نشر موقع "بي بي سي" البريطاني مقالا حول كيفية احتفاظ صاحب العمل بموظفيه إلى الأبد. ولكسر الحاجز بين الموظف وصاحب العمل، يعمد "سايمون ما" وهو مصمم وفنان من مدينة شنجهاي الصينية إلى ممارسة رياضة كرة الطلاء مع موظفيه، على أمل أن يسعدهم ذلك في أن يدركوا رغبته في الاستماع لآرائهم. ويواصل سبعون من موظفي شركة "سايمون ما للتصميم" رياضة كرة الطلاء. ليس ذلك فحسب، بل أنهم يمتلكون بنادقهم وزيهم الخاص بهذه الرياضة. وفي كل مرة يلعبون فيها، يشجعهم "ما" على التصويب نحوه. ويقول "ما" مازحا: "قال لي أحد الموظفين في أحد الأيام؛ أنت رئيسي في العمل... أما الآن فسأنال منك". رياضة كرة الطلاء ليست فقط وسيلة لتخفيف التوتر لدى العاملين، بحسب قول "ما"، علماً بأن شركته قد صممت منتجات مثل رسوم وتصاميم ساعات "فيراريس" و "هيوبلوت" الملونة بلمسات يدوية معقدة. لقد أصبحت تلك اللعبة أداة لخلق جو عمل مريح في الشركة، حتى أصبحت ثقافة متبعة، وهذا يعني، حسب قوله، وجود موظفين أكثر إخلاصاً ووفاءً. يقول "ما": "إنها وسيلة أخرى للتفاعل مع الموظفين كي يشعروا بأنهم جزء من فريق العمل". ورأى خلال زيارة قام بها مؤخرا إلى ميامي حيث أقيم معرض لبعض فنونه المتنوعة إن "فرص مغادرة الموظفين العمل تقل إذا أحسّوا أنهم جزء لا يتجزأ من أمرٍ ما". الاحتفاظ بالمواهب: غالباً ما تعمد الشركات لابتكار وسائل مبتكرة للاحتفاظ بموظفيها وعامليها الموهوبين. ويمثل مدى احتفاظ الشركة بموظفيها طريقة لقياس أكثر الشركات نجاحا، والقليل منها يحسن أداء ذلك. واجهت عملية تغيير العاملين في الشركات والمؤسسات خلال القرن الماضي لتغييرات واسعة النطاق. ففي الخمسينيات من القرن العشرين، كان أمراً مألوفاً أن يبقى الموظفون والعاملون في نفس الشركة حتى بلوغهم سن التقاعد، عندها كانت بانتظارهم رواتب تقاعدية ضخمة. طرق التحفيز: أول خطوة للإبقاء على المواهب هي الاجتماع بالعاملين الذين يفكرون بترك العمل. عليك أن تجد ما يمكنه أن يحفزهم ليشعروا بالرضا والارتياح، والعودة إلى وظائفهم مجددا، ومن المستحيل تقريبا أن يكون الأمر متعلق بالمال والراتب. في أغلب الأحيان يكون الأهم هو مساعدة الموظف على أن يفهم أنه جزء من الكل وأن عمله مهم. هذا ما يراه كريس أبراهام، الأستاذ بمؤسسة "إس.بي.جين للادارة العالمية" في دبي. ربما يريدون أن يقضوا أوقاتاً أكثر لانجاز جوانب معينة من وظائفهم وقضاء أوقات أقل لانجاز جوانب أخرى يشعرون بالملل إزائها. أو ربما يريدون التمتع باستقلالية أكبر في اتخاذ القرارات. الحل الواحد قد لا يناسب الجميع: إذا كنت من المديرين ذوي الدرجات المتوسطة في شركة كبيرة، من المحتمل أنك قد لا تحظى بالصلاحية لإجراء تلك التغييرات، لكن العبرة هي أن توفر لموظفيك استقلالية أكثر حيثما أمكنك ذلك، حسبما يقول أبراهام. قد لا تتيح شركتك لموظفيها أن يعملوا من منازلهم، ولكن ربما يمكنك أن تسمح لمدير المكتب تغيير ساعات عمله لكي يأخذ ابنه من "روضة الأطفال" أو أن تسمح لكبيرة موظفي المبيعات أن تعمل عشر ساعات يومياً لأربع أيام في الأسبوع بدلاً من العمل لنفس الساعات ولكن على مدى خمسة أيام في الأسبوع.