في حاجة غلط...الأمور غير واضحة والعبث الأمني والسياسي سيد الموقف...أحذروا مصر تعود للخلف وتنزلق لبئر عميق من الضبابية ...هل نحن دولة قررت بكامل إرادتها أن تتنازل عن الروح القتالية وتستسلم للتشدد والتطرف والإرهاب من الجميع وليس الإخوان وأعوانهم فقط ...أما أن خلايا المؤامرة علي مصر توحشت للدرجة التي أصبح السيطرة عليها أمر شاقا ؟؟ أسئلة كثيرة تتردد داخلنا منذ فترة ليست بالقصيرة بعد أن وجدنا أنفسنا داخل فيلم درامي قاتم الأحداث التي تبدو بلهاء وعبثية ورغم ذلك مستمرة دون أن تجد من يتصدي لها بلا منطق أو مبرر...مصر تحارب معركة وجود ...حقيقة لاشك فيها والسيناريوهات المنفذة بإجادة في الكثير من الدول العربية المجاورة تؤكد أننا بين مطرقة التطرف والإرهاب وسندان التقسيم وضياع الدولة...والسؤال ماذا فعلت مصر لتحمي نفسها من مصير سوريا وليبيا والعراق واليمن؟ أصدرنا قوانين عبارة عن حبر علي ورق لمكافحة الإرهاب ..حاكمنا الإرهابيين بالقوانين العادية وأخذنا في تدليل المسجونين خوفا من مليشيات حقوق الإنسان العميلة في مصر...كان ومازال وسيظل القضاء هادئ ورصين ومتعالي علي الواقع الأليم في سرعة تناوله للقضايا وكأن رجاله لا تربطهم علاقة بالدماء التي تسيل علي الإسفلت في كل مكان في مصر يوميا!!! نحارب الإرهاب أمنيا بشرطة مطاردة ومنبوذة من الجميع دون استثناء إلا من رحمة ربي...شرطة ينكل برجالها علنا ويشهر بأبطالها عند وقوع أي خطأ وكأننا نعيش في المدينة الفاضلة التي لا يخطي فيها أحد إلا رجالها الذين يحولوا للمحاكم أسرع من أصغر إرهابي محاطين بضجيج إعلامي وحقوقي مخزي ومريب...مع صمت رسمي أشد ريبة علي ما تتعرض له الشرطة من تنكيل ...والسؤال ماذا يمكن أن نأخذ من شرطة مطاردة وضباط أنهكتهم الأكاذيب والاتهامات المتواصلة وأمناء وعساكر لم يجدوا من يرفق بهم أو يحنو عليهم وكأنهم ليسوا جزءا من هذا الشعب!!! نحارب الإرهاب في سيناء والجيش محاط ب90 مليون خبير عسكري اعتزلوا تحليل المباريات الرياضية وتفرغوا للنقد والتعليق والتحليل لتحركات الجيش والتنظير والتقعير لخطواته ...ووسط هذه المباراة العسكرية المثيرة أصبح تدخل بعض الإعلاميين والكتاب المصريين وغيرهم في الشأن العسكري أمرا معتادا بل وأمتد الأمر لمناقشة حركات التغيير في بعض قيادات الجيش وأخذ النشطاء في غفلة من الدولة المصرية المستكينة المستحية منهم - وكأنهم ماسكين عليها ذلة - في ترويج الشائعات ضد الجيش في سيناء وفي اليمن !!! الجيش يحارب الإرهاب وظهره مكشوف بلا غطاء إعلامي وصحفي تعبوي يخلق حالة وعي بما يحاك بنا وبجيشنا وهذا دور التليفزيون المصري المغيب الذي لا يريد أن ينتفض علي حالة الفشل والتراجع التي يعاني منها منذ نكبة 25 يناير وحتى الآن بعد أن فقد معظم العاملين فيه ثقتهم بدورهم وبدولتهم وصاروا مسوخا مشوهة بلا رؤية أو ضمير وطني يحركهم ...والأسوأ أن الدولة المصرية لا تحاول أن تدفع بهذا الإعلام للإمام بل قررت تسليم نفسها تسليم أهالي للإعلام الخاص !!! مصر تحارب الإرهاب والأفكار المتطرفة بدعوة نبيلة من رئيس الجمهورية لتجديد الخطاب الديني بهدف إعادة اكتشاف كنوزنا الدينية المعتدلة السمحة والتركيز في الدعوة عليها لإصلاح ما أفسده دعاة الفتنة والتطرف..ومجابهة خطاب التنمص وإرضاع الكبير والعنف والدموية وتكفير الآخر...ولكن وقعت الواقعة التي ليس لها من دون الله كاشفة وتحولت هذه الدعوة علي يد مجموعة من المتطرفين الإعلاميين والموتورين ممن يدعوا الاجتهاد في الدين بدون علم لدعوة لهدم الدين ونسف الأزهر والتنكيل برجاله وإمامه الأكبر...تحولت الدعوة لسباب للائمة وإهانة للصحابة وتطاول علي سيدنا رسول الله "ص" حتى وصل الأمر للقول بأن الله"لم يكن وأخد باله عندما انزل هذه الآية" !!!! لا حول ولا قوة إلا بالله هل مواجهة الفكر المتطرف تكون بهذا الحمق والجهل الذي وصل لحد المطالبة بتظاهرات لخلع الحجاب ..ويصل السفه بالبعض لحد تصوير الأمر علي أنه محاربة للإخوان وكأننا نقر بأن الإخوان والسلفيين هم الملاك الأصليين لهذا الدين ونحن سنهدمه لنتخلص منهم!!!اللهم رحمتك ولطفك ببلد نسمع فيها من يقولوا سنطارد المحجبات وننبذهم وكل من سترتدي حجاب ستوصم بأنها أخوانيه...وهذا كلام يملأ العالم الالكتروني السفيه وجزء من الفضائيات !!! نتحدى أؤامر وآيات الله علي ارض مصر بحجة محاربة الإخوان والسلفيين ...نهدم الأزهر بحجة إصلاحه ...نفتئت علي الله ورسوله لإرضاء مجموعات ليبرالية تدفع بالمصريين للارتماء مرة أخري في أحضان الإرهابيين لكن هذه المرة حماية لدينهم الذي تضرب ثوابته في مقتل...فاليوم مظاهرة لخلع الحجاب وغدا مظاهرة لإنكار الصلاة التي تعلمناها من أحاديث رواها البخاري!!!! نحارب الإرهاب بشعب يتم تقسيمه بصورة منظمة وممنهجة لطوائف وشيع سياسية واجتماعية ودينية ...شعب محاصر بأعلام لا يجيد إلا لغة الفرقة والعديد والعويل ..إعلام معظمه لا يصدر لنا إلا كل ما هو محبط و سيء وبذيء ومنفر من الحياة...إعلام يغرق المصريين في الأفلام والمسلسلات وبرامج الرقص والغناء والنكات والأكل والجنس والجرائم ...وبرامج الحزن والبؤس والفضائح المسماة التوك شو. نحن نحارب بشعب يتم دفعه دفعا للخروج علي الدولة في لحظة فارقة ...شعب يتم العبث بعقول شبابه حتى تحول جزء منهم لقنبلة من الجهل والغرور والأنانية التي دفعتهم للتجرؤ علي الدين بإعلان الإلحاد وعلي الدولة بالإعلان عن رغبته في التنازل عن جنسيتها...والمثير للحزن أن الدولة المصرية تترك أبنائها الحقيقيين وتهتم بخطب ود وطلب رضا هؤلاء المشوهين وطنيا ودينيا لا لسبب إلا أننا أمام حقيقة لا تغفلها العين أو يتجاوزها العقل وهي أن مصر تدار من علي الفيس بوك وتويتر!!! نعم فلنكن صرحاء ...فمنذ 25 يناير والدولة المصرية مرتعدة أمام مناضلي "الكيبورد" خوفا من تكرار مأساة هذا اليوم المشئوم ...وهنا المعضلة الحقيقية التي لابد من حلها... فإذا كان هؤلاء العاطلون المتنطعون علي الموائد السياسية يملكوا أي رصيد حقيقي في الشارع فلماذا لا يديروا الدولة بشكل واقعي طالما أننا نتحرك وفقا لأفكارهم اللوذعية ولا نهتم إلا بآرائهم العبقرية ..ولا نرد إلا علي ما يقولوا ولا نبرر إلا لهم أي تصرف!!!! فليحكم نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي مصر بشكل رسمي وهذا سيكون حسما للغط كثير يدور في الشارع المصري...أما إذا كان الواقع والحقيقة تقول أننا أمام نخبة في كافة المجالات بلا أي شعبية ..مشكوك في انتمائها ووطنيتها ...أمام مناضلين افتراضيين لا يجيدوا إلا العبث بمقدرات أمة في خطر حقيقي يبقي السؤال لماذا تجاري الدولة المصرية هذه النخب وهؤلاء المناضلين الوهميين وتترك الأرض في الشارع تسخن وتشتعل؟؟؟ والخوف إذا ما تركت علي هذا الحال أن نحترق جميعا بنيران الضبابية وعدم الرؤية والوقوع في براثن حسابات سياسية داخلية وخارجية معقدة قد تفقدنا الرؤية الصحيحة في هذه اللحظة الحرجة!!! سيدي الرئيس المختار والمكلف والمنتخب من القلة المندسة المطاردة بكل هذه الهموم والمسماة الشعب المصري ..نلوذ بك ونتمنى عليك أن تعلنها حربا حقيقية شاملة علي الإرهاب والتطرف الذي يحيطنا من كافة الاتجاهات...نلوذ بك بعد الله أن تنجو بشعب من مصير نراه أسودا في أشقاء حولنا....سيدي الرئيس دمائنا ودماء أبنائنا فداء لهذا الوطن لكن السؤال هل هناك حرب حقيقية نخوضها ؟؟؟ سيدي الرئيس فوضناك بمحاربة الإرهاب واليوم الإرهاب يتخذ أشكالا جديدة ووجوها جديدة ويستأسد علي الشعب الذي أسقط من يده ولسان حاله يقول "ما علي هذا اتفقنا يا سيسي".