نيودلهي (مؤسسة تومسون رويترز) - قالت جماعة للدفاع عن حقوق السكان الأصليين إن آلافا من أبناء القبائل الذين يزعم أنه تم تهجيرهم من محمية للنمور بوسط الهند يجب إعادتهم إلى ديار أجدادهم بالغابة. وكانت هذه المحمية قد ألهمت روديارد كبلينج لكتابة مؤلفه "كتاب الأدغال". وقالت جماعة (سيرفايفال انترناشيونال Survival International) ومقرها لندن إن نحو 450 أسرة يصل عدد أفرادها إلى ثلاثة آلاف شخص من قبيلتي بايجا وجوند بمحمية كانها للنمور طردوا من ديارهم في يونيو حزيران الماضي وهددتهم إدارة الغابات بأن الفيلة ستسحق ديارهم ومحاصيلهم إذا لم يرحلوا عن المنطقة. وأضافت الجماعة يوم الأربعاء أنه لم يتم إعادة توطين سكان القبيلتين أو امدادهم بأي مورد للرزق فيما تلقت بعض الأسر جزءا من التعويضات التي كانوا يتوقعونها في حين لم يتسلم آخرون شيئا. وأضافت أن سكان القبيلتين يتوزعون الآن على القرى المحيطة. وقال ستيفن كوري رئيس الجماعة "إذا لم تسمح الهند لقبيلتي بايجا وجوند بالعودة وتمنع ترحيل المزيد من القرويين فان هذه المجتمعات ستباد بالكامل." ودحض جيه.اس. تشوهان المدير الميداني لمحمية كانها مزاعم الترحيل القسري والطرد غير المشروع مضيفا أنه تم إعادة توطين نحو 1200 قروي منذ عام 2010 من خلال تعويضات تمت بالتفاوض وبلغت مليون روبية (16 ألف دولار). وقال تشومان لمؤسسة تومسون رويترز "لم نقم بعمليات إعادة توطين ضد رغبات القرويين ولا يملك أي شخص تنفيذ إعادة التوطين قسرا. لقد أعدنا توطينهم بعد أن أقروا بذلك كتابة". مضيفا أن القبيلتين أعربتا عن سعادتهما بإعادة التوطين. ورغم اتجاه الهند إلى سياسات تناصر الفقراء إلا أن الازدهار الاقتصادي فيها أغفل المجتمعات القبلية التي تمثل أكثر من ثمانية في المئة من عدد سكان البلاد البالغ 1.2 مليار نسمة. ويعيش سكان هذه المجتمعات القبلية في قرى نائية ويتلمسون أسباب الرزق من خلال ممارسة حرفة الزراعة أو تربية الماشية وجمع الفاكهة وأوراق الأشجار من الغابات وبيعها. وفي عام 2008 سن قانون حقوق الغابات الذي يعترف بحقوق قبائل السكان الأصليين في العيش بالغابات حيث استقر أجدادهم قبل قرون من الزمن. لكن بعض أنصار حماية البيئة يخشون من أن يكون هذا القانون قد عرقل جهود الحفاظ على الحياة البرية وشجع على الصيد الجائر لحيوانات منها النمور. وقالت جماعة (سيرفايفال انترناشيونال) إن أبناء القبائل لم يتورطوا في أنشطة الصيد الجائر بل كانوا خير من حافظوا على الحياة البرية. وقال كوري "تعرضت مجتمعات بايجا -التي حافظت بعناية على أماكن معيشة النمور لأجيال- للفناء من خلال الترحيل القسري". وأوضح تعداد أجري عام 2011 أن الهند يعيش بها حاليا نصف عدد النمور في العالم إذ يعيش 1706 منها في البرية بالمقارنة بعدد 100 ألف نمر في مستهل القرن العشرين.