وقالت لي: أريدك أن تفصل لي ثيابا من قماش الشعر في حبي تغطيني وتكتبني.. ذهبت برحلتي عمرا أفتش عن خيوط الشعر, حرف السر, أصداف البلاغة في ظلام البحر, من بر إلي بر, ومن تل إلي تل, ومن نار إلي نار, ونور الحب يذهب بي.. ويذهبني..! وعدت وثوبها يهفو إلي أحضانها فرحا يهفهف في يدي شوقا وشوق الثوب يتعبني.. إلي أن كان موعدنا هناك علي جزيرة حبنا الأولي تماما مثلما كانت, فلم تكبر ولم تصغر وماء الورد يسقيها, ويرقبها ويرقبني.. جثوت هناك فوق حرارة الأشواق مضطربا مددت يدي بالثوب المضيء لها, أشاحت عنه بالأحلام.. تثقبني..!! وقالت لي: مضي عمر, تغير كل تكويني.. كبرت أنا.. وثوبك لا يناسبني..!! ولم تكبر لأن الثوب فضفاض وأطول قامة منها ولكن قلبها جهلا تكبر فوق أشعاري أليس كذلك الموضوع يا شعري..؟ سألت الشعر مرتبكا.. وشعري لم يكذبني..