محافظ أسيوط : لا مساس بالأرزاق ونوفر البدائل الحضارية للباعة الجائلين    رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يهنئ الكنيسة الكاثوليكية بانتخاب البابا روبرت فرنسيس بريفوست    انطلاق قوافل المراجعة النهائية المجانية لطلاب الشهادة الإعدادية بالأقصر (صور)    السبت المقبل.. 23 ألف طالب يؤدون امتحانات الفصل الدراسي الثاني بجامعة أسوان    بالأسماء.. 16 مرشحًا يتقدمون لرئاسة جامعة بني سويف    أخبار مصر اليوم.. بوتين يستقبل السيسي في الكرملين    محافظ شمال سيناء يفتتح مبنى نقابة الزراعيين بالعريش    محافظ سوهاج يبحث تطبيق الهوية البصرية على الكوبري الجديد بالكورنيش الغربي    رئيس البريد: نعمل على تعظيم الإيرادات وترشيد النفقات    هيبة: مصر أنفقت 550 مليار دولار على تحسين البنية التحتية خلال 10 سنوات| خاص    مستشار وزيرة التخطيط: 44% من القوى العاملة بحلول 2030 ستكون من الجيل التكنولوجيا الحديثة    إنشاء مدارس ومراكز للشباب وصرف إعانات عاجلة.. تفاصيل لقاء محافظ المنيا والمواطنين اليوم    «صفقة تاريخية»| ترامب يكشف تفاصيل الاتفاق التجاري الجديد مع بريطانيا    ريتشارليسون يتصدر تشكيل توتنهام أمام بودو جليمت بنصف نهائي الدوري الأوروبي    محمد فوزى: التحركات المصرية القطرية الهامة تأتى فى ظل وضع إنسانى صعب بغزة    "أوتشا": عنف المستوطنين بالضفة الغربية فى تزايد    تشكيل مباراة فيورنتينا ضد ريال بيتيس في دوري المؤتمر الأوروبي    شاهد| هدف طاهر محمد في شباك المصري    نفس توقيت نهائي الكأس.. ديسابر يعلن ضم ماييلي لقائمة الكونغو الديمقراطية في يونيو    حبس شخص لإتجاره في العملات الرقمية المشفرة بالقاهرة    محافظ القاهرة يعلن السيطرة على حريق الأزبكية    معدات ثقيلة لرفع سقف موقف قوص المنهار فوق 40 سيارة (صور)    رائحة كريهة تكشف عن جثة خمسيني متعفنة بالحوامدية    تقرر مد مسابقة توفيق الحكيم لتأليف المسرحي .. اعرف تفاصيل    «كان يخاف ربه».. هالة صدقي تحسم جدل أزمة طلاق بوسي شلبي من الراحل محمود عبد العزيز    ما تأثير الحالة الفلكية على مواليد برج الحمل في الأسبوع الثاني من مايو 2025؟    أكشن بتقنيات عالية.. الإعلان التشويقي لفيلم المشروع X ل كريم عبد العزيز    MBC مصر تعلن موعد عرض مسلسل "بطن الحوت"    فعاليات تثقيفية متنوعة ضمن دوري المكتبات بثقافة الغربية    مسابقة قرائية بمكتبة مصر العامة    ياسمينا العبد: كنت متأكدة إني هبقى سبب فشل مسلسل «موضوع عائلي 3» (فيديو)    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    أمين الفتوى: لا يجوز للزوج أخذ "الشبكة" من زوجته رغمًا عنها بعد الزواج    انطلاق المؤتمر الثالث لوحدة مناظير عائشة المرزوق في مستشفى قنا العام    محافظ سوهاج يوجه بسرعة استلام وتشغيل مركز الكوثر الطبي خلال أسبوعين    القومى للبحوث: اكتشاف إنزيم مهم من فطر الاسبرجليس لتقليل الكوليستيرول بالدم    الصحة: تنظيم مؤتمر علمي لتشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    الدخان الأبيض يعلن بدء رحلة بابا الفاتيكان الجديد.. الأجراس تدق والاحتفالات تملأ الشوارع    خبراء يحذرون: الزمن هو الخطر الحقيقي في النزاع النووي الهندي الباكستاني    الرياضية تكشف موعد انضمام ماركوس ليوناردو لتدريبات