بخطى ثقيلة وجسد يقاوم السقوط وقفت أمام اعضاء مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة بزنانيرى، ترتدى عباءة سوداء فوقها "شال" غامض اللون، قبضت بيدها المرتعشة على أطرافه بإحكام، فبدت وكأنها تحتضن به نفسها البائسة، وتطمئن قلبها الموجوع من رجل اكتشفت بعد 6 أشهر من حياتها معه انه بلا نخوة - حسب روايتها- يقبل بان تستقطب والدته رجالاً من راغبى المتعة الى بيته، التقطت (م.أ) الفتاة العشرينية كرسى معدنياً رابضاً فى مواجهة منضدة خشبية تتوسط الحجرة، وألقت بجسدها الهزيل عليه محاولة جمع شتات نفسها لتسترد معاناتها وتعدد اسباب طلبها للخلع. "حماتى سيئة السمعة وزوجى رجل بلا نخوة" بهذه الكلمات الصادمة بدأت الزوجة العشرينية رواية تفاصيل مأساتها لأعضاء مكتب تسوية المنازعات الاسرية، وبصوت تتلون نبراته بالبكاء ووجه ترتسم على ملامحه علامات الحزن والحسرة تكمل:" لازال عقلى عاجزاعن استيعاب ماحدث لى، فما مررت به اشبه بالخيال، احيانا اظن اننى احلم، لكن هذه الحافظة التى تحوى بين طياتها اوراقاً ومستندات دعوى الخلع تعيدنى الى الواقع المر وتذكرنى بتفاصيل حياتى الزوجية المؤلمة مع رجلا بلا نخوة، ليس لكلمة" العيب" مكانا فى قاموسه ، ولا يعرف معنى الغيرة على عرضه وشرفه، يعلم ان والدته التى تجاوزت الخمسين من عمرها تستقطب الرجال من راغبى المتعة الى بيته ويغض بصره ويصم أذنيه، وكأنه امر طبيعى، الطامة الكبرى انه كان يسلمها بيده مفتاح الشقة ويمهد لها الطريق ويهيئ لها الاجواء لكى تنعم براحتها وتستمتع بوقتها مع رجالها على فراشه". تصمت الزوجة العشرينية للحظات محاولة السيطرة على دموعها المنهمرة من عيونها البائسة والارتعاشة السارية فى اوصالها، وبصوت تلمح فى نبراته الانكسار والحسرة على قدرها التى اوقعها فى رجل كهذا تقول:" لا اعرف أى نوع هذا من الرجال، قد يكون خطأى اننى تزوجته دون ان اتقصى جيدا عن ماضيه وسيرة والدته واهله، لكننى صدقت وعوده الكاذبة بانه سيوفر لى حياة كريمة ومستقرة، وسيكون سنداً لى ولوالدتى العجوز بعد أن وافت والدى المنية وتركنا بلا رجل نحتمى به ونستظل بظله، انخدعت بقناع الصلاح والتقوى الزائف الذى ارتدته امه لتخفى به وجهها القبيح وافعالها المشينة، وأشهد الله انها ادت دورها باتقان تحسد عليه، فدائما كانت تتحدث بلسان لا يغادره ذكر الله وحمده، وتعطينا دروسا عن اهمية الالتزام بالعادات والتقاليد، لكن الواقع كان غير ذلك تماما". تزيح الزوجة العشرينية بطرف كمها دموعها المنهمرة على وجنتيها المشربة بصفرة القهر وهى تتحدث عن اكتشافها لحقيقة زوجها وحماتها وهى تختتم حكايتها:" بدأ الشك يتسرب الى قلبى مع استمرار إلحاح زوجى على مغادرتى للبيت من فترة لأخرى، وتركه لى عند والدتى بالايام دون سؤال، وغضبه حين اعود دون ان اخبره، فى البداية كنت اظن انه يرغب فى ان يخلو الجو له مع اصدقائه ليمرحوا ويعبثوا بأجساد النساء ويتعاطوا المخدرات، لكنى اكتشفت من شكوى جيرانى وصاحب العقار ان والدة زوجى هى من تصحب الرجال الى البيت، وزوجى يتركهم سويا ويغادر، سقطت كلمات جيرانى على كالصاعقة، وهرعت الى زوجى اقص عليه ما قيل لى ، والغريبة انه لم ينكر وقال لى بصوت واثق :" اه اعرف وهى حرة"، طلبت الطلاق لكنه رفض، فطرقت ابواب المحكمة لطلب الخلع، وكل ما اتمناه ان يخلصنى الله من هذا الرجل".