اتهم الزعيم الايراني الأعلى يوم الأحد الولاياتالمتحدة بمحاولة استعادة السيطرة على العراق باستغلال التنافسات الطائفية في حين تقدم متشددون سنة نحو بغداد من معاقل جديدة على امتداد الحدود السورية. وجاءت ادانة آية الله علي خامنئي للتحرك الأمريكي في العراق بعد ثلاثة أيام من عرض الرئيس باراك اوباما ارسال 300 مستشار عسكري استجابة لمطالب من الحكومة العراقية بتقديم دعم. وتتعارض تصريحات خامنئي مع التكهنات بامكانية التعاون بين العدوين القديمين واشنطنوطهران للدفاع عن حليفهما المشترك في بغداد بعد المكاسب الميدانية السريعة التي حققها اسلاميون سنة على مدى اسبوعين. واجتاح مسلحون يوم الاثنين معبرا حدوديا ثانيا على الحدود السورية مع مواصلة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام سعيه لاقامة دولة خلافة تمتد عبر حدود البلدين. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن خامنئي قوله "نعارض بقوة تدخل الولاياتالمتحدة أو غيرها في العراق." وأضاف "لا نوافق عليه لأننا نعتقد أن الحكومة العراقية والأمة والسلطات الدينية قادرة على انهاء الفتنة." وفسر بعض المراقبين العراقيين تصريحاته بأنها تحذير من محاولة انتقاء أي خليفة لرئيس الوزراء نوري المالكي وسط تكهنات بأنه ربما يدفع لترك منصبه بسبب أزمة يحمله كثيرون في الغرب المسؤولية عنها بعد ثماني سنوات من اثارة الحكومة التي يقودها الشيعة نفور الاقلية السنية. وقال وزير الخارجية الامريكي جون بيري اثناء زيارته للقاهرة إن الولاياتالمتحدة تريد أن يجد الشعب العراقي قيادة تمثل كل طوائف البلاد وإن كان كرر موقف أوباما بقوله إن واشنطن لن تنتقي أو تختار أولئك القادة. وأضاف "تود الولاياتالمتحدة أن يجد الشعب العراقي قيادة مستعدة لتمثيل كل شعب العراق.. مستعدة ألا تقصي أحدا وأن تتقاسم السلطة." وبدت حكومتا ايرانوالولاياتالمتحدة منفتحتين على امكانية التعاون ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام السني المتشدد والذي يحارب الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة وتدعمها واشنطن كما يحارب الرئيس السوري بشار الاسد الذي تدعمه ايران لكن واشنطن تريد الاطاحة به. وقال خامنئي وهو صاحب الكلمة النهائية في امور الدولة الشيعية "تحاول السلطات الأمريكية تصوير هذا على انه حرب طائفية لكن ما يجري في العراق ليس حربا بين الشيعة والسنة." واتهم واشنطن باستخدام الاسلاميين السنة واتباع الزعيم العراقي المخلوع صدام حسين. واضاف "امريكا تريد عراقا تحت هيمنتها ويحكمه اتباعها." وفوجئت طهرانوواشنطن بالتقدم السريع للهجوم الذي يقوده تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام والذي استولى منذ العاشر من يونيو حزيران على مساحات واسعة في شمال العراق وغربه بما في ذلك مدينة الموصل اكبر مدن الشمال. وقال شهود ومصادر أمنية إن تنظيم الدولة الاسلامية تقدم يوم الأحد شرقا من موقع على الحدود السورية العراقية تم الاستيلاء عليه حديثا وسيطر على ثلاث بلدات في محافظة الانبار العراقيةالغربية بعدما استولى على الموقع الحدودي قرب بلدة القائم يوم السبت. واستولى مقاتلو التنظيم اليوم على معبر الوليد أيضا. وتساعد المكاسب تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام في تأمين خطوط الامداد إلى سوريا حيث استغل حالة الفوضى الناجمة عن الانتفاضة التي بدأت قبل ثلاث سنوات على حكم الرئيس بشار الأسد. ويعتبر التنظيم الاسلامي المتشدد أقوى فصيل بين الجماعات السنية المسلحة التي استولت على مدينة الفلوجة غربي بغداد واستولت على اجزاء من الرمادي عاصمة محافظة الانبار في بداية العام الجاري. وكان سقوط القائم بمثابة خطوة أخرى صوب تحقيق الأهداف العسكرية للتنظيم بازالة الحدود السياسية التي رسمتها القوى الاستعمارية قبل نحو قرن من الزمان. وتشمل مكاسب التنظيم اليوم بلدتي راوة وعانة على امتداد نهر الفرات شرقي القائم بالاضافة إلى بلدة الرطبة إلى الجنوب والتي تقع على طريق يؤدي إلى الأردن من بغداد. وقال مسؤول بالمخابرات العسكرية إن القوات انسحبت من راوة وعانة بعد أن هاجم المسلحون البلدتين في ساعة متأخرة يوم السبت. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "انسحبت قوات الجيش من راوة وعانة والرطبة صباح اليوم وسرعان ما استولى تنظيم الدولة الاسلامية على هذه المدن بالكامل... أخذوا عانة وراوة صباح اليوم دون قتال." وقال المتحدث العسكري اللواء قاسم الموسوي إن الانسحاب من البلدات كان مقصودا لضمان "القيادة والسيطرة" وللسماح للقوات باعادة تجميع صفوفها وانتزاع المناطق مجددا.