واشنطن (رويترز) - قال مسؤولون في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) للكونجرس يوم الثلاثاء إن الولاياتالمتحدة لا تعد لبدء حملة من الضربات الجوية الساحقة بأسلوب "الصدمة والرعب" في سوريا ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية وإنها تتصور بدلا من ذلك حملة طويلة الأجل وعلى نطاق أضيق. وقال وزير الدفاع تشاك هاجل إن الخطة الحالية للجيش الأمريكي ستعرضها على الرئيس باراك أوباما يوم الأربعاء القيادة المركزية للجيش وإنها تتصور ضرب الملاذات الآمنة للتنظيم من أجل تدمير البنية التحتية والقدرات في مجال الامداد والتموين ومراكز القيادة. وقال رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي إن الضربات الجوية الساحقة ستضعف قدرات الدولة الإسلامية هناك مع استمرار الجهود على نطاق أوسع لهذه الغاية ومن ذلك تدريب مقاتلين سوريين في السعودية. وقال في كلمته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ "لن يكون ذلك مثل حملة "الصدمة والرعب" لأن هذه ليست ببساطة الطريقة التي يقوم عليها تنظيم الدولة الإسلامية. لكنها ستكون حملة متكررة ومتواصلة." وكان تعبير الصدمة والرعب قد شاع استخدامه لوصف الهجوم الجوي الأولي على بغداد في الحملة الأمريكية للإطاحة بصدام حسين في عام 2003 وهو يشير إلى عقيدة عسكرية تقوم على الاستخدام الكاسح للقوة لتقويض إرادة العدو على القتال. وكان الرئيس اوباما أعلن في كلمة نقلها التلفزيون الأسبوع الماضي أنه سيقود تحالفا للقضاء على الدولة الإسلامية لتخوض الولاياتالمتحدة في غمار صراعين لكل دولة في المنطقة تقريبا نصيب فيهما. وحاول هاجل وديمبسي إقناع الكونجرس بحجة أوباما في توسيع العمليات ضد المقاتلين السنة التي ستشمل ضربات جوية أمريكية في سوريا للمرة الأولى وكذلك مزيدا من الضربات والمستشارين العسكريين في العراق. وقد يجري تصويت في مجلس النواب الأمريكي هذا الأسبوع بشأن طلب أوباما تخصيص 500 مليون دولار لتسليح وتدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين في إطار هذا البرنامج. وقال هاجل إن تلك الأموال ستساعد على تدريب أكثر من 5000 مقاتل سوري في العام الأول لكنه أقر بأن هذا لن يكون سوى خطوة في تحويل دفة الأمور ضد مقاتلي الدولة الإسلامية. وقال هاجل "خمسة آلاف (مقاتل مدرب) هي مجرد بداية... هذا جزء من الداعي لأن يكون هذا الجهد جهدا طويل الأجل. وخمسة آلاف وحده لن يكفي لتحويل دفة الأمور. إننا ندرك ذلك." وقاطع محتجون معارضون للحرب جلسة مجلس الشيوخ مرارا وهتفوا بشعارات مثل " لا حل عسكريا". وتم إخراج محتج من القاعة وهو يرفع لافتة مكتوبا عليها "مزيد من الحرب يساوي مزيدا من التطرف." ويجاول أوباما التفرقة بين الحملة المتنامية التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية والحروب البرية التي تلقى معارضة شعبية شديدة في العراق وأفغانستان قائلا أنه لن يرسل قوات أمريكية في مهام قتالية. لكن هاجل أقر بأنه سيكون هناك نحو 1600 عسكري أمريكي في العراق لمواجهة خطر الدولة الإسلامية. وقال ديمبسي إنه لا نية لإشراك قوات في قتال مباشر لكنه لم يستبعد دورا بريا أعمق. وقال ديمبسي "إذا كانت قوات الأمن العراقية وقوات (البشمركة الكردية) في مرحلة ما مستعدة لاستعادة الموصل وهي مهمة أرى أنها ستكون معقدة للغاية فإنه من المحتمل أن يكون جزء من تلك المهمة هو تقديم المشورة بشأن القتال المتلاحم أو المصاحبة في تلك المهمة."