* وزير الخارجية الأسبق: على مصر التحرك للدخول في ائتلافات إقليمية وعدم التحرك منفردة * مستشار معهد العلاقات الخارجية الصيني: مصر لها ثقل وأهمية في أفريقيا والعالم العربي والإسلامي * مصطفى علوي: تطور العلاقات المصرية مع الصينوروسيا إيجابي خاصة بعد 30 يونيو * سفير مصر ببكين: الرئيس سيلتقي رؤساء أكبر الشركات الصينية لبحث المعوقات التي تواجه المستثمرين بمصر تشهد مصر والصينوروسيا تقاربا كبيرا في الفترة الأخيرة، خاصة في مجالات التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي والعسكري. ويزور الرئيس عبد الفتاح السيسي، العاصمة الصينيةبكين يومي 23 و24 ديسمبر الجاري، في إطار حرص البلدين على تعظيم العلاقات الاستراتيجية بينهما. ومن المتوقع أن يجري خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والتنموية وخاصة في مجالات النقل والكهرباء والاستثمار والصناعة والتبادل التجاري. كما يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القاهرة مطلع العام المقبل، وتعد هذه الزيارة هى الأولى لرئيس روسي منذ عام 1970. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قام بزيارة روسيا في أغسطس الماضي، واتفق الجانبان على عدد من المشروعات، من بينها إقامة منطقة صناعية روسية في مصر. وأكد عدد من الخبراء والمحللين أن التنسيق "المصري، الصيني، الروسي" يمثل ضرورة وأهمية تفرضها تطورات العلاقات الدولية والإقليمية. وقال وزير الخارجية الأسبق محمد كامل عمرو إن اتجاه القوى الكبرى للاهتمام بمصر تفرضه الجغرافيا ويؤكده التاريخ القديم والمستمر حتى الآن، لافتا إلى أن هذا هو ما دفع القاهرة للسعى إلى تشكيل مجموعة عدم الانحياز في خمسينيات القرن الماضي في إطار الحياد الإيجابي. وأضاف عمرو، في تصريحات صحفية، أن تطورات العلاقات الدولية تفرض على مصر التحرك المستمر للدخول في ائتلافات إقليمية وعدم التحرك منفردة للتصدي للأطماع الخارجية. وأكد أن بزوغ قوى عظمى إقليمية مثل الصين والاتحاد الأوروبي وغيرها يفرض تحديات جديدة على السياسة الخارجية المصرية، والسعى لإقامة علاقات متوازنة، مشيرا إلى أن قوة مصر تكمن في قدرتها في الحفاظ على التوازنات الخارجية واستغلال قوة العلاقات الصلبة التي أقامتها في محيطها العربي والأفريقي. من جانبه، أكد السفير الصيني وو سي كه، مستشار معهد العلاقات الخارجية الصيني، أن الصين مهتمة بالعلاقات الاستراتيجية مع مصر، وذلك لما لمصر من ثقل وأهمية في أفريقيا والعالم العربي والإسلامي، وهو ما يمنحها دورا إقليميا بارزا. وقال وو إن مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين عام 1956، منوها إلى أنه رغم ما شهده البلدان من تغيرات منذ ذلك التاريخ إلى أن العلاقات بينهما ظلت ثابتة ولم تهتز. وأضاف أن الصين ومصر في مرحلة مهمة من مراحل التطور والإصلاح، مشيرا إلى وجود تفاهم بين الجانبين لحوكمة وتأطير ذلك في إطار الخبرة المتبادلة. ولفت المسئول الصيني إلى أن بلاده تساند وتدعم مصر لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية ومواجهة العنف، وتتطلع دوما للتعاون مع مصر. أما الدكتور مصطفى علوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فأوضح أن القوى العظمى هى التي تمثل مكانة كبيرة في العالم وفقا لمعايير القوة العسكرية، والاقتصادية، والثقافية، والتكنولوجية والعلمية. واعتبر علوي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هى القوة العالمية الوحيدة حاليا التي تمتلك عناصر القوة الأربعة العسكرية، والاقتصادية، والثقافية، والتكنولوجية