، أليست مشكلة العنوسة وتأخير الزواج وعدم توفر إمكانيات الزواج للشباب، أليست هذه المشاكل أولى للحديث عنها فى الإعلام بدلا ممن يشغلون بالهم بتفاصيل لم يحدث منها أصلا شيء، فهذه البرامج تقتل وحدة صف المسلمين، ويدعون أنهم يجددون الخطاب الدينى.
ولفت الإمام الأكبر، إن التجديد الذى ننتظره ينبغي أن يسير طبقا للقرآن والسنة وما يتناسب مع طبيعة العصر"، مؤكدا أن"الإسلام لايعرف خطابا خال من تعدد الآراء".
وبيَن شيخ الأزهر، أن الخلاف أمر طبيعى ومقبول أما الغير مقبول أن يصبح مجالا للصراع وإثارة الفتن، ولكننا نريد تيار الإصلاح الوسطى القادر وحده على تجديد الدين.
وأضاف الطيب، أن كبرى القضايا تكمن فى الجهاد، الخلافة ، التكفير، الولاء، البراء، تقسيم المعمورة وغيرها، وقد بيَنا هذه القضايا مرارا وتكرارا فى المحافل الدينية، مقترحا أن يكون هناك مؤتمرا كل عام لمناقشة النقاط الخلافية وبيان الصحيح فيها.