في ظل معاناة المصريين من أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتكرر على كافة محافظات الجمهورية بما فيها العاصمة والمدن والمنتجعات السياحة، لم يكتف المصريون فقط بالشكوى المعتادة بل إن تفاقم الأزمة تحول إلى حالة من الإلهام الساخر لدى المصريين الذين استغنوا عن كهرباء العصر الحديث بعبارة العصور الماضية "مصر منورة بأهلها". مواقع التواصل الاجتماعي كانت ساحة ساخنة لتبادل النكات والضحكات وانتشرت الصور الساخرة على يوميات مرتادي المواقع الشهيرة "فيس بوك" و "تويتر" و"انستجرام" ، بل إن كثيرا من راصدي انفعالات المصريين تجاه الأزمة أكدوا أن المصريين مهما تفاقمت ازماتهم واشتدت كروبهم إلا أن سلاح "خفة الظل" والسخرية لديهم كفيلة بالقضاء على أي توتر وتجاوز أي أحزان. "قوم ولعلك شمعة".. هكذا أجمع المصريون على أنه شعار المرحلة بعدما ارتفعت أسعار المولدات والكشافات التي تعمل بالشحن والبطارية ، بل ان من لديهم مولدات عجزوا عن توفير البنزين أو الوقود اللازم لتشغيلها ، إذن كل الطرق مظلمة ولا نجاة من ذلك لدى الغني والفقير على السواء إلا الابتسامة حتى يعود التيار. وزير الكهرباء نفسه - من واقع أن باب النجار مخلع - صرح بأن الكهرباء تقطع في بيته 4 مرات يوميا ، أملا في أن يهدئ ذلك من وتيرة الاستياء العام الذي يتأرجح بين الغضب تارة والسخرية تارة أخرى باعتبار ان الكرب كلما اشتد هان. "في أوروبا والدول المتقدمة ساعات الكهربا بتقطع.. في مصر ساعات بتيجي".. "في كل شارع في بلادي .. النور بيقطع ياولادي" ومن الجدير بالذكر "أن الحكومة تدرس قطع الكهرباء عن المصريين بالخارج حتى لا يشعرون بالغربة".. كل هذا وأكثر من النكات لم يمحو الظلام وانما قد يمحو العبوث والغضب على وجوه البعض. الصور المتبادلة والمقتبسة من حوارات الأفلام والأفشات الشهيرة هي الأخرى لم تنفك عن الانتشار بنطاق أوسع على صفحات الإنترنت ومواقع البحث والتواصل الاجتماعي ، غير أن الفكاهة كانت في الصور المبتكرة بالفوتوشوب مثلما وضع أحدهم "لمبة جاز" أعلى برج القاهرة في تعبير ساخر وموفق في وصف الحالة بأبلغ ما يكون. ربما تنقشع الأزمة قريبا ، لكنها لن تكون الأخيرة ولن تكون الأكثر إظلاما ، وبطبيعة الحال فإن المصريين وان تفاقمت مصائبهم لن يكتفوا بابتسامة واحدة ولن يجف منبع ضحكاتهم.