والعلمية. وقال إن روسيا تمتلك قوى عسكرية وتكنولوجية ولا تمتلك الاقتصادية والثقافية، والصين تمتلك الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية ولكنها تفتقد للثقافية، والاتحاد الأوروبي مجرد قوة اقتصادية فقط. وأضاف أن مصر تعتبر دولة كبرى إقليميا، مشيرا إلى أن الدول الإقليمية الكبرى تسعى دائما لإقامة علاقات مع القوى العالمية والإقليمية الأخرى. وفيما يتعلق بتأثير الربيع العربي على العلاقات المصرية مع القوى الكبرى، لفت علوي إلى وجود تباين في مواقف القوى المختلفة تجاه الثورات في مصر، خاصة فيما يتعلق بأحداث 30 يونيو، فبينما كانت الصينوروسيا واضحتين في تبني موقف إيجابي منها، عارضتها الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا. وتابع: "لذلك كان تطور العلاقات المصرية مع كل من الصينوروسيا إيجابيا، فيما كان سلبيا مع القوى الغربية"، مدللا على ذلك بعدة مؤشرات منها الزيارات المتبادلة المتعددة للمسئولين للقاهرة وبكين وموسكو. وطالب بأن لا تركز مفاوضات التعاون بين القاهرةوبكين وموسكو على التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والاستثمارات فقط، وإنما إلى توسيع ذلك ليمتد إلى العلاقات الاستراتيجية، وألا تقتصر هذه العلاقات على التسليح والتدريبات المشتركة فحسب، وإنما ليشمل ذلك التصنيع العسكري المشترك. من جانبه، أكد السفير السيد أمين شلبي، المدير التنفيذي للمجلس المصري للشئون الخارجية، أن مصر تدخل الآن في مرحلة جديدة من بناء العلاقات المتوازنة مع الدول الكبرى، وهو ما يفرض تحديات ومسئوليات جديدة على المؤسسات الوطنية. وقال شلبي إن العالم يشهد حاليا عملية تحول في النظام الدولي وتحول في العلاقات الدولية، لافتا إلى أن هناك إجماعا على أن العالم مقبل على نظام متعدد القوى والمراكز. وأضاف أن مصر والصينوروسيا عليها أن تسعى إلى إنجاح هذا النظام للقضاء على أحادية القطبية التي تحكم العالم، وهو ما يصب في مصلحة الجميع، حسب قوله. من جانبه، قال مجدي عامر، سفير مصر بالعاصمة الصينيةبكين، إن وفدا رفيع المستوى ضم وزراء الكهرباء والتجارة والصناعة والتعاون الدولي والنقل قام بزيارة إلى الصين، لبحث عدد من ملفات التعاون الثنائي والقضايا ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب الترويج لفرص الاستثمار المتاحة في مصر، مشيرا إلى ضرورة تفعيل مجلس الأعمال المشترك بين البلدين لتعزيز المساهمة في تحريك منظومة التعاون الاقتصادي ودفع العلاقات الثنائية لنقلها إلى مستوى جديد ونوعي. وأضاف السفير أن الحكومة المصرية تتطلع لتعزيز التعاون المشترك في مجالات التجارة والصناعة والاستثمار باعتبارها الركيزة الأساسية للمساهمة في زيادة معدلات النمو الاقتصادي، إضافة إلى الفرص الكبيرة لإقامة مشروعات مشتركة بين البلدين. وأكد أن الزيارة تأتي في إطار المشاورات والتنسيق المستمر لتعزيز علاقات التعاون بين مصر والصين وتطويرها على مختلف الأصعدة. وقال إن الوفد الوزاري المصري التقي عددا من المسئولين الصينيين لبحث سبل تعزيز الشراكة بين البلدين، إلى جانب لقاء مجموعة من رؤساء كبرى الشركات الصينية لبحث المعوقات التي تواجه المستثمرين في مصر وعرض فرص الاستثمار المتاحة في السوق المصرية واستعراض ملامح برنامج الحكومة لتطوير وتحديث الاقتصاد والإجراءات الإصلاحية لتحسين مناخ ممارسة الأعمال. وأكد السفير أن العلاقات المصرية الصينية تشهد نموا مطردا في جميع الجوانب ومجالات العمل المختلفة بفضل رغبة الحكومتين في تمتين العلاقات الثنائية بما يخدم مصلحة الشعبين.