آسفين يا ريس إحنا الشعب اللي ما عرفش مصلحته، واحنا الشباب المتمرد اللي ناقصه الأدب، ومش عاجبه العجب! إحنا اللي لازم نطاطي، نبوس الأيادي إللي نفذت لنا أول ضربة جوية ! صدَّقنا يا ريس بأنك لا تملك سوى ملابسك اللي على جلدك زي ما قال المرحوم القذافي ! وأنك لم تكن تقبل المعونة الأمريكية بإرادتك، بل بإرادة أمريكية ، إذ تعتبر أمريكا أن رفض المعونة يُعَدّ أمراً جللاً ، وخطراً يضر بأمنها وأمن إسرائيل معها، ويُشكل تهديدا كبيرا لاتفاقيات السلام مع اسرائيل في كامب ديفيد. صدََّقنا يا ريس أنك مش بتتشطَّر بس على الضعيف، وتهدد أشقاءنا في السودان عسكرياً إبّان مشكلة حلايب وشلاتين . وأنك لم تحاصر أشقاءنا في قطاع غزة بجدار فولاذي ، وأنفاق مكهربة، كانت هي الرئة اللي بيتنفس من خلالها أهلنا هناك، بعد حصار كافر فرضته سلطات الاحتلال الغاشم !! صدقنا يا ريس أننا لا نستحق أموال الحوالات الصفرا لمئات الألوف من شبابنا الذين كانوا (يعملون ) بالعراق ، وأنك أنت الأحق بها منّا، أنت وأولادك الغلابة ! رغم أنّ أكثرية العاملين أصحاب هذه الحقوق ماتوا كما ماتت بسببك الحقوق سواء (ماتوا قهرا عليها كما قالت وزيرة العمل في نظامك " عائشة بنت عبد الهادي"، وأرفقت مقولتها لمذيعة البرنامج التليفزيوني بضحكة عريضة ساخرة)، أو ماتوا صلباً على النُصُبِ لطول فترةالانتظار التي اقتربت الآن من ربع قرن !!! صدَّقنا يا ريس أن شهداء عبارة الموت الذين غرقوا بعد مقاومة مريرة للموت لساعات وساعات (يُصارعون الموج ، وهجمات أسماك القرش) على أمل أن تأتيهم طائراتك تنقذهم، لم يكن لهم حق أن يعيشوا أصلاً، لأنه ما كانشي من حقهم أبداً أن يغرقوا في اليوم اللي انت كنتَ مشغول فيه سيادتك بمشاهدة مران لمبارة في كرة القدم في ملعب فرعي ل ( ستاد القاهرة ! ) ! وندري يا ريس أن أهالي شهداء الثورة، قلوبهم محروقة على أعزائهم وفلذات أكبادهم، ولكن الشهداء يا ريس دولا ، احنا أكتر ناس نعرف الحقيقة، نعرف كويس قوي بأنك أنتَ اللي بعثت بهم إلى الجنة، ولا نزكيك ولا نزكيهم على الله !! ( احترامي الشخصي لدمائهم وأرواحهم الطاهرة) أمّا بالنسبة للجرحى ياريس .. مش مشكلة .. نقدر نداوي جروحهم ، وجروح ذويهم، بتعازينا ودموعنا .. ونعطيهم مدى عمرهم رواتب ومعاشات (زي معاشات السادات، وأكتر) تكفي وتزيد عن حاجتهم ، وطبعاً بالنسبة لتدبير الفلوس اللازمة ل كده ، أكيد مش مشكلة، رح نجمعها بكل تأكيد من اخواننا وأخواتنا بتوع الفجل، وأهالينا كبار السن، والعجزة ، وشبابنا الكريم العاطل ! ولا يكون مكسور لك ياريس خاطر !! كل ده بسيط، ومقدور عليه، ولكن لنا عندك ياريس طلب واحد : تدري أننا بنتكلف كتير من أموال الشعب الفقير المسكين على الهليكوبتر الملاكي كل يوم والتاني، اللي أنت مخصَّصها و مسَخّرها لسفرياتك من المركزالطبي العالمي للمحكمة المبجلة .. و رايح جاي، رايح وجاي، رايح جاااااااي ! وده بالتأكيد ياريس فيه استفزاز للجرحى وأهالي الجرحى اللي لسه مش لاقيين مراكز طبية عالمية، ولا حتى مستشفيات، ومستوصفات بلديه، لجروحهم اللي لسه بتنزف دم ، وبتنزف وجع ، ودموع !! وندري يا ريس أنك سليم وزي الحصان والحمد لله، وأن شبابنا نصفهم ما عندوش زيّ لياقتك الصحية دي اللي بتمكنك من ركوب الطيّارة للمحكمة رايح وجاي في نفس اليوم (بل في ساعات من اليوم) !! مش بنحسدك ياريس لا سَمَحَ الله، ولكن .. بنعرض عليك صفقة .. بأن ترحم أهالي الشهداء، والجرحى من الاستفزاز، وترحم ميزانيتنا وأموال شعبنا الفقير من مصاريف طيارات رايحة وطيارات جاية، كل يوم والتاني ياريس !! وده رح يكون في مقابل عرْض مغري نقدمه لسيادتك كشعب بأننا يا ريس : رح نتنازل عن جميع حقوقنا، وعن كل قضايانا المرفوعة ضدك .. ونقوم بثورة جديدة في العباسية أو ماسبيرو أو مصطفى محمود ، ونستعيد الشرعية في ايدينا مرة تانية، ونطالب ببراءتك من كل ما نسبناه إليك من جرائم مخلة بالشرف، و مضيِّعة للوطن !! وصدقنا يا ريس رغم أننا نعلم أنك لا تحمل على الاطلاق أية شهادة مدنية جامعية نعترف بها، إلا أننا خلاص كده بقينا مصدقين تماما بأنك تحمل بحق أعلى شهادة دكتوراة في العناد الكافر ! وصدقنا ياريس كان بودِّنا نهتف ونطالب برجوعك للحكم من تاني، لولا إنك تّسّرَّعْت، وخلعت نفسك بنفسك وتفضَّلت، وتكرَّمت ( وتخليْت !! ) اتركنا بس ياريس شوية لوحدينا مع أرواح الشهدا وأهاليهم ودماء الجرحى وذويهم ... "واحنا القتلى ، واحنا الثكلى، واحنا الشهدا، واحنا الجرحى زيَّيهم " : يا أرواح شبابنا الطاهرة ... ويا دموع، ودماء الجرحى، احنا أبدا مش ناسيينكم ، ولا ناكرين جميلكم وحقوقكم ... احنا رح نطالب الشعب بسّ بالصفح، و بالعفو !