في زحام الحياة اليومية، توجد آلاف الحكايات لنساء يكتمْن وجعًا لا يُرى، ويُحاولن حماية بيوتهن وأطفالهن بقلوبٍ مُنهكة وصبرٍ طويل. نساءٌ يبدأ يومهن بمحاولة منح أطفالهن شعورًا بالأمان، وينتهي بمحاولة الدفاع عن حقوقهن في أروقة المحاكم. وفي كل مرة تُغلق فيها امرأة باب بيتها بعد خلافٍ مُرهِق أو عنفٍ صامت، لا يسمعه أحد، يبدأ صراع جديد داخلها: كيف تحفظ كرامتها؟ وكيف تواصل حياتها؟ وكيف تحمي أطفالها من تداعيات ما حدث؟ فالعنف ليس مجرد واقعة أو موقف؛ إنه سلسلة من الجروح التي تُحاول المرأة تضميدها وحدها. وفي وقت يُفترض فيه أن تكون القوانين سندًا لها، تجد كثيرات أنفسهن أمام عدالة بطيئة، وإجراءات تُرهق الروح وتستهلك ما تبقى من قوة. إنها حكاية ملايين النساء.. حكاية أمّ قبل أن تكون قضية قانون، وإنسان قبل أن تكون ملفًا في محكمة. لاشك أن اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.. مناسبة لتقييم الواقع فيأتي الخامس والعشرون من نوفمبر ليذكّر العالم بأن مواجهة العنف ليست شعارًا حقوقيًا، بل ضرورة لحماية استقرار الأسرة والمجتمع. ورغم ما تحقق من قوانين ودعم مؤسسي في مصر خلال السنوات الاخيرة، فإن شريحة واسعة من الزوجات لا تزال يتعرضن لأشكال متعددة من الإساءة -نفسية ولفظية واقتصادية- تنتهي في كثير من الأحيان بانهيار العلاقة الزوجية وبلوغ مرحلة يكون فيها الطلاق هو المخرج الأخير. لكن المأساة لا تنتهي هنا؛ فالكثير من النساء يكسبن أحكامًا قضائية عادلة تتعلق بالنفقة والمتعة والحضانة والمسكن، إلا أن تنفيذ هذه الأحكام غالبًا ما يواجه بطئًا شديدًا -قد يستغرق سنوات-، وتعقيدًا في الإجراءات، ومحاولات للبعض في التهرب أو المماطلة. وهكذا تجد المرأة نفسها، بعد معركة العنف، في معركة أخرى أمام إجراءات تطول بلا مبرر، وتلجأ كثيرات إلى التنازل عن حقوقهن فقط لإنهاء الحلقة المرهِقة وضمان حد أدنى من الاستقرار لهن ولأطفالهن. وتتعاظم المأساة حين تصبح المرأة حاضنة لأطفالها. فارتفاع تكاليف المعيشة -من الطعام والملابس والعلاج إلى المصروفات المدرسية- يحوّل المسؤولية إلى عبء ثقيل تتحمله الأم وحدها، بينما يهرب عدد من الأزواج من الالتزامات القانونية، أو يؤخرون دفع النفقة، أو يلتفون على الإجراءات، تاركين الأطفال في مواجهة ظروف لا ترحم. ومع كل يوم يتأخر فيه التنفيذ، يكون الطفل هو الضحية الأولى. فهو من يشعر بالجوع، أو يتأخر في دروسه، أو يفتقد الأمان النفسي. لذا فإن تطوير منظومة سريعة وعادلة لتنفيذ أحكام النفقة والحضانة لم يعد مطلبًا نسويًا، بل ضرورة اجتماعية تمس مستقبل الأطفال واستقرار المجتمع. كما أن إصلاح المنظومة.. حماية للأسرة قبل أن تكون حماية للمرأة، ولكي نواجه العنف بحق المرأة بجدية، لا بد من إصلاح بعض الاجراءات مثل ربط جهات التنفيذ بمنظومة رقمية موحدة تُسرّع الإجراءات، وتشديد العقوبات على الممتنعين عن دفع النفقة أو المتلاعبين بحقوق الأطفال، وكذلك العمل علي توفير مساندة قانونية ونفسية للمرأة الحاضنة بشكل واضح وحقيقي، بالإضافة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأن مسؤولية الأب لا تنتهي بالطلاق. والحقيقة إن إنصاف المرأة ليس تفضيلًا لطرف على آخر، بل استثمار في استقرار الأسر وحماية للأطفال قبل كل شيء. افتتاح المتحف الكبير.. اختبار لوعي وسلوك المصريين أمام العالم قراءة في أبعاد الحملة الغربية لاستهداف بكين (2) وعلينا ونحن نحتفل في هذا اليوم العالمي، علينا أن نصغي لصوت المرأة التي تقاتل مرتين: مرة ضد العنف، ومرة ضد بطء العدالة، وما بين الألم والتحديات، يبقى الطفل هو الأمانة الأهم، التي تستحق أن تُسرّع الدولة والمجتمع خطواتهما لحمايتها، حيث إن العدالة التي تأتي متأخرة.. قد تكون وجهًا آخر للعنف. [email protected] ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا