بدأت مبكرا حرب "تشويه السمعة" بين الساسة الأسبان استعدادا للانتخابات المحلية المقرر إجراؤها فى مايو المقبل، والتى تظهر استطلاعات الرأى أن حزب "بوديموس" اليسارى الراديكالى سيحقق الانتصار فيها. ويبدو أن فوز حزب سيريزا، حليف "بوديموس"، بالانتخابات البرلمانية فى اليونان ، قد ساهم بالإسراع فى هذه الحرب وتشكيل معالمها ، حيث أنه من الواضح أنها ستكون بين بوديموس من جهة وبين القوى السياسية التقليدية فى أسبانيا ، وهى الحزب الإشتراكى والحزب الشعبى اليمينى، اللذين طالما تبادلا الحكم منذ قيام الديمقراطية فى البلاد بعد رحيل الديكتاتور فرانكو، من جهة أخرى. فما كاد زعيم بوديموس، بابلو ايجليسياس، يعلن عبر حسابه على موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، عن موافقة الفرنسى الإيطالى، ايرفيه فالشيانى، الموظف السابق بفرع بنك "اتش اس بى سى" فى سويسرا، ومصدر فضيحة "سويسليكس" التى ضربت البنك هذا الأسبوع ، على التعاون مع بوديموس للكشف عن فساد الطبقة السياسية فى أسبانيا، حتى بدأ هؤلاء الساسة ، ووسائل الإعلام المؤيدة لهم ، فى سن أسلحتهم لمهاجمة قيادات الحزب الراديكالى. وفى هذا الإطار، قالت صحيفة "الموندو" الأسبانية أن الرجل الثالث فى "بوديموس"، خوان كارلوس مونيديرو، كان يمتلك، فى بداية 2014، أى قبيل تأسيس الحزب، 508ر682 ألف يورو، منها خمسمائة ألف يورو وزعت على ثلاثة حسابات بنكية، وبعض الأموال فى هذه الحسابات تديرها صناديق استثمار. وتضيف الصحيفة أن الحسابات الثلاثة هى حساب شخصى به 585ر251 الف يورو، فيما يتعلق الحسابان الآخران بشركتين يمتلكهما، إلا أنه، وفقا للصحيفة، فإن إحدى الشركتين وتدعى "كاخا دى رزيستلنسيا موتيفا 2" تأسست فى نهاية عام 2013، وتلقى مونيديرو مبلغ 105ر425 الف يورو على الحساب الخاص بهذه الشركة، عن خدمات استشارية قام بها فى بوليفيا وفنزويلا ونيكاراجوا والإكوادور قبل تأسيس الشركة بثلاث أعوام، مما ساعده على عدم دفع ضرائب قيمتها 130 ألف يورو. من جانبه، نفى مونيديرو هذه الإتهامات جملة وتفصيلا، عارضا على الملأ كشوف الحسابات الثلاث وموضحا بها مبلغ إجمالى 769ر205 الف يورو، إلا أنه لم يفسر الحركات المالية التى جرت على هذه الحسابات البنكية مؤخرا أو حجم الأموال التى تديرها له صناديق الأستثمار فى هذه الحسابات. وتمثل هذه المعلومات ضربة موجعة لحزب بوديموس، مما دفع بابلو ايجليسيلس لاتهام الحزب الشعبى الحاكم باستخدام الوزارات والمصالح الحكومية لتلفيق اتهامات لأعضاء الحزب للنيل من شعبية الأخير المضطردة لدى الشعب الأسبانى ، نافيا أن يكون "بوديموس" قد تلقى تمويلا غير شرعيا. ومن المتوقع أن تتصاعد الحرب فى الأيام القليلة القادمة ، حيث يعمل بوديموس على تنظيم مؤتمر صحفى لهيرفيه فالشيانى، سيتحدث فيه عن كيفية مكافحة التهرب الضريبى ويكشف عن أسماء شخصيات أسبانية متورطة فى عمليات بنك "اتش اس بى سى" الخاصة بإجراء تحويلات مالية كبيرة وغير شرعية لعدد من الشخصيات السياسية والفنية والرياضية على مستوى العالم.