إن يهودية الدولة تمثل تحديا حقيقيا للقيادة الفلسطينية والحكومات العربية إذ يؤكد أن التمادى في مواصلة التسوية وعدم التصدي للعدوان الإسرائيلي يمثل أكبر ضمان لتجاهل إسرائيل ومعها العالم الغربي أي إدانة للانتهاكات والجرائم التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني خصوصا والشعوب العربية عامة. لقد تجاهلت إسرائيل الحقوق الفلسطينية المقننة دوليا بما في ذلك حقهم في إقامة دولة مستفلة ذات سيادة كما استبعدت أهم القضايا وأخطرها (اللاجئون_ القدس_ المستوطنات_ الحدود_ السيادة) وذلك مقابل اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بوجود إسرائيل من الناحية الشرعية والقانونية وليس فقط من الناحية الواقعية. وهناك اتجاهات محددة على قيام الكيان الصهيوني على التراب الفلسطيني المغتصب والتي تتمثل في: * الاتجاه القومي وينطلق من إدراك شامل لطبيعة الصراع وأبعاده، وأرى أنه في جوهره صراع قومي يستهدف الفلسطينيين شعبا ووطنا. * الاتجاه الديني ويصور الصراع على أنه صراع بين اليهودية والإسلام، وأنه يستهدف انتزاع بيت المقدس من أيدي المسلمين، وهدم المسجد الأقصى كي تقيم اليهودية على أنقاضه هيكل سليمان وهي تنظر إلى الصهيونية باعتبارها حركة تهدف إلى الاستيلاء على أرض الميعاد بقوة المال وقوة الحرب وإنشاء مملكة يهودية تعيد مجد ملوك إسرائيل. * الاتجاه الأممي إن الصراع الفلسطيني الصهيوني هو جزء من الصراع الذي تخوضه الحركة الوطنية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وإن حل القضية الفلسطينية مرهون بجلاء الاحتلال عن فلسطين وقيام الدولة الفلسطينية الديمقراطية المستقلة. _ الاتجاه المختلط أرى أن الصهيونية تقوم على فكرة دينية وسياسية مذهبية لا تتفق مع ظروف العصر، ومن المفارقات الأليمة أن العرب أسقطوا المقاطعة كسلاح سلمي في مواجهة إسرائيل وأقصد استخدام الفيتو العربي بالتلويح بتخفيض صادرات النفط ومجالات اقتصادية وغيرها، وفي المقابل مارست إسرائيل بمساندة أمريكا والمؤسسات الاقتصادية الدولية صورا شتى من الضغوط والمؤامرات من أجل اختراق المجتمع العربي وفرض هيمنتها السياسية والثقافية والاقتصادية على مقدراته ومصائرها، ولاتزال تواصل محاولاتها في هذا الصدد