* أبو إسماعيل يؤسس حزبا سلفيا جديدا بعد انتخابات الرئاسة * قرار ترشيح الشاطر تم مناقشته ، مع قيادات حزب النور * تصريحات الدعوة السلفية، و النور غير مقنعة لأنصار التيار السلفى * تأييد الحوينى لأبو إسماعيل أحرج قيادات النور. بغض النظر عن نتيجة الصراع القضائى بين المرشح الرئاسى السلفى حازم أبو إسماعيل، حول حصول والدته على الجنسية الأمريكية من عدمه، فإن الجدل فى ساحات القضاء، والمستمر منذ أيام حول جنسية والدة أبو إسماعيل، ليس أهم ما يميز المشهد داخل البيت السلفى، الذى خرج بنحو 26% من مقاعد البرلمان وأصوات الناخبين، حيث يبدو أن تداعيات ترشيح أبو إسماعيل لمنصب الرئاسة تكاد تعصف بالبيت السلفى، وتهدد بفض التحالف العريض الذى قاده حزب النور فى الانتخابات، وحتى بزعزعة حالة الاستقرار التى يبدو عليها حزب النور حاليا. المعلومات المتوافرة من داخل أوساط نافذة داخل التيار السلفى، تفيد بأن قرار الإخوان ترشيح خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، جرى تداوله قبل إعلانه، مع قيادات من حزب النور، الذين أبدوا موافقة ضمنية على دعم الشاطر لرئاسة الجمهورية، فى ضوء مبادرة أطلقتها الدعوة السلفية بالإسكندرية بزعامة الشيخ ياسر البرهامى قبل ثلاثة أسابيع بالاتفاق على مرشح واحد للتيار الإسلامى. وتقوم المبادرة على لقاء المرشحين الإسلاميين والتحاور معهم كل على حدة، ومن ثم محاولة الاتفاق على مرشح إسلامي واحد، وانسحاب باقى المرشحين لصالحه، أو التخلى عنهم إذا رفضوا الاتفاق. عمليا كانت هذه المبادرة تبدو مريحة للتيار السلفى، خاصة وأن الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح تبنته، ومن ثم انضم لها بشكل ضمنى حزب النور، معلنا عبر رئيسه عماد عبد الغفور أن الحزب سيعلن عن مرشحه للرئاسة بعد إغلاق باب الترشيح، وبعد لقاء جميع المرشحين. كل هذه التصريحات من قادة الدعوة السلفية، وحزب النور لم تبدو مقنعة لكوادر الحزب وأنصار التيار السلفى فى المحافظات، الذين اعتبروا أن كل هذا التأخير فى إعلان دعم أبو إسماعيل لانتخابات الرئاسة هو محاولة لبيع المرشح السلفى لصالح المرشح الإخوانى، ولصالح التحالف السياسي الواضح بين النور والحرية والعدالة فى مجلسي الشعب والشورى وتشكيل تأسيسية الدستور، ومن ثم بدأت قواعد حزب نور كسر حالة الصمت الرسمى، وبداية التصدع داخل النور بقرار أمانة الحزب بالجيزة بدعم وتأييد "أبو إسماعيل" للرئاسة. ودعا الدكتور هشام أبو النصر، عضو الهيئة العليا لحزب النور وأمين عام الحزب بمحافظة الجيزة، "كل الشباب المسلم الغيور على دينه أن يعمل بجد وبإخلاص فى حملة دعم الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، لتمكين هذا الرجل المؤمن من قيادة البلاد وتحقيق حياة كريمة للعباد"، وسبق أمانة الجيزة إعلان هيئة العلماء والشيخ أبو إسحق الحوينى تأييد أبو إسماعيل، مما سبب حرجا بالغا لقيادة النور. وانتقل الخلاف داخل البيت السلفى الذى خاض انتخابات مجلسى الشعب والشورى موحدا من ثلاثة أحزاب هى النور والفضيلة، والبناء والتنمية الذراع السياسى للجماعة الإسلامية، حيث أعلن حزب الفضيلة رسميا عن دعم أبو إسماعيل. ويعتقد بعض شيوخ السلفية أن الجناح السياسى للحركة ممثلا فى حزب النور، يخشى من دعم أبو إسماعيل للرئاسة، ولا يريد أن يترشح من الأساس لأنه أصبح بشخصه، وبالمؤمنين به من شباب السلفية، يمثل تحديا كبيرا لحزب النور، وقيادته السياسية، وأنه قادر على تحريك قواعد الحزب، ودفعه للخروج عن سيطرة القيادات السلفية القديمة. حازم صلاح ابو إسماعيل حالة خاصة جديدة وسط التيار السلفى، فهو ليس السلفى التقليدى الذى يقتصر على الدعوة، ويبنى علاقات وثيقة مع الأجهزة الأمنية، ويحرم الخروج على الحاكم، وينظر للسياسة بشكوك، ولا هو ينتمى للسلفية الجهادية التى تؤمن بالخروج المسلح على الحاكم، وبتغيير المنكر بالقوة،، وتدعو إلى إقامة الدولة والخلافة الإسلامية بالقوة، مثل الجماعة الإسلامية والجهاد فى التسعينات. أبو إسماعيل حالة ثورية داخل الحركة السلفية، ليس سلفيا تقليديا، ولا متطرفا، هو خليط من الحالة الإخوانية والسلفية، واليسار التقليدى، الذى يؤمن بالجماهير، ويملك قدرة كبيرة على تحريك أنصاره، حتى أصبح الحصان الأسود فى الانتخابات الرئاسية، ويكاد يكون هو المرشح الوحيد القادر على جمع عشرات الآلاف من أنصاره فى مكان واحد وتوقيت محدد. الحازمية الجديدة كما يراها الباحث فى الشئون السلفية على عبد العال مؤشر على ميلاد جماعة أو حركة أو تيار إسلامى دينى جديد فى مصر، لكن ما لم يقله عبد العال أن جماعة أبو إسماعيل الجديدة لا تشكل خطرا على التيار السلفى فقط، وعلى تماسكه، وعلى ذراعه السياسي حزب النور، ومشايخه القدامى، وإنما يشكل خطرا أيضا على جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، لذلك ليس غريبا أن يتفق الاثنان سرا على التضحية بشخصية متمردة مثل أبو إسماعيل. وسواء خاض حازم صلاح أبو إسماعيل انتخابات الرئاسة من عدمه، فى ظل قضية جنسية والدته، فإن الأكيد أنه فى طريقه لبناء وزعامة ائتلاف حزبى سلفى جديد فى مصر يولد من رحم الانتخابات الرئاسية، وإذا أكمل المعركة الرئاسية، فإن أقصى ما يتخوف منه الإخوان أن يكون أبو إسماعيل فرس رهان الإسلاميين فى جولة الإعادة متخطيا خيرت الشاطر. وغالبا ما ستكون معركة الإعادة على الانتخابات الرئاسية فى هذه الحالة بين حازم أبو إسماعيل وعمرو موسى.