أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن أكثر أشكال العدوان ضررا هي محاولات الدفع بأجندات سياسية إقليمية من خلال إذكاء نيران الصراع والشقاق بين البلدان والمجتمعات التي تمر في مرحلة من الاضطراب. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها العاهل الأردني أمام الجلسة الأولى للقمة الآسيوية الأفريقية التي بدأت أعمالها اليوم الأربعاء في جاكرتا والتي شهدت مشاركة عدد من قادة ورؤساء دول العالم. وقال الملك عبدالله الثاني – في كلمته التي وزعها الديوان الملكي الهاشمي على وسائل الإعلام في عمان – "إننا نشهد اليوم فرصة لنعزز ونحافظ على وحدة أراضي جيراننا وشرعيتهم"..داعيا إلى ضرورة التضامن الأسيوي الأفريقي للتصدي للإرهاب أينما كان ليس فقط في سوريا والعراق بل أيضا في اليمن، وكينيا، وتونس، وليبيا، وسيناء، ومالي، ونيجيريا، والقرن الأفريقي ودول آسيا وغيرها. وأضاف "نحن نقف اليوم جميعا المسلمين منا وغير المسلمين وقفة واحدة ضد قوى الشر، نحن نقف في وجه تلك العصابات الإرهابية من الخوارج أولئك الخارجين عن الإسلام ممن يستهدفون الدين الحنيف بأفكارهم المنحرفة نقف وقفة رجل واحد"..منوها في هذا الإطار بالتضامن الأردنيالياباني في التصدي ضد الإرهاب عندما قتل الإرهابيون رهينتين بريئتين من اليابان والطيار الشهيد البطل معاذ الكساسبة. وتابع العاهل الأردني "لقد لعب التضامن الآسيوي الأفريقي دورا حيويا في الدفع ببلداننا إلى الواجهة لتصبح قوة يشهد لها على الساحة الدولية وعلينا أن نستثمر ذلك لنبني المستقبل الذي تتطلع إليه وتستحقه شعوبنا". وقال "إن الشراكة بين دول الجنوب يجب أن تساعد في معالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يستغلها المتطرفون الذين يستهدفون الضعفاء، وعلى بلداننا أن تكون رائدة في إشراك الشعوب وتوفير الفرص الجديدة للشباب وإعطاء الجميع مكانتهم في مجتمع يعيش بسلام". وأفاد بأن الدول العشر التي تستضيف العدد الأكبر من اللاجئين في العالم تقع في آسيا أو في أفريقيا، كما أن الأردن يعتبر الآن ثالث أكبر دولة مستضيفة للاجئين إذ تعد المملكة ملاذا لحوالي 4ر1 مليون شخص فروا من العنف في سوريا.."وهذه أعباء على مناطقنا أن تتحملها وتتخطاها معا". وحول القضية الفلسطينية.. قال الملك عبدالله الثاني "لقد انعقد مؤتمر باندونج عام 1955 ليدعم حقوق الفلسطينيين، فمن كان يتخيل أنه وبعد مرور ستين عاما ولا تزال فلسطين محرومة من حق إقامة دولتها.. إن هذه الأزمة تخص العالم أجمع". ونبه إلى أن الفشل في الحفاظ على مبادئ العدالة الدولية أدى إلى غرس بذور الفرقة وعدم الثقة في جميع أنحاء العالم، قائلا "لقد حان الوقت لنكمل العمل الذي بدأناه منذ زمن بعيد يدا بيد نحو حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي". ونوه بأن دول آسيا وإفريقيا حققت العديد من الإنجازات الاستثنائية في تعزيز مفهوم السيادة السياسية والنمو الاقتصادي، لكن هذه المكاسب جلبت معها أيضا تحديات وتهديدات وتوقعات جديدة يبقى لمبادئ باندونج دور حيوي في مواجهتها.