"لولا الحكايات لكنا أكثر عزلة وأشد وحشة".. هذا ما قاله حمور زيادة في كلمة ألقاها عقب تسلمه جائزة نجيب محفوظ مساء أول أمس الخميس. في تلك الكلمة تحدث زيادة عن بلده، السودان.. "في تلك البلاد نقدس الحكي، فبلادنا ترتمي بين غابة وصحراء، وتثقلها جبال ويرطبها نيل". لا يحدث فيها شيء ويحدث فيها كل شيء، ويتغير وجهها ولا تتغير، يأتيها اليونان والفرس، والعرب والاترك، والرحالة الفرنجة والجيوش من خلفهم، تخنقها عواصف الصحراء ويبطش بها فيضان النيل، وتبني أهرامات ومعابد، كنائس ومساجد، ثم يجتمع أهلها ليقصوا القصص ويرووا الحكايات.. لولا الحكايات لكنا أكثر عزلة وأشد وحشة". فاز حمور زيادة عن روايته "شوق الدرويش"، الصادرة عن دار العين، وذكر أعضاء لجنة التحكيم أنها رواية تتألق في سردها لعالم الحب والاستبداد والعبودية والثورة المهدية في السودان في القرن التاسع عشر. وأضافوا: "تتشابك علاقات القوى على المستويين الإقليمي والمحلي في الرواية منذ اندلاع الثورة المهدية وحتى سقوط الخرطوم، كما تتناول الرواية لوحة متعددة الألوان وواسعة النطاق من الشخصيات والأحداث لترسم صورة لزمان ومكان غير مألوف لمعظم القراء. وبحسب لجنة التحكيم التي ترأستها الدكتورة تحية عبد الناصر حفيدة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فإن أهم ما يميز "شوق الدرويش" هو هذا الثراء الملحمي الذي يسري بطول السرد لا على مستوى تعقيد شخصية البطل المأساوي فحسب بل أيضا على مستوى تعدد مناحي الخطاب اللغوي: إذ تتراوح على نحو مبهر وغنى ما بين السرد والشعر والحوار والمونولوج والرسائل والمذكرات والأغاني والحكايات الشعبية والوثائق التاريخية والترانيم الصوفية والابتهالات الكنسية وآيات القرآن والتوراة والإنجيل حتى الكتابة عن الكتابة. وفي تصويرها للدمار الذي سببته الانتفاضة المهدية، وهي حركة دينية متطرفة عنيفة، تأتي "شوق الدرويش" كتجسيد قوي للمشهد الراهن في المنطقة حيث تعم الفوضى نتيجة للتطرف الديني، وفقا لما تضمنه بيان لجنة تحكيم الجائزة التي يمنحها قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهر سنويا في ذكرى ميلاد الكاتب الراحل نجيب محفوظ. وفي إطار الفعالية نفسها، أعلنت دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن صدور الترجمة الإنجليزية لثلاث روايات هي "خمارة المعبد" لبهاء عبد المجيد، و"نساء الكرنتينا" لنائل الطوخي، كرنتينة"، و"قناديل ملك الجليل" لإبراهيم نصرالله. وتعد دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة التي أطلقت جائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي عام 1996، الناشر الرئيسي لأعمال نجيب محفوظ باللغة الإنجليزية لأكثر من خمسة وعشرين عاما والمالكة لحقوق نشر أكثر من 600 طبعة باللغات الأجنبية الأخرى لأعمال الأديب التي ترجمت إلى 40 لغة في جميع أنحاء العالم منذ فوزه بجائزة نوبل عام 1988، وتنشر بالإضافة إلى ذلك حوالي 60 عملا جديدا سنويا وأكثر من 1000 عمل بالمكتبات. وترحب دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة بترشيح الأعمال الأدبية المتميزة أو التقدم لجائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي لعام 2015، على أن تكون الرواية قد نشرت باللغة العربية لأول مرة عام 2013 أو عام 2014 ولم تتم ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، بموعد أقصاه 15 فبراير 2015.