الهلال    محافظ الجيزة: تحسين كفاءة النظافة بمحيط المدارس استعدادا للامتحانات    محافظة الجيزة ترفع 150 طن مخلفات في حملات نظافة مكبرة    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    محافظ مطروح يتفقد تصميمات الرامبات لتيسير التعامل مع طلبات ذوي الهمم    عضو مجلس المحامين بجنوب الجيزة يثبت الإضراب أمام محكمة أكتوبر (صور)    الكرملين: الحوار بين روسيا والولايات المتحدة مستمر    انخفاض عمليات البحث على "جوجل" عبر متصفح سفارى لأول مرة لهذا السبب    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    خالد بيبو: كولر ظلم لاعبين في الأهلي وكان يحلم بالمونديال    رامي ربيعة يوافق على 20 مليون جنيه سنويًا.. ورد الأهلي الأخير بشأن الإعلانات يحسم ملف التجديد    تكثيف جهود البحث عن فتاة متغيبة منذ يومين في القليوبية    تركيا: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات الإنسانية وتحاول تهجير الفلسطينيين وتثبيت وجودها في غزة بشكل دائم عبر توسيع هجماتها    اختناق 4 أشخاص في حريق بمكبس كراتين خردة بسوهاج    ميدو يفجّرها: شخص داخل الزمالك يحارب لجنة الخطيط.. وإمام عاشور الأهم وصفقة زيزو للأهلي لم تكن مفاجأة    الإسماعيلي ضد إنبي.. الدراويش على حافة الهاوية بعد السقوط في مراكز الهبوط    الجيش الباكستاني يعلن إسقاط 12 طائرة تجسس هندية    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر توصيات علماء الأزهر لمؤتمر «التجديد في الفكر والعلوم الإسلاميَّة»
نشر في المصريون يوم 22 - 04 - 2015

الطيب: بعض الأصوات التي تنادي بإلغاء الخطاب الديني أو اعتباره جزءًا من الأزمة تحمل في طياتها تحويل مؤسسة الأزهر إلى متحف من متاحف التاريخ
- ماكينة التكفير والإقصاء والجدل الكريه لم تترك للعلماء فرصة للانكباب على ترسيخ ثقافة تدفع بأوطانهم إلى مكانة لائقة
- طواحين الهواء التي تستهلك جهدنا وطاقتنا ويسهر لها الناس، أخيلة وأوهامٌ وحربٌ كلامية
أحمد فؤاد باشا: تجديد الخطاب الديني يجب أن يهدف إلى يمكن المسلمين من المشاركة في حضارة العصر
إسماعيل الدفتار: على العلماء أن يحرصوا على التواصل مع الجماهير
علي جمعة: المستعمر كان دائمًا يستهدف الأزهر وعلماءه

أعلن الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، عن توصيات الندوة التحضيريِة لمؤتمر "التجديد في الفكرِ والعلومِ الإسلامية"، والتي عقدت اليوم بمشاركة نخبة من كبار العلماءِ، بحضور جمع كبير من المفكرين والمثقفين والكتاب والإعلاميين.
ونُوقِشت البحوث المُقدَّمةُ من العلماء التي دارت حولَ المحاورِ الرئيسةِ الآتية:
- المحور الأول: علاقة العقل بالنقل: نظرة جديدة.
- المحور الثاني: التراث بين التجديد والتبديد.
- المحور الثالث: الخطاب الدينيّ: بين الواقع والمأمول.
- المحور الرابع: تحديد المفاهيم ودوره في تجديد الخطاب الديني.
وانتهت الندوة إلى التوصيات الآتية:
- "التجديد هو خاصَّةٌ لازمةٌ من لوازم دِينِ الإسلامِ، نبَّه عليها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في قوله: ((إنَّ الله يَبعَثُ لهذه الأُمَّةِ على رأس كلِّ مائةِ سنةٍ مَن يُجدِّدُ لها دِينَها)).
- إنَّ التجديدَ الرشيدَ هو ما يَتآخَى فيه العقلُ والنقلُ، ويتفاعل مع المُتطلَّبات المجتمعيَّةِ والدوليَّةِ.
- إنَّ التجديدَ لا يعني الإلغاءَ ولا التبديلَ ولا التبديدَ، ولا المساسَ بالثوابتِ والمُسلَّمات، ولا إهدار ما بذَلَه المجتهدون عبرَ القُرون، فاجتهادُهم يُمثِّلُ ثروةً فكريَّةً معرفيَّةً لا يجبُ تَجاهُلها.
- إنَّ التجديدَ هو الفَهمُ الجديدُ لنصوصِ الوحي الخالدةِ المعصومة في ضوء اختلاف الزمان والمكان والأحوال ومُشكلات العصر وقَضاياه؛ لما للشريعةِ الإسلاميَّةِ من مُرُونةٍ وسَعةٍ تُمكِّنها من استيعاب كلِّ المُستجدَّات.
- ضرورة تحديد القضايا الكُبرى الكليَّة، والعناية بدِراستها ووضع استراتيجيَّات مُحدَّدة وخُطوات واضحة قابلة للتنفيذ.
- دعوة علماء الأمَّة وفُقَهائها ومُؤسَّساتها ومَجامعها الفقهيَّة إلى ضرورة التنسيق فيما بينهم من أجل اجتهادٍ جماعيٍّ راشدٍ، يَفقَهُ النصَّ، ويَفهَم الواقعَ ومُعطيات العصر، مع الإفادة مِن التَّقنياتِ الحديثة.
- يدعو الأزهرُ الشريفُ – باعتباره الضميرَ الحيَّ للأمَّةِ الإسلاميَّةِ، الذي يحافظ على ثوابتِها وهُويَّتِها- كلَّ المؤسساتِ المعنيةِ بقضيةِ تجديدِ الفكر الدينيِّ، أنْ تقدِّم مقترحاتِها ورُؤَاها في هذا الشَّأنِ؛ تمهيدًا لدراستِها في المؤتمر مِن أجلِ بناءِ إستراتيجيةٍ مُوحَّدةٍ تضعُ موضعَ التَّنفيذِ المنهجَ الوسطيَّ الذي يقي الأمَّةَ مخاطرَ الإفراطِ والتَّفريط.
وبناءً على ذلك، قرَّر الأزهرُ الشَّريفُ عَقْدَ مؤتمرٍ سنويٍّ عالميٍّ مُوسَّعٍ عن التجديدِ في الفِكرِ والعلومِ الإسلاميَّةِ، تُطْرَحُ فيه كلُّ قضايا الاجتهادِ والتجديدِ في العلوم الإسلاميَّة والإنسانية، برؤيةٍ واقعيةٍ واستيعابٍ شاملٍ لمستجداتِ العصر بشكلٍ علميٍّ وموضوعيٍّ، ويَقترحُ أنْ يكونَ موضوعُ المؤتمرِ الأول: " التَّجديد وقضايا العصر".
وفي افتتاح الندوة التحضيرية لمؤتمر التجديد في الفكر والعلوم الإسلامية، قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر معلقًا على "تجديد الخطاب الديني"، إنه "يزداد غموضًا وإبهامًا والتباسًا من كثرة ما تناولته وسائل الإعلام، بغير إعداد علمي كاف لبيان فيه مفهوم التجديد، وتحديد ما هو الخطاب الذي يُراد له التجديد، وهل صحيح أن ما سموه بالخطاب الديني كان هو وحده أصل الأزمات التي يُعاني منها العالم العربي أمنيًا وسياسيًا، وكذلك التحديات التي تقف عائقًا أمام نهضته وتقدمه".
وتابع "يكفي دليلًا على هذا التخبط في تناول تجديد الخطاب الديني أنك تسمع بعض الأصوات التي تنادي بإلغاء الخطاب الديني جملةً وتفصيلًا، وتراه جزءا من الأزمة أو تراه هو الأزمة نفسها، وليس حلًّا لها، وهؤلاء لا يفصحون عن مقتضى دعوتهم هذه ولازمها المنطقي، وهو تحويل مؤسسة الأزهر إلى متحف من متاحف التاريخ، بكل تجلياتها العلمية والروحية والثقافي، وعبر أكثر من عشرة قرون، وبعد أن بات الغرب والشرق يُقرَّان بأنها أقدم وأكبر جامعة على ظهر الأرض".
