* خبراء علاقات دولية: * "خناقات" كيري وهيجل ستدفع "البيت الأبيض" للتضحية بهما * وزراء أمريكا "مش موظفين".. وخلافهم مع البيت الأبيض بحسب استراتيجية * وخلافات البيت الأبيض والبنتاجون طالت 30 يونيه * البنتاجون يعتبر المعارضة التركية إرهابية و"اوباما" يفاوضها * البنتاجون حريص على أردوغان لعلاقته بالناتو و"أوباما" يصعد ضده * عودة: الذراع اليمنى ل"أوباما" سبب أزمته مع "البنتاجون" * نتوقع إقالة "رايس" قريبامن البيت الأبيض "البيت الأبيض" و "البنتاجون" والخلافات.. اعتدنا على المواجهات المستمرة بين وزارة الدفاع الأمريكية والإدارة الممثلة في البيت الأبيض، فالأمر لا يقتصر على الرئيس الحالي باراك أوباما وحسب وزير دفاعه تشاك هيجل، بل كانت هناك مواجهات في عهد الرئيس السابق جورش دبليو بوش و وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسيفيلد، و الخلاف الشهير عندما رفض فريقاً من المسؤولين اقترحتهم وزارة الخارجية للمساعدة في ادارة عراق ما بعد الحرب إلا أن خلافات واضحة ظهرت بين وزارة الدفاع الأمريكية و الرئيس أوباما مؤخرا لعل أبرزها: ملف 30 يونيه: فعلى الرغم من هجوم أوباما على الثورة المصرية التي أطاحت بنظام الإخوان الغرهابي ، نجد انه في يوم 9 يوليه، بعد أيام قليلة من عزل النظام الإخواني ، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جورج ليتل إن قادة البنتاجون لا يرون فيما شهدته مصر انقلابا عسكريا، و أكد أن الولاياتالمتحدة متمسكة بعلاقات جيدة ومتينة مع القوات المسلحة المصرية، رافضا التعليق عما إذا كان هناك اتجاه لتعليق المساعدات العسكرية. الملف التركي: كما أن الملف التركي يحظى بجانب من هذه الخلافات بين البنتاجون و البيت الأبيض تتضح في التقرير التالي، لكن قبل ذلك، هل يفعلها أوباما و يستبعد وزير الدفاع و وزير الخارجية بسبب الحرب على داعش وفقا لما تنبأت به "نيويورك تايمز الأمريكية، هذا ما يعرضه التقرير التالي. في هذا الإطار قال الدبلوماسي جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية السابق وخبير العلاقات الدولية، إن "الخلافات القائمة بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الدفاع تشيك هيجل حول الموقف الذي يجب اتخاذه تجاه سوريا والحرب ضد داعش والتي أصبحت أشبه ب"الخناقات"، أدت في النهاية إلى استعداد الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتضحية بكليهما واستبدالهما بوزيرين يجيدان الإنصات له التفاهم والاتفاق بهذا الشأن". وأضاف بيومي، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، أن "الأصل في نظام الحكم الأمريكي أنه رئاسي بالكامل، يكفل ل"أوباما" التصرف كما يشاء لتكون كلمته هى النافذة، ولذلك فلا مجال للحديث عن خلافات بين البيت الأبيض المتمثل في الرئيس الأمريكي ووزارة الدفاع "البنتاجون"، حيث يعد البنتاجون تابعا للرئيس بحسب نظام الحكم. وأكد خبير العلاقات الدولية وأستاذ العلوم السياسية جهاد عودة أنه لا يجب التعامل مع الخلافات المستمرة بين البيت الأبيض و وزارة الدفاع الدفاع الأمريكية "بنتاجون" على إنها صراعات داخلية، لافتا إلى أن مقتضيات العمل في الإدارة الأمريكية تقتضي هذا النوع من الخلاف، وأن الوزارء هناك ليسو موظفين كما هو الحال في كثير من البلدان. وأوضح "عودة" في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" إن العلاقة بين وزير الدفاع الأمريكي و الرئيس تكون "مباشرة" نظرا لعدم وجود منصب رئيس الوزراء، والخلاف العميق جزء أصيل بين أجنحة الإدارة المختلفة في إطار احتراف كل إدارة في تخصصها، إلا أنه طالما الوزير مستمر في منصبه فتمضي الأمور إلى أن يتحقق التواءم بين رؤيته ورؤية الرئيس. وعن أبرز النقاط الخلافية "الصحية" بين البيت الأبيض والبنتاجون قال "عودة": يعتبر الملف التركي من أكثر الملفات سخونة على الطاولة الأمريكية و أكثرها إثارة للخلاف بين الرئيس "أوباما" و"البنتاجون"، حيث يتخذ الرئيس الأمريكي خطوات تصعيدية ضد نظيره التركي رجب طيب أردوغان بينما يعترض البنتاجون على ذلك نظرا لأن الدولة التركية عضوا في حلف الناتو و تنفذ سياساته. وتابع: كذلك ينظر البنتاجون لحزب العمال التركي المعارض على أنه جماعة إرهابية، بينما يتجه "اوباما للتفاوض معهم. كما أكد "عودة" إن ملف 30 يونيه كان من الملفات المثيرة التي فجرت خلافا بين الجانبين حين اندلاع الثورة المصرية، فبينما كسبت 30 يونيه تأييدا واضحا من جانب "البنتاجون" كان البيت الأبض ممثلا في باراك أوباما يتخذ موقفا هجوميا منها. قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية وخبير العلاقات الدولية، إن الذراع اليمنى للرئيس الأمريكي باراك اوباما المتمثلة في سوزار رايس مستشارة الأمن القومي بالبيت الأبيض هي السبب الحقيقي وراء الخلاف الواضح مع "البنتاجون" حول الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي و الموقف الأمريكي من نظام بشار الأسد. وأوضح "عودة" أن "رايس" غير قادرة على فهم تحولات المشهد في الشرق الأوسط وبالتالي غير قادرة على توجيه أوباما في المسار الصحيح، وهو ما خلق أزمة كبيرة بينه وبين وزارة الدفاع، حيث يرى تشاك هيجل، وزير الدفاع، إن الحرب ضد داعش بالطريقة التي تتم بها الآن يقوي جانب بشار الأسد، وهو مالا يتفق إطلاقا مع الاستراتيجية الأمريكية. وأضاف: إذا كانت بعض المصادر تتنبأ برحيل "هيجل" و جون كيري، فإن "رايس" هي التي يجب أن ترحل، وربما يقدم الرئيس الأمريكي على هذه الخطوة، إذا ما دخلت الولاياتالمتحدة أزمة عميقة في هذا الشأن، وقال: وقت الأزمات لا أحد يمكنه أن يتنبأ بما سيفعله أوباما. واستبعد تماما أن تكون الاستراتتيجية الأمريكية في إدارة الدولة في الداخل و الخارج سببا في إقصاء أوباما لوزيرا الدفاع والخارجية، وقال إنه إذا صدقت التقارير واستبعدهما أوباما، فسيكون بهدف تعيين عناصر أقدر منهما على تعبئة الشارع الأمريكي لصالح حزب "أوباما" في الانتخابات القادمة، نظرا للأزمة الشديدة التي يعانيها الحزب.