تعود الوفود الليبية المشاركة في الحوار السياسي الليبي بالمملكة المغربية إلى طرابلس اليوم (الأحد) للتشاور مع من يمثلون بعد مارثون من المباحثات استمر ثلاثة أيام تحت رعاية المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردنيو ليون ، على ان تستائف الجولة المقبلة يوم الأربعاء المقبل . وأعلنت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا في بيان لها ، أن الوفود المشاركة في الحوار السياسي الليبي سيأخذون فترة من الوقت للتشاور مع من يمثلون قبل استئناف المحادثات يوم الأربعاء المقبل . وأكدت البعثة أن المشاركين في الحوار السياسي اختتموا أمس السبت ثلاثة أيام من المباحثات الإيجابية والبناءة في المغرب ، واتفقت والمشاركون الليبيون على أن تمنح فترة التشاور ، يومي الاثنين والثلاثاء القادمين ، الأطراف الليبية الأساسية وقت لتقييم التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن والتباحث مع الوفود في سبل المضي قدماً. وكشفت البعثة عن تحقيق تقدم هام في المحادثات التي تركزت على الترتيبات الأمنية لإنهاء القتال وتشكيل حكومة وحدة وطنية من أجل إنهاء الانقسام المؤسسي في البلاد ، وشددت على أنها تتطلع تتطلّع إلى أن تستمر المحادثات بنفس روح الانخراط التام والعزم من قبل الأطراف للتوصل إلى اتفاق سياسي يعيد الاستقرار إلى ليبيا ، وأعربت عن امتنانها العميق للمملكة المغربية لاستضافتها هذه الجولة من المحادثات، "الأمر الذي يمثل التزام المملكة بدعم السلام والاستقرار في المنطقة". وكانت البعثة الأممية للدعم في ليبيا، قد صرحت إن التقارير التي تتداولها بعض مواقع التواصل الاجتماعي ، والتي تعكس عناصر محددة من النقاشات الجارية في المغرب بين الأطراف الليبية حول حكومة الوحدة الوطنية والترتيبات الأمنية ، تقارير مجتزأة ومسوّدات أولية ، كما أن العناصر الأخرى، مثل العلاقة بين السلطة التشريعية وغيرها من مؤسسات الدولة ، هي أيضًا مسائل مطروحة للنقاش. من جانبها ، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني إن الاتحاد يناقش مع الأممالمتحدة سبل تعزيز الأمن في ليبيا بما في ذلك الوجود البحري إذا أدت محادثات السلام التي تدعمها المنظمة الدولية إلى إقرار تسوية ، وأوضحت في مؤتمر صحفي " ناقشنا خيارات مختلفة لوجود الاتحاد الأوروبي التي يمكن من خلالها الدعم عن طريق إجراءات أمنية، وقد يعني هذا بعض الوجود البحري " ، وأضافت أن الاتحاد الأوروبي قد يرسل فريقا إلى ليبيا لمراقبة وقف إطلاق النار وحماية البنية الأساسية إذا نجحت محادثات السلام بين الفصائل المتناحرة. بدوره ، هدد وزير الخارجية الأسباني خوسيه مانويل جارثيا مارجايو بإمكانية فرض عقوبات على أي طرف يعيق تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا ، وقال "لدي اعتقاد مطلق بضرورة حل الصراع في ليبيا، ويجب حله بسرعة نسبيا، لان استمرار الصراع يمكن أن يكون له تأثير كارثي على دول المنطقة" ، وأضاف أن الصراع الجاري في ليبيا "يمكن أن يتسبب في زعزعة استقرار منطقة شمال أفريقيا بأسرها"، مشيرا إلى "إمكانية عقد مؤتمر دولي في مدريد لدعم حكومة وحدة وطنية في حال الاتفاق على ذلك. كانت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا قد أعلنت ، أن المحادثات المنعقدة في المغرب بين الأطراف الليبية تمت بروح الشفافية والانفتاح ، والولاء للقضية الأكبر وهي إنهاء النزاع وإعادة الاستقرار إلى ليبيا ، وأنه لن يتم الاتفاق على أي شيء إلّا بعد الاتفاق على كل شيء ، ولن يتم اتخاذ أي قرار إلّا بعد الحصول على دعم الشعب الليبي وإجراء مشاورات واسعة النطاق فيما بين المشاركين والأطراف المعنية الرئيسية في ليبيا.