الرئيس يدعو الأغنياء للتبرع للدولة المصرية.. وخبراء: التبرع للدولة يحقق مبدأ التكافل الاجتماعي الإسلامي صور التبرع في الإسلام الهبات والعطايا والصدقات بأنواعها مبدأ التبرع للدولة لا علاقة له بالاشتراكية تبرع الأغنياء لإعانة بلدانهم منتشر في دول عدة حول العالم بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفسه، وتبرع بنصف ثروته لإصلاح الاقتصاد المصري، داعيا رجال الأعمال وأغنياء المجتمع للاحتذاء به والتبرع بقدرٍ من أموالهم لصالح مصر، البعض أكد أن تلك الدعوة ترتكز على مبدأ التكافل الاجتماعي المعمول به في الإسلام، كما نفى آخرون أن تكون لها أي علاقة بالفكر الاشتراكي. وفي هذا الشأن أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه يقر باسم علماء الشريعة الإسلامية، صحة وسلامة دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للتبرع من أجل الدولة المصرية، سواء من خلال الهبات أو العطايا أو التبرعات، مؤكدا أنها تعد من أعلى وسائل التقرب لله في الأزمة التي تمر بها البلاد. وأضاف كريمة في تصريحات خاصة ل "صدى البلد"، أنه وفقا لدراسة أعدها في السابق تتعلق بإعانة ميزانية الدولة من المنظور الإسلامي، فإن التمويل الإسلامي يتنوع بين القرض الحسن، والصدقات المفروضة وغير المفروضة والصكوك الإسلامية، وفقا لقول الله تعالي " وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ". وتابع : " إعانة الدولة من خلال التبرعات تأتي في إطار فكرة التكافل الاجتماعي". وأشار كريمة إلى أن النبأ ورد بأن النبي، صلى الله عليه وسلم، استلف من عمه العباس صدقة سنتين معجلتين لدعم بيت مال المسلمين، وأن من الموارد التي عرفت لدعم بيت المسلمين الهبات والأوقاف والصدقات المفروضة من مصر في " الغارم " و" في سبيل الله "، إضافةً للصدقات التطوعية، مستشهدا بقول رسول الله "خير الناس أنفعهم للناس". ولفت إلى موقف العزيز بن عبد السلام الذي أمر أمراء المماليك بالتنازل عن أموالهم، كما طلب من كبار التجار إخراج جزء من أموالهم صدقة. ومن الناحية الاقتصادية، أكد الدكتور رشاد عبده رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، أن "دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لجمع التبرعات بحملة "تحيا مصر" ليست على الإطلاق خطوة نحو الاشتراكية"، لافتًا إلى أن "فكرة تبرع الأغنياء لإعانة بلدانهم منتشرة في دول عدّة حول العالم منها أمريكا الرأسمالية". وقال عبده، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، إن "الاشتراكية تجبر الأغنياء على التخلي عن أموالهم، أما الرئيس فقد بدأ بنفسه لتشجيع رجال الأعمال والفنانين ولاعبي الكورة للتبرع للوطن، مما يمكن تسميته خطوة على طريق إصلاح الاقتصاد المصري". وأضاف: "أغنى رجل في الولاياتالمتحدة تبرع منذ ثلاث سنوات بنصف ثروته لمساعدة الفقراء في العالم، كما سبق وتبرع رجل أعمال باكستاني بمليار دولار بعد وقوع أعمال المصادمات في باكستان". وأشار عبده إلى أن "الاقتصاد المصري بالتأكيد لن يكون معتمدا فقط على فكرة التبرعات"، مؤكدا أن "هناك سعيًا نحو إصلاح المنظومة الكاملة بدليل إنشاء لجنة للإصلاح التشريعي بحيث تجذب مواد التشريع الاستثمارات وتشجعها"، لافتا إلى أن "هناك نتائج منظرة من مؤتمر شركاء التنمية بعد رمضان، ومن الشركتين الأمريكية والفرنسية اللتين طلب منهما الخروج ببرنامج لإصلاح الاقتصاد". ودعا الرئيس إلى إنشاء مجلس إدارة من أعضاء موثوق فيهم، ومن الأفضل أن يكونوا متطوعين للإشراف على الأموال التي ستحصل عليها حملة "تحيا مصر"؛ للتأكد من صبها في أولوياتها، حتى لا يتم تكرار ما حدث لأموال صندوق 306306.