واستدرك: "في المقابل تسمع أصواتًا تنبعث من العُدوة القصوى لا تفهم من تجديد الخطاب الديني إلَّا العودة فقط إلى ما كان عليه سالف الأمة وصالح المؤمنين في القرون الثلاثة الأولى، وهؤلاء أيضًا يحلمون باليوم الذي يضعون فيه أيديهم على مؤسسة الأزهر ويَجْمدون برسالته وعلومه ودعوته عند حدود التَّعبُّد بمذهب واحد واعتقاد معين وأشكال ورسوم يرونها الدين الذي لا دين غيره".
وقال إن "هؤلاء يهددون سماحة هذا الدين الحنيف وشريعته التي تأسست على التعددية واختلاف الرأي في حرية لا نعرف لها نظيرًا في الشرائع الأخرى، وهؤلاء لا يطيقون أن يتسع الأزهر في عصره الحديث لما اتسع له عبر عشرة قرون من إجماع واتفاق على الأصول وقواطع النصوص وكليات الدين، فإذا تجاوز النظر هذه الأصول والقواطع والكليات فبابُ الاختلاف وحرية الرأي والأخذ والرد بين العلماء مفتوح على مصراعيه، وبوحي من هذا المنهج التعددي اتسعت أروقة الأزهر وكلياته – ولازالت تتسع ليوم الناس هذا - لدراسة المذاهب الفقهية السُّنيَّة وغير السُّنيَّة دراسة علمية، لا انتقاص فيها من مذهب ولا إغضاء من شأنه أو شأن أئمته".
واستطرد الطيب متحدثًا "بنفس هذا المنظور الذي يتسع للرأي والرأي الآخر، بل الآراء الأخرى، درَّس الأزهر للدنيا كلها مذاهب علم الكلام والأصول، وكل علوم التراث النقلي والعقلي، والأزهر وإن كان قد تبنى - منذ القدم – المذهب الأشعري وروَّجه في سائر أقطار المسلمين، فذلك لأنه وجد فيه العلاج الناجع لأمراضٍ وعللٍ أصابت الفكر الدِّيني، وبخاصة في القرنين الماضيين، بسبب فرض المذهب الواحد والرأي الواحد الذي قضى على مكمن القوة في أمة الإسلام ووضعها في ذيل قائمة الأمم، ومع تمسك الأزهر وعلمائه بالمذهب الأشعري فإنه يفسح المجال واسعًا لكل المذاهب الكلامية الأخرى، وينظر إليها بحسبانها مذاهب إسلامية تستظل بظلال الإسلام الوارفة التي يستظل بها كل من ينطق بالشهادتين ويصلي إلى القبلة ويأتي أركان الإسلام والإيمان".
وأكد أن "الأزهر وهو يتبنى مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري فإنه لا يتبناه تعصبًا لمذهب ولا لإمام من الأئمة، ولكن لأن هذا المذهب لم يكن أمرًا مخترعًا أو مُحدَثًا في الدين، بل كان انعكاسًا صادقًا أمينًا لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعوهم من يسر وبساطة في الدين: عقيدة وشريعة وأخلاقًا، وهذه قضية تخفى على كثير ممَّن يكتبون الآن عن المذهب الأشعري، وأعني بها أن الأشعري -رحمه الله – لم يخترع مذهبًا جديدًا كمذهب الاعتزال أو المذاهب الأخرى التي يسهل على الباحث أن يعثر فيها على أنظار ودقائقَ تصطدم اصطدامًا صريحاً بنصوص الكتاب والسُّنَّة".
وأوضح أن "ما فعله الأشعري هو صياغة مذهب عقدي ينصر فيه القرآن والسُّنَّة بدلالات العقول وببيان أنَّ نصوص الوحي تستقيم على طريق العقل الخالص إذا تجرَّد من شوائب الهوى ولجاج الجدل والأغاليط، يقول الإمام البيهقي فيما ينقله ابن عساكر: «لم يُحْدِث {الأشعري} في دينِ الله حَدَثًا، ولَم يأت فيه ببدعة، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين، فنصرها بزيادة شرح وتبيين، وأن ما قالوا في الأصول وجاء به الشرع صحيح في العقول، خلاف ما زعم أهل الأهواء من أن بعضه لا يستقيم في الآراء".
