انطلقت فعاليات اللقاء السنوي لاتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا في دورته الثانية والثلاثين بأرض المعارض الكبرى بضاحية "لو بورجية" في شمال باريس، وذلك بعد مرور ثلاثة شهور على هجمات باريس الإرهابية التي أدت إلى ارتفاع الأعمال المعادية للمسلمين وتنامي ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في فرنسا. يعد المؤتمر السنوي الذي تستمر أعماله حتى الاثنين المقبل حدثا هاما بالنسبة لمسلمي فرنسا والدول الأوروبية حيث يجمع عددا من كبار العلماء والأئمة والدعاة والمفكرين الذين يأتون إليه من شتى بلدان العالم الإسلامي، ومن المتوقع أن يتوافد عليه هذا العام أكثر من 170 ألف شخص . ويتضمن برنامج المؤتمر الإسلامي في فرنسا العديد من المحاضرات والندوات التي يتحدث خلالها عدد من كبار الدعاة والمثقفين والمفكرين من بينهم المفكر الإسلامي السويسري طارق رمضان (حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنّا). ويمثل اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا واحدًا من أكبر الجمعيات الإسلامية هناك، حيث يستمد التنظيم الذي أُنشئ سنة 1983، قوته من ضمه أكثر من 200 جمعية تغطي مختلف ميادين الحياة الاجتماعية، الدعوية والخدمية والإرشادية وفقاً لفكر ومبادئ جماعة الإخوان. وتكتسب الدورة الحالية للمؤتمر الذي ينظمه اتحاد المنظمات الإسلامية الفرنسية المقرب من جماعة "الإخوان المسلمين" أهمية خاصة هذا العام لاسيما وأنها تأتي بعد أحداث يناير الدامية وتداعياتها على المسلمين في فرنسا والعديد من الدول الأوروبية وما صاحبه ذلك من تخوف من تنامي الإسلام المتطرف خاصة بعد أن رصدت السلطات الفرنسية أن نحو 1400 فرنسي على صلة بشبكات جهادية وهو ما أدى أن يحذر رئيس الوزراء الفرنسي عدة مرات من تزايد نفوذ الإخوان المسلمين والسلفيين في بعض المناطق بفرنسا حيث قال إنه يتعين على فرنسا أن تحارب خطاب الإخوان المسلمين والسلفيين على أرضها وتساعد المسلمين العازفين عن خطاب الإخوان.