فى نموذج جديد على مدى تكالب الإخوان على السلطة لا الدين، هاجم المفكر الإسلامى الأردنى «مروان الفاعورى» الجماعة المحظورة، وأرجع أسباب تركه لها إلى كون تلك الجماعة تعيش فى مأزق داخلى يتمثل فى وجود صراعات داخلية بين أجنحة مختلفة، ومأزق خارجى تجلى فى الرؤية للإصلاح السياسى. وأوضح الفاعورى فى حديثه لبرنامج «وجوه إسلامية» بقناة «العربية» أنه ترك الجماعة بعد قرارها مقاطعة الانتخابات البرلمانية فى الأردن، مضيفا: «لم ألمس وجود رغبة حقيقية لقيادة الإصلاح فهناك انهيار فى الثقة بين الجماعة والكثير من الأنظمة السياسية نتيجة تبنى الجماعة تجارب عسكرية عنيفة خاصة ما حصل فى سوريا وغيرها». وأردف: «الأنظمة بدأت تشعر بأن الحركة تتعامل بخطابين مزدوجين .. علنى سلمى وخطاب سرى عسكرى، فبالتالى بدأت الجماعة تطارد وتراقب وبدأ النظام السياسى العربى ينظر إليها على اعتبار أنها مرشحة لقيادة انقلابات عسكرية داخل العالم العربى بصراحة». ولذلك أنشئ المنتدى العالمى للوسطية وهو هيئة دولية مقرها عمّان ويتكون مكتبها من شخصيات سياسية وفكرية فمن المغرب محمد طلابى، ومن السودان الصادق المهدى، ومصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السودانى، ومن مصر منتصر الزيات، ومن سوريا محمد حبش، ومن لبنان عبد الإله ميقاتى، ومن الأردن د.محمد الخطيب. ويرفض أن يكون المنتدى حزبا يضاف إلى قائمة الأحزاب السياسية، قائلا: «نحن مؤسسة فكرية تسعى إلى التجديد فى الفكر الإسلامى فى الإطار العلمى والنظرى، نحاول أن يكون لنا مع الأيام المقبلة أثر وبصمة فى إحداث تغيير فى واقع هذه الأمة، ما كان وجودنا رد فعل على المدرسة العلمانية بقدر ما هو حالة من حالات الرشد فى الأمة نتيجة تجارب كثيرة جرت فى العمل الإسلامى بين الدعوة الحرة المفتوحة وبين الأعمال المسلحة التنظيمية إلى الأعمال العنفية التى جرَّت على الأمة الدمار والخراب فى العالم الإسلامى».