من جانبه، قال الدكتور أحمد فؤاد باشا، عضو مجمع اللغة العربية، إن الضوء يسلط على في عصرنا على تجديد الخطاب الديني فقط دون سائر أنواع الخطابات التي تحتاج هي الأخرى إلى إصلاح وتطوير وتقنية، بعد أن أصابها الخلل والضعف والتلوث، فنحن بحاجة ماسة، وبنفس الدرجة، إلى تطوير الخطاب التربوي والتعليمي، وإلى ترشيد الخطاب الثقافي والفكري، وإلى مراجعة الخطاب العلمي والسياسي، وإلى تنقية الخطاب الفني والإعلامي، فنحن بحاجة ماسة أن يشهد واقع الأمة المتردي تجديداً واعياً ومدروساً للخطاب الحضاري بكل أنواعه، وربطه بمواجهة تحديات العصر، واستشراف المستقبل.
وأضاف أن الخطاب الديني يكتسب أهمية خاصة بسبب قدسية الدين التي تميزه على أنواع الخطاب الأخرى، لكن الاجتهادات المبذولة لتجديده لا يمكن أن تؤتي ثمارها كاملة إلا بالتآزر والتعاون والتكامل مع كل جهود التنوير والإعمار في مختلف مجالات الحياة.
وأوضح أن غياب الخطاب العلمي، أو ضعفه، تأصيلاً ومعاصرةً، ظاهر سلبية في ثقافتنا العربية الإسلامية التقليدية، التي تختلط فيها التصورات الشعبية بالأفكار الدينية والحقائق العلمية، ولقد تجاوزها الفكر العلمي المعاصر ضرورة حتمية من ضرورات التجديد الحضاري وبناء مجتمع المعرفة والمهارة، انطلاقاً من أهمية العلم ذاته كعنصر أساسي في حياتنا المعاصرة، بحيث لم يعد هناك أي نشاط إنساني إلا ويعتمد على العلوم وتقنياتها في تطويره والإسراع بايقاع حركته.
وأكد أنه على الخطاب الديني والخطاب العلمي التنويري، مجتمعين ومتآزرين، أن يوضحا الوظيفة الاجتماعية للعلم النافع، أولاً: في بحثه عن الحقيقة وتأملها في إطار رؤية كونية حضارية إيمانية، وثانياً: في تسخير ما يكتشفه من حقائق للتطبيق في أعمال نافعة للبشر؛ إذ أن رسالة العلم النافع لا تكتمل إلا بإعمار الحياة على الأرض، وضمان إشاعة الخير والأمن والسلام بين الناس.
وأكد أن الدعوة إلى تحقيق السلام العالمي ونشر ثقافته تنطوي في حقيقتها وجوهرها على دعوة إلى إحراز التفوق في العلم والتقنية، باعتبارها المقياس الذي يحدد فرص الحلول السلمية للمشكلات القائمة بين المتصارعين.
كما شدد على أن تجديد الفكر الديني في العالم الإسلامي يجب أن يهدف إلى شحذ الهمم واستنهاض العزائم، نحو فهم الإسلام، فهماً صحيحاً يساعد المسلمين على تغيير حياتهم نحو الأفضل دائماً ويمكنهم من المشاركة في حضارة العصر بنصيب يتناسب مع تاريخهم المجيد، كما ينبغي التأكيد على أهمية البعد العلمي ودوره المحوري في دعم مرتكزات الخطاب الإسلامي المعاصر، وتعميق أثره في المسلمين وغيرهم.
من جانبه قال الدكتور إسماعيل عبدالخالق الدفتار عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: إن العلماء يجب أن يحرصوا على التواصل مع جماهير المسلمين، ولابد أن يكون الخطابُ مُثمرًا، و مُطابِقًا لمقتضى الحالِ؛ سواء المناخ العام، أوالحال التي يكونُ عليها المخاطَبون، فيُخاطَب الناس بما يَعرِفون ، وعلى قَدرِ عُقولِهم ، وذلك يَستَدعِي المواءمةَ بينَ كيفيَّةِ الخِطاب وبين الظُّروف والملابسات.
وأضاف أنه يجب للوقوف على صحة الحديث التدقيق في بيان وُجوه الدلالات، وربط مَقاصِد الحديث بالمقاصد العامَّة للشريعة، وربطها بالواقع الحياتيِّ، مؤكدًا على ضرورة صياغة عناوين جديدة للمسائل المعاصِرة، وكذلك المسائل التي تَشغَلُ أفكارَ الناس وتخلط الأمور عليهم، بحيث تُذكَر تحت تلك العناوينِ الأحاديثُ التي تَشهَدُ لكلِّ عنوانٍ أو تُقيِّده، أو تردُّه.
