تتساءل الاوساط السياسية والاستخباراتية فى الولاياتالمتحدة عما اذا كانت استقالة وزير الدفاع الامريكى تشاك هاجل من منصبه اواخر العام الماضى هى بداية تحول جديد فى الاستراتيجية الامريكية للتعامل مع تنظيم داعش الارهابى فى العراق وسورية وهى الاستراتيجية التى كانت محل انتقادات حادة من جانب وزير الدفاع الامريكى المستقيل عبر عنها فى كتاب ارسله الى مستشارة الامن القومى الامريكى سوزان رايس. وقد اكد مسئولو البنتاجون على انه لا ارتباط بين استقالة وزير الدفاع الامريكى و بين مواقفه المتحفظة على اسلوب التعامل مع تهديدات داعش التى باتت مسيطرة على مساحات شاسعة من اراضى العراق وسوريا ، وتدافع الادارة الامريكية بشدة عن اسلوب ادارتها لملف المواجهة مع داعش وهو ما عبر عنه الادميرال جون كيربى الناطق باسم البنتاجون فى مؤتمر صحفى هذا الاسبوع اكد فيه سلامة التقديرات الامريكية وصوابية خيارات التعامل التى تنتهجها واشنطن للتعامل مع تهديدات داعش عسكريا و دبلوماسيا واستخباراتيا. واكد كيربى على استمرار الدعم الامريكى للقوات المسلحة العراقية وهو الدعم الذى مكنها من الزحف صوب منطقة الانبار و مهاجمة داعش متحولة بذلك من موقف المدافع عن العاصمة بغداد الى موقف المهاجم المبادر ضد الاعداء ، و توازيا مع ذلك اكد مسئول البنتاجون على استمرار سياسات واشنطن الداعمة لقدرات قوات الدفاع الشعبى الكردية / البشمارجة / فى شمالى العراق لردع حماس وهى القوات التى حققت مكاسبا على الارض و اقامت منطقة امنية عازلة حول مدينة ديالى التى كانت قد سقطت فى ايدى داعش. لكن خبراء " المركز الامريكى لدراسات الحرب " يرى ان قوات داعش لم تعدم القدرة على شن الهجمات المضادة برغم الدعم الامريكى للقوات العراقية و الكردية ، كما بدأت داعش فى التمدد مهددة مدن البصرة فى جنوبالعراق محاولة عمل اختراق استراتيجى فى تلك المدينة ذات الكثافة السكانية الشيعية ، ويقول الخبراء ان الضربات الجوية التى تنفذها قوات التحالف الدولى الذى تقوده واشنطن باستخدام الطائرات التى تعمل بدون طيار لم تنجح طيلة العام الماضى فى لجم مقاتلى داعش و كشفت عن ضرورة الحاجة الى تكثيف العمليات البرية ضد التنظيم وهو امر له حساباته السياسية والعسكرية المغايرة. وبرغم اعتراف مستشارة الامن القومى الامريكية سوزان رايس بوجود تعدد فى الرؤى و المواقف و التقديرات بشأن استراتيجية المواجهة الامريكية لتهديدات داعش ، فإن ذلك لم ابدا سببا فى ترك وزير الدفاع الامريكى من منصبه و نفت كذلك ان تكون اجهزة الامن القومى الامريكية قد عارضت ما صدر عنه من ارارء و تقديرات للموقف او مقترحات املتها طبيعة عمله كوزير للدفاع ، كما لم تتم المصادرة على مواقفه ازاء اسلوب التعامل الامريكى مع ملف الدولة الاسلامية / داعش / ، و تؤكد سوزان رايس عدم وجود خلافات من اى نوع بين البيت الابيض و البنتاجون حول ملف التعامل مع تهديدات داعش حيث تتعامل الادارة الامريكية بقعل واحد ويد واحدة مع هذا الملف.