أكد السفير المتقاعد فاروق لوغ أوغلو، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة بتركيا، أن حزبه لم يحصل على ما كان يأمل في الحصول عليه في الاستحقاقين الانتخابيين الاخيرين (الانتخابات البلدية في 30 مارس، والرئاسية في العاشر من أغسطس الماضي) حيث كنا نسعي للفوز في بعض المدن الكبري مثل اسطنبولوأنقرة وآنطاليا، ولكننا فشلنا. وأوضح أوغلو، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أنه في الانتخابات الرئاسية، كان السباق غير متكافئ لأنه في جانب من الجوانب، رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الذي لم يتحتم عليه الاستقالة من منصبه بحكم القانون، إلا أنه طبقا لأخلاقيات وقيم الديمقراطية كان يجب عليه الاستقالة، ولكنه لم يفعل. وأضاف أن أردوغان استخدم كل مؤسسات الدولة والمنشآت العاملة لخدمة حملته، ولم يقف عند تطويع المؤسسات العامة والأموال العامة فقط لمصلحته، بل استخدم أيضا موظفي الدولة مثل المحافظين ومسؤولي البلاد الآخرين. وتابع أوغلو: "ويمكن قول الشئ نفسه على الإعلام الذي لم يلتزم بالحيادية فمنح أردوغان وحملته تغطية شاملة وفي نفس الوقت لم يمنح أكمل الدين إحسان أوغلو، مرشحنا للانتخابات الرئاسية، إلا تغطية بسيطة جدا. وقال إنه كان من الواضح أن مرشح المعارضة لم يحظ بالفرصة للتنافس على أساس من المساواة والتكافؤ، إلا أنه وبرغم كل ذلك ذهب مؤيدو حزب الشعب الجمهوري لصناديق الاقتراع في كل من الاستحقاقين وأدلوا بأصواتهم المؤيدة لمرشحينا في الانتخابات البلدية والرئاسية. وفي سؤال حول ما إذا كان من الضروري تغيير القيادات في الحزب الكمالي المعارض، أكد لوغ أوغلو أن الأمر يتوقف على أي طرف يجب أن نضع المسؤولية، فبطبيعة الحال قد تقول "إذا لم يتمكن حزبك من الفوز، فإن زعيم الحزب هو المسؤول عن ذلك"، وهذا حقيقي، ولكن يجب أن نعلم أن هذا الزعيم كان على دفة الحزب لمدة أربع أو خمس سنوات فقط، وهي ليست فترة قصيرة جدا، إلا أنه واجه تنظيما حزبيا موروثا من أزمنة غابرة، فهذا التنظيم الحزبي لم يكن يؤدي سياسيا بشكل جيد، فبدأ الحزب على هذا الوضع في الانتخابات البرلمانية في عام 2011، ثم خاض الانتخابات البلدية ثم مؤخرا الانتخابات الرئاسية، وقد بذل الحزب مجهودا طيبا ولم يكن يستطيع أن يؤدي أفضل من ذلك. وأكد أن زعيم الحزب كمال كليجدار أوغلو يسعى لتوسيع قاعدة تأييد الحزب، وخاصة القاعدة التقليدية الخاصة بيسار الوسط، والتي تبلغ حوالي 25%، فبهذه النسبة لن يكون لنا فرصة للوصول إلى السلطة، ولذلك فإن ما حاول عمله هو في الانتخابات المحلية، وعلى سبيل المثال في أنقرة وبعض المدن الأخرى، هو ترشيح شخصيات من أحزاب أخرى، وهو الأمر الذي أوجد لنا مشكلة داخل الحزب، وخاصة من قاعدة التأييد التقليدية به، وتحديدا ناخبي جناح اليسار أو الوسط. وأشار إلى أن عملية التغيير داخل الحزب آخذة في توسيع جاذبية الحزب للشعب التركي وما علينا إلا الاستمرار في هذا السبيل، فإذا كنا بالفعل نسعى للوصول إلى السلطة فعلينا أن نفوز بأكثر من 25%. وقال لوغ أوغلو إن هناك عدة أسباب وراء الفوز المستمر لحزب العدالة والتنمية بالاستحقاقات الانتخابية بينما نحن نخسر، فحزب العدالة يتبع سياسة استقطاب تقوم على مفهوم 50% من الأصوات... إلى جانب مفاهيم أخرى خاصة باللعب بالورقتين الطائفية (العلويين) والعرقية (الأكراد). وتابع: "حقا حزب العدالة والتنمية الحاكم يقدم خدمات وسلع للطبقات الفقيرة، ولكنه لا يقدم لهم وظائف، فهم يمنحون هذه الطبقات المعوزة القمح والمال ولكن هذه الطبقات تظل فقيرة، فهم لا يحصلون من الحكومة إلا على ما يقيم أودهم ليوم واحد فقط".