يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، غدًا، زيارته الرسمية الأولى إلى الصين، وتأتي هذه الزيارة في إطار علاقات الصداقة الوثيقة التي تجمع بين البلدين. وتهدف زيارة الرئيس، لتدشن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، حيث أعربت الصين عن رغبتها برفع مستوى العلاقات بين الدولتين إلى مستوى "الشراكة الإستراتيجية"، وهو المستوى الذي تحتفظ به الصين مع عدد محدود من دول العالم، ويستهدف توثيق العلاقات على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية. وقالت مصادر دبلوماسية في الصين، ل"الوطن"، إنه من المقرر أن يستقبله فور وصوله السفير المصري في بكين مجدي عامر، ثم يتوجه لمقر إقامته في فندق "تشاين ورد أوتيل"، حيث يقيم معه الوفد الإعلامي المصري. من جانبه، قال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس سيلتقي الرئيس الصيني شي جين بينج، بقاعة الشعب الكبرى، حيث ستقام مراسم الاستقبال الرسمية، وتعقبها جلسة المباحثات بين الرئيسين بحضور وفدي البلدين. وأضاف، "يلي ذلك، مراسم التوقيع على وثيقة الشراكة الإستراتيجية الشاملة، وكذا العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في الكثير من المجالات، التي تشمل التعاون الاقتصادي والنقل وتوريد المعدات الطبية والطيران المدني والتعليم والبيئة، وسيلي ذلك عدة لقاءات مع كل من رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج، ورئيس البرلمان جانج دي جيانج، ووزير التجارة جاو هوتشينج، ورئيس دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني". وتابع، "من المقرر أن تشهد تلك المباحثات واللقاءات استعراض سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ولا سيما في شقها الاقتصادي، على الصعيدين التجاري والاستثماري، أخذًا في الاعتبار عقد المؤتمر الاقتصادي في مصر في مارس المقبل، وأهمية مشاركة الصين بفاعلية في انشطته وفي تنفيذ استثمارات صينية في الكثير من المشروعات التي سيتم طرحها أثناء المؤتمر". أوضح يوسف، أن الزيارة تستهدف تحقيق قدر أكبر من التوازن في الميزان التجاري بين البلدين، وكذا زيادة استثمارات الصين في مصر بما يتناسب مع تميز وعمق العلاقات السياسية بين البلدين، إذ تقف تلك الاستثمارات عند حدود 450 مليون دولار فقط، وفي هذا الإطار، سيحضر الرئيس لقاءً مع مجلس الأعمال المصري – الصيني المشترك، ولقاءً آخر مع رؤساء كبريات الشركات الصينية لإلقاء الضوء على التطورات التي يشهدها الاقتصاد المصري على الصعيدين الإجرائي والتشريعي، فضلًا عن التعريف بأهم المشروعات الاستثمارية التي يجري تنفيذها أو الإعداد لها. وذكر المتحدث الرسمي، أن الرئيس سيستهل فعاليات زيارته إلى الصين الثلاثاء، بلقاء مع عدد من رؤساء الجامعات الصينية، في إطار الاهتمام بتكثيف وزيادة التعاون التعليمي والبحثي القائم بين البلدين، كما سيعقد الرئيس لقاءً مع رؤساء كبريات شركات السياحة الصينية، في إطار الجهود المصرية المبذولة لتنشيط حركة السياحة الوافدة إلى مصر، واستعادتها لسابق عهدها كمساهم أساسي في الدخل القومي المصري، لا سيما أن الصين تعد حاليًا أكبر دولة مصدرة للسياحة على مستوى العالم، حيث وصلت أعداد السائحين الصينيين إلى 130 مليون سائح سنويًا. وأوضح أنه على الصعيد الإقليمي، ستشهد المباحثات بين البلدين تبادل وجهات النظر إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتي يأتي في مقدمتها مكافحة الإرهاب وضرورة تكاتف جود المجتمع الدولي لمواجهته، وتطورات الأوضاع في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، وبحث سبل التعاون والتنسيق لمكافحة الفكر المتطرف والحيلولة دون انتشاره، كما ستتناول المباحثات مع رئيس البرلمان الصيني سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين عقب انتخاب مجلس النواب الجديد. وذكر أن زيارة الرئيس إلى الصين ستشمل مدينة "شينجدو" التي تعد إحدى أبرز المدن الصناعية في الصين، حيث سيتفقد الرئيس عددًا من المصانع العاملة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا.