خلال 24 ساعة فقط أشهرت حكومة السيسي سيفها وقررت أن تضرب بقوة في الملف الذي لم يجرؤ أحد علي الاقتراب منه وهو أسعار الطاقة0 دخلت الحكومة في ملف الطاقة دون خجل أو رهبة. فقررت زيادة أسعار الكهرباء. وفي اليوم التالي مباشرة زادت أسعار البنزين والسولار بمتوسط زيادة في حدود 40٪. لتضع نفسها في مواجهة شعبية عنيفة. لا أعتقد إنها تؤثر علي استقرار النظام لكنها تخصم من شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي. مصر مقبلة علي أيام في غاية والصعوبة. ولا بد من شخص يتحمل نتيجة الانهيار الاقتصادي الكبير الذي ضرب مصر منذ 25 ينتير 2011 وحولها من دولة صاعدة اقتصاديا. الي دولة علي وشك الإفلاس بعد أن سجلت ديونا داخلية وخارجية غير مسبوقة. علاوة علي ان الاقتراض أصبح الحل الوحيد لتلبية احتياجات الدولة والمواطنين. وقد رأينا في الموازنة العامة للدولة للعام القادم الذي يبدأ من الأول من يوليو ان هناك 240 مليار جنيه عجزا في موازنة العام القادم. وبالمناسبة هذا عجز مبدئي وليس نهائيا وتشير التقديرات إلي أن العجز قد يصل إلي 300 مليار جنيه بنهاية العام القام. أي أن مصر الوطن في أزمة عنيفة جدا. وتحتاج إلي قرارارت صعبة جدا من نوعية زيادة أسعار الكهرباء والبنزين وغيرها من القرارات الموجودة داخل الجراب ولا نعلم عنها شيئا. في المحصلة النهائية قد تفلح القرارات الاقتصادية الصعبة في انقاذ الوطن. لكن المشكلة الأكبر التي لم يتحسب لها مساعدو السيسي ومستشاروه الاقتصاديون ان الشعب المصري يتجه بهذه القرارات إلي الفقر سريعا مارش. الفقراء سيزدادون فقرا. والطبقة الوسطي ستتأكل لتنضم إلي الطبقة الفقيرة. وأخيرا تتحول مصر إلي طبقتين فقيرة وغنية. وحين تضيع الطبقة الوسطي تغقد البلد عقلها ومناعتها. وتصبح عرضة لكل الاختراقات الممكنة وغير الممكنة. ومن ثم تتراجع ثقافيا وعلميا واجتماعيا وتنتهي الحضارة. أنقذ السيسي الاقتصاد المصري. لكنه للأسف ودون أن يدري يفقد جمهوره ويفقد وطنه ويفقد مناعته. وسيكتشف في النهاية إنه أصبح وحيدا مع مستشاريه.