في المجتمع المصفوع بالكبر، ناصع التعالي، المرصع بالأغبرة ، قابر العقول هى نقش فرعونى تمحوه الحداثة، خاتم سليمان بعد ما هلك النبي خدامه، زنوبيا بعد ما وقت في أسر أورليانوس، فارس فقد سيفه وبترت أجزاءه، هى طليقة أو مطلقة تملأ يومياتها صفحات الراويات البائسة، تُعتقل داخل النصوص المهذبة لكبار الكاذبين. وها أنا أصبحت منهن أساطير من الأولين، وجبة شهية للكاتب، شجرة أحادية في صحاريه الجرداء، أسقي داوة أحباره فكراً، أتوسط أوراقه وانفعالاته ونظراته، وضحكات صغاره ، ويديه المتسللة إلى وطنِ المنكسر ومواساته. يواسينى وفي عيناه ساحة الإعدام والمشنقة ،ويُغرق أقداسي في نزيف الأتهامات ، يفتح ديار أوراقه لإبطاله لتدش فوق رأسي الكلمات، ينادي بإعلاء الحق وأننى ضاجعت ملائكة السماء في ليلة الإسراء، أننى أغترم الغرام مع سبق الأصرار، وهكذا يصقف الجمهور وتباع الكتب المقدسه للنخاسين. عامى الثالث بعد الثلاثون أندس في تموز آخر منكسر في وجه الحياة أطلُ فيه علي جيوش الوحدة، مصاحبة فضال أحلامى وخبزى وقلبي الكسير وأنت ونبيذ من الاحتراق لسلواى ورفيق جديد يؤرخ حكايتنا بالأدلة بلوحات تجمعنا بغيبات الحب ورسائل تقرفنا على بكرة أبينا، لنكون تيها للعالم على مر العصور. سأخبره بكل زييف عن الملك الرشيد بائع الرشاد في سوق العبيد عن نفسي التى لم تبقي جناح طيراً الا ورسمت عليه الحُلم الشريد. سأخفي أنى توصمت بك عاري وأسكنتك كعبتى بعدما كنت تسكن كعوب النساء، وأني بعت دياري لأبتاع سجائرك وسكنت أنا أبواب الكنائس وطلول المأذن، وقتلت سكان روحى وجسدى ولم أدفن أحد منهم وتطاردنى رائحتهم في الزوايا لأرضي حكامك وحاشيتك وسكان أرضك ودراويشك وخادمك المخبول، كنت تنام عى أسرة في الفردوس وأنام أنا علي ألواح عارية من الحديد، أتقاسم الأوجاع مع الليل، وتُنخر أجسادنا سوياً من البروده، كنت تستحم في أفراحى بأثواب الحداد المنفره ووجهك الكئيب يقتل الأعياد في قلبي، وكنت أتوضأ بخمرك وأصلي لك في أنجس بقاع الأرض "صدرك". سأخفي أنك قصفت عمر دفاترك كى ترسل مراسيل الشوق للنساء ولم تبقي لي ولو غلاف الدفتر لأرد لك أخبارى ، وأنى هاتفتك كثيراً وأرسلت لك حرقتى وصدمتى في صناديق الهدايا وكنت لك كالكلب الجائع علي الطريق فقل لي ياصديق كيف أبوح بأقدام ثوبي المبتور بعد هدوء النباح والرجاء يتفشي بين فِكاك لحمى والعظام ، وأنت تسوق الأوجاع إلي سيقانى وعلامات الهجر الصغرى والكبري تطوف ارجاءى بعد ما أعلنت قيامتك وأنا أخشي نيرانك فأتلصص علي الديار أمشي علي بطنى وراء الأحجبة أجمع أقمصة الطهر من خزائن ثياب العاهرات . أحببتك صغيراً وهذا ذنبي، ولكن ليس لي ذنب في أنى خلقت في مجتمع يرى امرأة الثلاثين كائنا محملًا بالأعيار أو الموت.