أصبحت إمارة دبي مركزا لعمليات تجارية مهمة في القارة الإفريقية، ونافذة لقطاعات أعمال في إفريقيا يعبرون من خلالها إلي منطقة الخليج والعالم، وهو ما ينذر بمزيد من النشاط الاقتصادي في الإمارة التي تعود بصورة متسارعة الي الانتعاش بعد أن تعافت من الأزمة الاقتصادية التي مرت بها قبل سنوات. وتمكنت شركة ?كينيا تي باكرز? الكينية لإنتاج وتوزيع الشاي من تصدير أول شحنة إلي ميناء جبل علي في شهر مارس الماضي وتبلغ 22 طناً، فيما تقول الشركة إن دبي ستكون نافذتها علي منطقة الخليج والمنطقة العربية وحتي إلي العالم بأكمله. ونقلت جريدة ?فايننشال تايمز? البريطانية عن المدير التنفيذي للشركة كولينز تشيريوت قوله: ?نحن ننظر إلي دبي علي أنها أشبه بسوبر ماركت كبير? مضيفاً أنها فرصة مهمة لمنتجاتنا من أجل تجربتها في دول وأماكن أخري، ومن قبل مستهلكين آخرين?. وتقول الصحيفة البريطانية إن إمارة دبي تحولت الي مركز مهم للاستثمارات والعمليات التجارية بين القارة الإفريقية والكثير من المناطق في العالم، مشيرة الي ان الامارة تمثل ?قوة إقليمية مهمة، وتلعب دوراً تجارياً مهماً داخل وخارج العالم الغربي?. وفي الوقت الذي تلعب إمارة دبي دور البوابة بالنسبة للشركات والمستثمرين الأفارقة، فإن الكثيرين من رجال الأعمال والمستثمرين الخليجيين أيضاً يستخدمون دبي كقاعدة لإطلاق عملياتهم التجارية نحو إفريقيا، وهو ما يعزز أيضاً من كونها محوراً مهماً في المنطقة علي الصعيد الاقتصادي. وتشير ?فايننشال تايمز? الي أن المزايا التي تتمتع بها دبي هي التي تجعل منها محوراً تجارياً مهماً يربط إفريقيا بغيرها من المناطق في العالم، ومن بين هذه المزايا الخدمات اللوجستية وخدمات الاتصالات والمواصلات وسهولة عمليات الاستيراد والتصدير، فضلاً عن القوانين الميسرة التي تحكم المناطق الحرة في الامارة. وقالت وزيرة الدولة الإماراتية ريم الهاشمي: ?نحن نعتقد بقوة أن النجاح الذي تحققه دولة الإمارات يتوقف علي النمو الاقتصادي المستمر، والنمو الصحي?. وتشير ?فايننشال تايمز? الي أن دبي نجحت في جعل نفسها ممراً مهماً لحركة التجارة بين القارة الإفريقية ومنطقة الخليج، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين عبر الإمارة 109 مليارات درهم (30 مليار دولار) في عام 2012، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 27% عما كان عليه في العام السابق. وفي الوقت الذي يتدفق فيه الشاي الإفريقي علي المنطقة العربية عبر إمارة دبي، فإن النفط الخليجي يتدفق علي القارة الإفريقية أيضاً عبر الإمارة، حيث يوجد العديد من رجال الأعمال الأفارقة الذين يتخذون من دبي مركزاً لعملياتهم من أجل استيراد السلع التي تحتاجها بلادهم. ويمثل المركز الجغرافي لإمارة دبي موقعاً استراتيجياً مهماً يربط بين قارة آسيا وقارتي إفريقيا وأوروبا، حيث تمر عبر دبي العديد من العمليات التجارية الضخمة التي تربط القارات ببعضها، وكثيراً ما يتم التواصل التجاري والاستثماري بين الصين ودول إفريقية وأوروبية عبر دبي، فضلاً عن أن التسهيلات التي تقدمها الإمارة للمستثمرين والقوانين المتقدمة التي تحكم الاستثمارات والعمليات التجارية تغري الكثير من رءوس الأموال لاتخاذ دبي مركزا لعملياتهم.