بات وجود موهبة تكتب الشعر باللغة العربية الفصحى أمر نادر وتتجه الأمور ناحية الشعر العامي ، إلا أننا أمام حالة خاصة تعيد لأذهاننا صورة الشاعر العظيم نزار قباني ، محمود صلاح رزين أحد الشعراء الشباب الذي يعرف قيمة الكلمة جيداً ، يستخدمها في مكانها لتعطيك ألف معنى ومعنى. يغلب على شعره الطابع الرومانسي ويستخدم كلمات أقرب إلى قلب وإحساس سامعيه بما يتناسب مع الحالة الشعرية. الثوب المضيء وقَالَتْ ليْ: أريدكَ أنْ تفصِّلَ ليْ ثيابًا منْ قماشِ الشعرِ فيْ حُبِّيْ تغطينيْ وتكتبنيْ.. ذهبتُ برحلتيْ عمرًا أُفتِّشُ عن خيوط الشعرِ، حرفِ السرِ، أصداف البلاغةِ في ظلامِ البحرِ، من برٍ إلى برٍ، ومن تلٍ إلى تلٍ، ومن نارٍ إلى نارٍ، ونورُ الحبِّ يذهبُ بيْ.. ويذهبُنيْ..! وعُدتُ وثوبُها يهفو إلى أحضانِها فرِحًا يهفهفُ في يَدِيْ شوقا وشوق الثوب يُتعِبُنيْ.. إلى أنْ كانَ موعدنا هناكَ على جزيرةِ حبِّنا الأولى تمامًا مِثْلما كانتْ، فلم تكبرْ ولم تصغرْ وماءُ الوردِ يسقيها، ويرقبها ويرقبنيْ.. جثوتُ هناكَ فوقَ حرارةِ الأشواقِ مضطربًا مددتُ يديَّ بالثوبِ المضيءِ لها، أشاحتْ عنه بالأحلام.. تثقبني..!! وقالت لي: مضى عمرٌ، تَغَيَّرَ كلُّ تكوينيْ.. كبرتُ أنا.. وثوبُك لا يناسبنيْ..!! ولم تكبرْ لأنَّ الثوبَ فضفاضٌ وأطول قامةً منها ولكِنْ قلبُها جهلاً تكبَّر فوقَ أشعاريْ أليس كذلكَ الموضوع يا شعري..؟ سألتُ الشعرَ مرتبكًا.. وشعريْ لم يكذبنيْ.. أنا في البعدِ مثل فراشةٍ مأخوذةٍ من فوقِ زهرتِها إلى صبارةٍ في رَمْلِ صحراءِ الوجعْ أنا في البعدِ.. مثل سحابةٍ شيئًا فشيئًا قد تلاشت بعدما برقت ببرقٍ صاعقٍ، والرعدُ داخلها اندفعْ أنا في البعد مثلكِ.. مثل نفسي.. مثل شعري تائهٌ.. كونٌ فسيحٌ هائلٌ.. ويدا القصيدةِ تضربانِ به الودعْ باغتُّها.. ووضعت كفّيّ الحنان على عيون حبيبتي، وسألتها: (ها) من أنا..؟!! قالت: أبي، ماذا أتى بك ها هنا..؟ أنكرْتُ ثم سألتها: (ها) من أنا..؟ قالت: أخي، ولقد عهدتك في التنكر ماكرا متمكنا أنكرْتُ ممتعضًا أنا قالت صديقي وابنها.. قالت بأني.... إنني.... هي لم تقل إني أنا. أخفضت كفّيّ الحنان لكي تراني واضحًا وتقول قولا بيِّنا واجهتها، وسألتها: هل تعرفين الآن..؟! قالت: أينعم، أنت الأبُ الأخُ والصديقُ، ابني وخالي بل وعمي والرجالُ جميعهم، أنت الحبيبُ.. وهكذا حبي يكونُ، وهكذا.. رجلي أنا القَهْوَةُ تشْرَبُهَا مُرَّةْ..! لَمْ أفْهَمْ ذلكَ بالمرَّةْ.. تتحملُ كيف مرارتها..؟! وهيَ المَعْسُولةُ بالفطرةْ. وحسدت عليهَا قهوتَها وسردت لشعريْ قصتَها فأتاها، دارَ حواليها ودعاني، أَفشى لي سرَّهْ.. سرَّ الفنجانِ بكفَّيها/ هو شاربُ حسنٍ لا مشروبْ هو طالبُ شوقٍ لا مطلوبْ هو يشربُ سكَّرَهَا ويذوبْ إنَّ الفنجانَ هوَ الشاربْ واللهِ، وأبصمُ بالعشرةْ.. ولذلكَ.. تشربُها مرَّةْ... وسفينةٌ مترنِّحةْ وبدون قبطانٍ تسير بلاهدى في بحرِ همٍّ من دماء المذبحَةْ.!! الموج يركلها ويأكل جسمها وشراعها المبتل.. في أسفٍ يغادر مطرحَهْ... ركابها يتخاصمون، وبعضهم يتقاتلون، وبعضهم يتقاسمون الأوشحَةْ.!! وهناك.. في قاع السفينة بعضهم،، قومٌ بنبل صفاتهم،، حاكوا شراعا من قماش ثيابهم،، فتكفَّنوا بشراعهم .!! ليحوِّلوا قاع السفينة أضرحةْ.!! سطحُ السفينة ثائرٌ والموج عالٍ والرياح ملوِّحَةْ... فإلى متى تبكي هناك سفينةٌ في عرض بحر همومنا مترنِّحةْ.؟؟ محمودصلاح رزين من أنتَ..؟ قلتُ: أنا سوايَ المختفي خلفي اسألوهُ إن استطعتمْ للسؤالِ سبيلا - والعمرُ..؟ - بعضُ دقائقٍ فوقَ السرابِ من الترابِ إلى الترابِ مسافرٌ ومسافرٌ مثلي سواي إليَّ نطوي بيننا دهرًا طويلا - وفصيلةُ الدمِ..؟ - لستُ أعرفها ولا أهتمُّ، حسبي من دمائي أنها نهرٌ لمنْ أحببتُ تسبحُ فيهِ من نبضٍ إلى نبضٍ وتخرجُ من جراحي بلسمًا يشفي عليلا - وبلادكَ..؟ - الأرضُ الفضاءُ بطولها وبعرضها الروح تسبح في بلاد الله قاطبةً ولي جسدٌ يقيمُ ببر مصرٍ لستُ أرجو غيرها بلدًا بديلا - يا ويح أشعار الشعارات المبالغ في مشاعرها.. تحدث مثلنا كيما أعالج جرحك النفسيِّ حدثني عن امرأةٍ تخونكَ أو أفِضْ عن عجزك الجنسيِّ أو وسواس قهرٍ يحتويك أو انتهاء ال.... - .. وقتِ.. وقتي ينتهي، وأنا كذلك.. دلَّني عن حيلةٍ لأراوغ الزمن السريع، لتعطني سُما لأحقنهُ بعقرب ساعتي فيموت - ثمَّ..؟ - إذن لا ثمَّ بعد السمِّ لا بعدٌ ولا قبلٌ.. فلا وقتٌ هنالك سوف يمضي..! - هكذا..؟! - (إي هكذا.. ما بالُ هذا الأبله المعتوه يرمقني كأني قد جننتُ، الوقت يأكلني ويأكلهُ.. العدو الأول الجبارُ لي وله لنا .. ماذا إذن يضطرهُ للذلِّ في هذا التباطؤ..؟! - أحبيبتي.. من أنتِ..؟ أين أنا.. وأين طبيبيَ المعتوهُ..؟ من أنتم..؟ أفقتُ وجدتني في غرفة الإنعاشِ فوق سحابةٍ وطبيبي المعتوه يضحك شامتا والساعة الحمقى معلقة على وجه القمرْ والعقرب المجنونُ في جريٍ وعدوٍ مستمرْ والعمرُ.. صفرْ... البنت من نورٍ ونارٍ وجهها قمرٌ تجمَّلَ واستدارَ عيونها ليلٌ على بعض النهار وشعرها البنيُّ إكليلٌ من الأشواقِ من وردٍ وغارْ فمها كأني لا أراهُ فكلما مرت أمامي ذي الشفاهُ أتيهُ في بحر القبَلْ في واقعي.. أو في خيالي لا أملّْ قولوا بربِّ الحب قولوا ما العملْ..؟! أنا مذ رأيتُ البنتَ تلك وكلُّ نجمٍ للأنوثةِ قبلها خجلا أفلْ ليلٌ طويلٌ والسماءُ حزينةٌ والبدرُ فيها خائفٌ ومسافرٌ في الأزمنةْ ومراهقانِ على السحابِ بقبلةٍ يتحسسانِ الأمكنةْ وملاك حبٍّ راقصٌ غنى الهوى: (كل الأماني ممكنة) ولدٌ وبنتٌ قصةٌ أخرى تضافُ إلى سجلِّ العاشقين لكي تسافرَ في الخلود البنتُ من نورٍ ونارٍ كُنيةً تدعى (ورود) وحبيبها هو ذا أنا المجنونُ والمدعو بأرض جمالها: (محمود) يا حب ما هذا الجمال بحق ربي في السماء..؟! هل يا ترى بغرامها أيضا هنا تتراقص الأسماء..؟! هذي (الورود) ورود شعري نبضتي.. شوقي.. وحبي يا حياةْ وأنا لها (محمودها).. حامي حماها.. سيفها وعطورها.. اللهُ يا أللهْ يا رب ليس سواك لي ولها يا رب أرجو وصلها يا رب لا نبغي سواك لنا هنا ربا هيئ لنا من أمرنا حبا