أكد رئيس الوزراء الأردني الأسبق الدكتور معروف البخيت أن العلاقة ما بين الدولة الأردنية وجماعة الإخوان على مر التاريخ تراوحت ما بين المد والجزر ولم تتسم بالعنف بين الجانبين ولم تشهد أي اضطرابات. جاء ذلك في كلمة ألقاها البخيت اليوم أمام الجلسة الختامية لمؤتمر(الإسلاميون في الحكم .. قراءات في خمس تجارب) الذي نظمه مركز القدس للدراسات السياسية على مدى ثلاثة أيام بمشاركة عدد من السياسيين والمفكرين والأكاديميين والنشطاء الإسلاميين من مصر وتونس والمغرب والعراق وتركيا إلى جانب الأردن. وتحدث البخيت - أمام الجلسة التي حملت عنوان (تجربة العلاقة بين الإسلاميين والحكم في الأردن) - عن تأسيس جماعة الإخوان في الأردن عام 1945 بقرار من مجلس الوزراء كتنظيم يهدف إلى تقديم العمل الاجتماعي، وتطرق إلى إشكالية العلاقة بين الإخوان المسلمين والدولة الأردنية والتي نشأت بسبب الاختلافات فيما يتعلق بعملية السلام مع إسرائيل والعلاقة مع حماس والعلاقة مع الإخوان في مصر. ولفت إلى أن الجماعة تدين بالولاء لجهات خارجية تتمثل في التنظيم الدولي ، وينقصها البرامج التطبيقية لتحويل شعار (الإسلام هو الحل) الي شعار يقدم حلولا عملية للمشكلات الواقعية، وقال إن "تعدد ولاءات الإخوان المسلمين سواء كانت للتنظيم الدولي أو لحماس أو غيرها لا تجوز ، كما يجب عدم الخلط بين ما هو دعوي وما هو سياسي، وإن العالم العربي كله يمر بمرحلة مخاض لذا فنحن بحاجة إلى رؤية شمولية للتقدم إلى الأمام والوصول إلى دولة مدنية ديمقراطية تعددية". ومن جانبه ، ألقى رائد العضايلة عضو حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن كلمة استعرض فيها إنجازات الحركة الإسلامية خلال العقود السابقة وعلى مختلف الصعد ، وقال " إن الحركة قاومت التطرف ولم تخرج عن خط الاعتدال حتى أنها أعطت الثقة لحكومتي النابلسي عام 1956 رغم أنه كان خصما لها وأيضا لمضر بدران بهدف تعزيز التجربة الديمقراطية". وأضاف " إن الإخوان المسلمين في الأردن سيكونون في خط الدفاع الأول عن الوطن خاصة وأن الدولة الأردنية بحاجة إلى كل أبنائها" ، مشيرا إلى أن الحركة الإسلامية في الأردن تطلب مشاركة عزيزة للإسهام في بناء الوطن. ومن ناحيته ، نبه الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية المهندس مراون الفاعوري إلى أن هناك قطبين في المنطقة يتمثلان في إيران وإسرائيل يستهدفان تصفية القوى السنية في الشرق الأوسط بشكل أساسي، لافتا إلى أن الإخوان يعيشون أزمة داخلية تتمثل في أنهم ليس لديهم قدرة ولا جرأة على مراجعة الخطاب الداخلي. ودعا الفاعوري - في مداخلته خلال الجلسة - الإخوان في الأردن إلى ضرورة أن يكونوا جادين في تقديم النموذجين التونسي والمغربي والاعترف بالخطأ وبأنهم أهدروا فرصا عندما تمت دعوتهم للجنة الحوار الوطني ورفضوا المشاركة فيها. وناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام التجارب التي خاضتها دول مصر وتركيا والمغرب وتونس والعراق ومدى علاقة الإسلاميين بالحكم فيها ، بالإضافة إلى أدوار التيارات السياسية والإسلامية فيها فيما أصابت وأين أخطأت ومسؤولية المآلات الصعبة التي انتهت إليها التجارب في عدد من البلدان العربية.