تولي دول مجلس التعاون الخليجي اهتماماً خاصاً بفتح أسواق جديدة في شرق قارة أفريقيا وغربها وجنوبها ، في الوقت الذي تتسع فيه تيارات التجارة بين الجانبين حسبما أفادت دراسة أعدتها "وحدة معلومات الإيكونوميست" بالتعاون مع "فالكون أند أسوشايتس". وسعت الدراسة التي خرجت تحت عنوان "تجارة مجلس التعاون الخليجي والتدفقات الاستثمارية" إلى استكشاف طبيعة الروابط التي تجمع بين دول المجلس مع أقاليم العالم كافة للتعرف على محركات النمو الرئيسية في حجم التبادل التجاري والاستثماري معها. وأبرزت النتائج الرئيسية للدراسة أن هناك اندفاعاً ملحوظاً لدول مجلس التعاون الخليجي للتوسع داخل أفريقيا قطاعياً وجغرافياً. فالتدفقات الاستثمارية الخليجية تتدفق وتتنوع من قطاع الاتصالات وحقوق الملكية الخاصة في غرب أفريقيا إلى مشروعات الطاقة في جنوب أفريقيا وموزمبيق. وتعد قطاعات البنية الأساسية والفرص المتاحة فيها أحد محركات النمو الأولية في القارة الأفريقية التي يقدر البنك الدولي أنها بحاجة إلى نحو 96 مليار دولار سنوياً لسد الثغرة التي تعانيها القارة في تلك القطاعات، بينما يعد قطاع السلع الاستهلاكية الأكثر تسارعا وينطوي على فرص كبيرة داخل القارة مدفوعا بالزيادة المطردة في القدرات الإنفاقية وتنامي متطلبات المستهلكين. وأظهرت الدراسة أن إمارة دبي من دولة الإمارات العربية المتحدة احتلت المركز الأول كأكبر شريك استثماري عبر القارة بأكملها، وكانت مؤسسة دبي للاستثمار قد أبرمت اتفاقاً بقيمة 300 مليون دولار أميركي مع شركة "دانجوت" للأسمنت في غرب أفريقيا واشترت حصة مهمة في أسهم شركة "كيرزنر" الدولية. وشهد عام 2014 ، توسعا ملحوظا لأنشطة وعمليات "مجموعة جميرة"، التي تتخذ من دبي مقراً لها، في شمال أفريقيا إضافة إلى اتفاق إدارة في موريشيوس ، واتفاق أخير أبرم بين خطوط طيران "الإمارات" (التي تنظم أكثر من 160 رحلة طيران داخل أفريقيا أسبوعيا) وشركة طيران تاج الأنجولية من أجل تحسين تواصلها وطيرانها مع وسط أفريقيا وجنوبها. إلى جانب ذلك ، وقعت هيئة محاكم "مركز دبي المالي الدولي" أول مذكرة مبدئية لها مع نظيرتها في المحكمة العليا الكينية لتحسين الهياكل القانونية وزيادة الثقة الاستثمارية بينهما. تحتل إمارة دبي ، بما أنجزته من بنية أساسية مبهرة وموقع جغرافي فريد وتواصل عالمي نشط، موقعا عالمياً استراتيجياً مهماً قادراً على إدارة الاستثمار والأعمال في أفريقيا. و استطردت الدراسة " لم تعمل إمارة دبي على تسهيل التدفقات الاستثمارية والتجارية داخل وخارج القارة فحسب ، بل ساهمت أيضاً في تأمين قاعدة مستقرة آمنة يمكن للشركات العالمية العمل من خلالها". وتتبعت الدراسة النجاحات التي حققتها الدورة الثانية ل"منتدى أفريقيا للأعمال العالمية"، التي استضافتها إمارة دبي في مطلع العام الماضي 2014 ، ونظمتها غرفة دبي للتجارة والصناعة وشارك فيها أكثر من 1000 وفد من 62 دولة حيث جرت مناقشات عدة ركزت على تشجيع الفرص الاستثمارية والتنمية المستدامة في أنحاء القارة الأفريقية المتفرقة. واستندت دراسة "وحدة معلومات الإيكونوميست" التي تناولت التدفقات الاستثمارية والتجارية لدول مجلس التعاون الخليجي إلى بحوث ولقاءات عقدها خبراء الوحدة بالتعاون مع مؤسسة "فالكون أند أسوشايتس". تحتل "وحدة معلومات الإيكونوميست" موقعا رياديا على مستوى العالم في مجال المعلومات الاقتصادية ، وتمثل أحد الأذرع المتخصصة في قضايا المؤسسات والهيئات وإدارة الأعمال وهي تابعة لمجموعة "الإيكونوميست" التي تصدر مجلة "الإيكونوميست"، وتعمل على تقديم العون للمدراء التنفيذيين ومساعدتهم على اتخاذ القرارات بصورة أفضل من خلال تزويدهم في الوقت المناسب ببيانات ومعلومات وتحليلات معمقة وموثوقة عن الأسواق العالمية وتوجهاتها واستراتيجيات الأعمال والشركات. أما "فالكون أند أشوسياتس إف زد- إل إل سي"، فهي مؤسسة استشارية استراتيجية تعمل نيابة عن قيادة دبي، وقامت بإنجاز العديد من النجاحات للإمارة من خلال تنفيذ واستغلال فرص جديدة لمساعدة دبي على إنجاز شراكات ومشروعات ممكنة وطويلة الأجل مع مؤسسات وحكومات من أجل تحقيق أهداف اجتماعية واقتصادية وتجارية بعينها.