نظم المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق في لبنان حلقة نقاشية، أمس تحت عنوان "الانتخابات الرئاسية في مصر.. الاتجاهات السياسية وقوى التأثير"، حيث استضاف خلالها المهندس أبوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط، بحضور نخبة من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالشأن السياسي والعربي. واستهل رئيس المركز عبدالحليم فضل الله، حديثه خلال اللقاء بمقدمة تمهيدية طرح خلالها تساؤلات تمحورت حول الوضع السياسي المصري بعد الثورة، وتساءل هل مازالت مصر في خضم المرحلة الانتقالية؟ وهل المرحلة الانتقالية ستطول ولاسيما في غياب البرامج السياسية البديلة؟ وأوضح المهندس أبو العلا ماضي، أن الخريطة السياسية الداخلية التي تتشكل من قوى وتيارات سياسية تنقسم إلى فئتين، الأولى تتمثل في القوى الشبابية والقومية التي قامت بالثورة أمثال حزب الثورة المستمرة وحزب الوسط، بينما تتمثل الفئة الثانية في الأحزاب والتيارات السياسية التي أفرزتها صناديق الاقتراع والتي غالبا ما التحقت بالثورة بصورة متأخرة كالحركة السلفية أو الإخوان المسلمين. وتطرق أبوالعلا إلى ما وصفه بالمفاجأة التي أظهرتها صناديق الاقتراع والتي تمثلت في اكتساح الإسلاميين أغلبية مقاعد مجلس الشعب المصري علمًا بأن الإسلاميين عموما هم آخر من التحق بالثورة، ثم انتقل إلى تأثير هذا الاكتساح على السباق الرئاسي الذي أفرز ثلاث مجموعات من المرشحين إلى الرئاسة المصرية: الأولى تعبر عن القوى الإسلامية. وحذر أبوالعلا من خطورة فوز مرشح الإخوان المسلمين بالرئاسة، مشيرًا إلى أن فوز مرشح الجماعة سيؤدي في نهاية الأمر إلى سيطرتها على الحكم في مصر، مما يؤدي إلى مصادرة كافة مقدرات الأمة لمصلحة تيار سياسي لا يمثل في آرائه وتطلعاته كافة طموحات الشعب المصري. وفي ختام الندوة تقدم العديد من الحضور بمداخلات تناولت الأوضاع الإقليمية والدولية وتأثير ذلك على الواقع المصري، غير أن جميع الآراء توافقت حول الحاجة إلى مزيد من الانتظار في ظل عدم وضوح أي استراتيجية أو برنامج سياسي على الساحة المصرية.