* الخولي: المسرح الحكومى المصرى لا يعبر عن الثقافة المصرية * الخولي: يجب أن تخفض أسعار تذاكر المسرح لتتناسب مع جميع طبقات المجتمع * الخولي: كثير من العروض اصبح يقدم للكراسى الخاوية * الخولي: كثير من الجمهور لا يدرك تقسيمات وأنواع المسرح أكد الدكتور فهمى الخولى، الحاصل على جائزة الدولة الاولى للتفوق فى الفنون 2011 ورئيس المسرح الحديث ومسرح الغد الاسبق ومؤسس مسرح الشباب، ان المسرح المصرى وصل لحالة من الضعف تستوجب التدخل من الدولة لاعادة النظر فى منظومة عمله ومجموعة القوانين المنظمه له. وفي حواره ل"صدى البلد" اشار الى ضرورة تخفيض اسعار تذاكر المسرح لتتناسب مع جميع طبقات المجتمع، خاصة أن الهدف منه ليس الربح بل نشر الثقافة فلابد من دخول جهات مختلفة لدعمه لا سيما التليفزيون المصرى واعادة تقديم اكثر من عرض على المسرح الواحد يوميا وانتقاء النصوص التى تتناسب مع مرحلة الثورة وتعكس واقعنا.. فإلى نص الحوار: - "عندما تذهب إلى دولة وتريد التعرف عليها فعليك الذهاب لمسرحها".. هل ترى أن المسرح المصرى تنطبق عليه هذه المقولة؟ بالطبع لا.. المسرح الحكومى المصرى لا يعبر عن الثقافة المصرية، وللأسف منذ عقدين من الزمن ونحن نلمس ضعفا واضحا بالمسرح وتقديم عروض طاردة للجمهور، فالأساس فى المسرح انه مرآة يشاهد من خلالها المتفرج واقعا يتأمله ثم يعيد النظر فى الواقع الذى حوله فيتمرد عليه ويحاول ان يأتى هو بالغد الافضل. - من وجهة نظرك لماذا وصلنا لهذه المرحلة؟ للاسف كثير من العروض اصبح يقدم للكراسى الخاوية وهو ما يعد استنزافا للمال العام، وزاد من ذلك عدم وجود حساب او عقاب من الدولة، وعدم الاهتمام كان السمة الرئيسية فى هذا الصدد. - وما الروشتة التى تقدمها بخبراتك للخروج من هذا الوضع؟ الحل، خاصة بعد الثورة، هو اعادة النظر فى العمل المسرحى بشكل كامل، فسعر التذكرة لابد ان يكون فى متناول الطبقة الكادحة من الشعب فيجب ألا يزيد على 10 جنيهات لمسرح الدولة، كذلك المكسب المادى يجب الا يكون فى الحسبان بل يكون المعيار الرئيسى هو الاقبال الجماهيرى وان يقدم المسرح ما يهم الجمهور وليس تقديم عروض سد خانة، كذلك الاهتمام بالمسرح الثورى غير التقليدى، بحيث يناقش مستقبل وطموحات الانسان المصرى انطلاقا من حاضره وما يدور حوله من احداث للوصول لغد افضل. - كيف تكون العلاقة صحيحة بين المسرح وجمهوره؟ نحن فى مصر ننتظر الجمهور يذهب للمسرح فى حين انه يجب ان يكون العكس بأن يصل المسرح للجمهور - وكيف يتم ذلك؟ من خلال طرق عديدة، اولها بيع التذاكر فى اماكن التجمعات الجماهيرية مع تخفيض اسعارها وتقديم عروض متنوعة طوال اليوم بما يناسب جميع طبقات وفئات المجتمع. فمثلا عندما توليت مسولية المسرح الحديث لمدة عشر سنوات منذ عام 1987 قدمت 3 عروض فى اليوم الواحد على مسرح السلام الساعة الخامسة والسابعة والتاسعة والنصف مساء وعندما نجحت التجربة والتى انفردت بها قدمت 4 عروض بزيادة عرض صباحى للاطفال من خلال عرض الارنب المغرور بطولة الفنان الكبير محمد عوض ثم عرض اخر بالتعاون بين المسرح والمركز الثقافى البريطانى. وعندما نجحت التجربة قدمنا 6 عروض فى اليوم الواحد، ومنها مسرحية قدمت الفنان محمود حميدة كذلك مسرحية البلطجية والملك هو الملك واستمرت فترة طويلة وكذلك عرض المهر سواريه بطولة الفنان مدحت صالح. كذلك قدمت ضمن العروض مسرحية "سالومى" والتى حصلت على جائزة الدولة التشجيعية عام 1990 وكانت ذات فكرة مبتكرة فى العرض، حيث كان الجمهور يركب باخرة من امام احد الفنادق الطالة على النيل وتسير بهم لمشاهدة القاهرة فى المساء ثم تقف الباخرة امام مقياس النيل وقصر المانسترلى ومن فوق الباخرة يتم مشاهدة العرض الذى كان من بطولة رغدة ونور الشريف. - هل ترى أن الجمهور نفسه لديه الوعى الكافي للمسرح؟ كثير من الجمهور لا يدرك تقسيمات وأنواع المسرح، وإذا عرفها بالشكل الصحيح يستطيع متابعة ما يتفق مع فكره واهتماماته. - وما تلك التقسيمات؟ مسرح الدولة يضم المسرح القومى والذى يقدم العروض ذات الطابع القومى التراثى الكلاسيكى لكبار الكتاب المصريين وغير المصريين، والمسرح الحديث الذى يقدم كل ماهو حديث مصريا وعربيا وعالميا، والمسرح الكوميدى الذى يقدم العروض الكوميدية خفيفة الظل، ومسرح الطليعة الذى يقدم العروض الطليعية، ومسرح الشباب الذى كنت اول من قدم فكرته للاستفادة من جميع المواهب الشبابية فى الجامعات والمدارس والشركات وتقديم عروضهم على هذا المسرح، ومسرح الطفل، ومسرح العرائس، ومسرح الغد الذى يهتم بالنصوص المستقبلية.