ودعا علماء الحديث إلى جمع الأحاديث التي يُوجَّه إليها الطعنُ في البخاري ومسلم على وجهِ الخصوص، وكذا الأحاديث التي خرَّجَتْها الكتبُ المعتَمَدة في مصادر الروايةِ، وبيان موقف العلماء منها، وتوضيح كيف نَفهَمُها، ثم إفادة نوعِ الحُكم الفقهي في المسألة، وتأليف رسائل عن أعلام المحدثين؛ وكيف كانت حياتهم، وماذا قدَّموا لعِلم الحديث ومَدَى نَفعِهم للأمة، وما الذي قدَّمَه العُلَماء قبل البخاري ومسلم.
كما أكد أن التجديدُ في الفقه مَطلوبٌ؛ لأنَّه المنهَجُ الذي يَلتَزِمُه المكلَّف في حركته الحياتيَّة في كلِّ مجالٍ من المجالات، ولأنَّ أدوات التجديد مُتوفِّرة لدى الفقهاء؛ سواء أصول الفقه أو القواعد الفقهية، ولأنَّ دعوةَ المكلَّف إلى الالتزام تقتضي أن يَكُونَ مُطمئِنًّا إلى ما يُدعى إليه.
وأشار إلى أن التفسير أخطَرُ الموضوعات؛ لأنَّ نسبةَ ما يَفهَمُه المفسِّرُ من الآيات إلى الله - عزَّ وجلَّ - قد يُؤدِّي بغير العالم المدقِّق إلى الوُقوع في ذِكر ما لا يَلِيقُ بالله - سبحانه وتعالى - ، ولمَّا كان من الضروريِّ للمسلمين أن يَفهَمُوا القُرآن ويَفقَهُوه، أقدَمَ من صحابةِ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فاشتغلوا بتفسير القُرآن الكريم، وقد ترَك لنا هؤلاء ومن بعدهم ثروةً علميَّةً هي أساسٌ بنى عليه كثيرٌ من مُحقِّقي المفسِّرين تفاسيرَهم؛ حتى أصبح لدَيْنا تراثٌ ضخمٌ من التفاسير، وقد حرص المفسرون على الأمانة العِلميَّة والدِّينيَّة وعلى المحافظة على توجيهات الكتاب العزيز.
بدوره، قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن المستعمر دائمًا كان يستهدف الأزهر وعلماءه، فعندما جاء نابليون بونابرت كان يقتل كل يوم 5 من علماء الأزهر، ورغم ذلك نجد البعض يتحدث عن مزايا الاحتلال الفرنسي لمصر.
وأضاف أن الأمة بحاجة إلى مشروع للتجديد يستند إلى الواقع، وقد بدأت ملامح هذا المشروع في القرن الحادي عشر، على يد عبدالقادر البغدادي، الذي كان يرى أن اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة، فكان مشروعه قائمًا على اللغة العربية، ثم رأى المفكرون بعد ذلك أن اللغة وحدها لا تكفي، بل لابد من تدريب العقل على التوثيق، لأن الكتاب والسنة وهما محور الإسلام، قائمين على الكتاب والسنة، ثم جاء حسن العطار ليتحدث عن قضية العدالة الناجزة وقضية عمارة الأرض.
وأضاف "أننا إذا أردنا مشروعًا جديدًا يجب أن ندرك الواقع ثم نحدد ما هو المأمول، كما يجب تحرير معنى الإجماع، والاهتمام بالعلوم، ومراعاة اللغة والمصطلحات والدلالات المختلفة، وإدراك أن الخطاب الديني هو جزء من كل"، مؤكدًا أننا نحتاج إلى برامج في التربية والتعليم والقضاء، وفي كافة المجالات .
وأكد جمعة، أن القرآن كله محكم، وكله للهداية ليس فيه نسخ، مضيفًا أن منظومة القيم والأخلاق في الكتاب والسنة تمثل 95% منها ، أما النصوص الخاصة بالتشريع لا تمثل أكثر من5% من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وهو مايؤكد على أهمية منظومة القيم في الإسلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.