هل إجازة 6 أكتوبر 2025 الإثنين أم الخميس؟ قرار الحكومة يحسم الجدل    المتخصصين يجيبون.. هل نحتاج إلى مظلة تشريعية جديدة تحمي قيم المجتمع من جنون الترند؟    سعر الذهب اليوم السبت 4-10-2025 بعد الارتفاع الكبير بالصاغة.. عيار 21 الآن بالمصنعية    أسعار الفراخ اليوم السبت 4-10-2025 في بورصة الدواجن.. سعر كيلو الدجاج والكتكوت الأبيض    أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 في الأسواق المصرية    شهادات البنك الأهلي ذات العائد الشهري.. كم فوائد 100 ألف جنيه شهريًا 2025؟    أول تحرك من الرئيس الفلسطيني بعد قبول حماس خطة ترامب ووقف إسرائيل عملياتها بغزة    سيناريوهات تأهل منتخب مصر ل ثمن نهائي كأس العالم للشباب 2025    يتطلع لاستعادة الانتصارات أمام المحلة| الزمالك ينفي رحيل عواد.. وينهي أزمة المستحقات    الأهلي يسعى لصعق «الكهرباء» في الدوري    «شغلوا الكشافات».. إنذار جوى بشأن حالة الطقس: 3 ساعات حذِرة    رغم تحذيراتنا المتكررة.. عودة «الحوت الأزرق» ليبتلع ضحية جديدة    في ذكرى حرب أكتوبر 1973.. نجوم ملحمة العبور والنصر    في الدورة ال 33.. أم كلثوم نجمة مهرجان الموسيقى العربية والافتتاح بصوت آمال ماهر    مسلسل ما تراه ليس كما يبدو.. بين البدايات المشوقة والنهايات المرتبكة    "بالرقم الوطني" خطوات فتح حساب بنك الخرطوم 2025 أونلاين عبر الموقع الرسمي    كأس العالم للشباب.. أسامة نبيه يعلن تشكيل منتخب مصر لمواجهة تشيلي    ثبتها حالا.. تردد قناة وناسة بيبي 2025 علي النايل سات وعرب سات لمتابعة برامج الأطفال    رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد إطلاق المركز الثقافي بالقاهرة الجديدة    وسائل إعلام فلسطينية: إصابة شابين برصاص الاحتلال خلال اقتحام قلقيلية واعتقال أحدهما    مصرع فتاة وإصابة آخرين في حادث تصادم سيارة بسور خرساني بمنشأة القناطر    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم بالطريق الدائري بالفيوم    اليوم.. إعادة محاكمة شخصين في خلية بولاق الدكرور الإرهابية    عبد الرحيم علي ينعى خالة الدكتور محمد سامي رئيس جامعة القاهرة    البابا تواضروس: الكنيسة القبطية تستضيف لأول مرة مؤتمر مجلس الكنائس العالمي.. وشبابنا في قلب التنظيم    حرب أكتوبر 1973| اللواء سمير فرج: تلقينا أجمل بلاغات سقوط نقاط خط بارليف    «نور عيون أمه».. كيف احتفلت أنغام بعيد ميلاد نجلها عمر؟ (صور)    "أحداث شيقة ومثيرة في انتظارك" موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الموسم السابع على قناة الفجر الجزائرية    مستشفى الهرم ينجح في إنقاذ مريض ستيني من جلطة خطيرة بجذع المخ    تتقاطع مع مشهد دولي يجمع حماس وترامب لأول مرة.. ماذا تعني تصريحات قائد فيلق القدس الإيراني الأخيرة؟    اليوم، الهيئة الوطنية تعلن الجدول الزمني لانتخابات مجلس النواب    اسعار الذهب فى أسيوط اليوم السبت 4102025    بيطري بني سويف تنفذ ندوات بالمدارس للتوعية بمخاطر التعامل مع الكلاب الضالة    نسرح في زمان".. أغنية حميد الشاعري تزيّن أحداث فيلم "فيها إيه يعني"    الخولي ل "الفجر": معادلة النجاح تبدأ بالموهبة والثقافة    مواقيت الصلاة فى أسيوط اليوم السبت 4102025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الأقصر    بعد أشمون، تحذير عاجل ل 3 قرى بمركز تلا في المنوفية بسبب ارتفاع منسوب النيل    موعد امتحانات شهر أكتوبر 2025 لصفوف النقل.. التعليم تحدد تفاصيل أول اختبار شهري للطلاب    الرد على ترامب .. أسامة حمدان وموسى ابومرزوق يوضحان بيان "حماس" ومواقع التحفظ فيه    هدافو دوري المحترفين بعد انتهاء مباريات الجولة السابعة.. حازم أبوسنة يتصدر    تامر مصطفى يكشف مفاتيح فوز الاتحاد أمام المقاولون العرب في الدوري    حمادة طلبة: التراجع سبب خسارة الزمالك للقمة.. ومباراة غزل المحلة اليوم صعبة    "حماس" تصدر بيانا هاما ردا على خطة ترامب-نتنياهو.. ومحللون: رد ذكي وشامل    احتفاء واسع وخطوة غير مسبوقة.. ماذا فعل ترامب تجاه بيان حماس بشأن خطته لإنهاء حرب غزة؟    تفاعل مع فيديوهات توثق شوارع مصر أثناء فيضان النيل قبل بناء السد العالي: «ذكريات.. كنا بنلعب في الماية»    «عايزين تطلعوه عميل لإسرائيل!».. عمرو أديب يهدد هؤلاء: محدش يقرب من محمد صلاح    لبحث الجزر النيلية المعرضة للفيضانات.. تشكيل لجنة طوارئ لقياس منسوب النيل في سوهاج    "مستقبل وطن" يتكفل بتسكين متضرري غرق أراضي طرح النهر بالمنوفية: من بكرة الصبح هنكون عندهم    تفاصيل موافقة حماس على خطة ترامب لإنهاء الحرب    محيط الرقبة «جرس إنذار» لأخطر الأمراض: يتضمن دهونا قد تؤثرا سلبا على «أعضاء حيوية»    عدم وجود مصل عقر الحيوان بوحدة صحية بقنا.. وحالة المسؤولين للتحقيق    ضبط 108 قطع خلال حملات مكثفة لرفع الإشغالات بشوارع الدقهلية    لزيادة الطاقة وبناء العضلات، 9 خيارات صحية لوجبات ما قبل التمرين    الشطة الزيت.. سر الطعم الأصلي للكشري المصري    هل يجب الترتيب بين الصلوات الفائتة؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم الجمعه 3 أكتوبر 2025 اعرفها بدقه    تكريم 700 حافظ لكتاب الله من بينهم 24 خاتم قاموا بتسميعه فى 12 ساعة بقرية شطورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زيدان ل"عكاظ": خطر التقسيم يهدد ليبيا.. و"الإخوان" يخططون لخطف الدولة
نشر في صدى البلد يوم 15 - 06 - 2014

اتهم رئيس وزراء ليبيا السابق علي زيدان، جماعة الإخوان بأنها تريد تحويل ليبيا إلى أفغانستان أو صومال جديدة لإرساء قواعد الإرهاب ونشر العنف واختطاف الدولة والشعب، مؤكدا أن ليبيا لا تريد الإخوان وتنبذ التطرف واستغلال الدين كوسيلة للوصول إلى مكاسب سياسية، وأن ليبيا لن تستقيم إلا بنظام مدني ديمقراطي معتدل.
وانتقد في حوار لصحيفة "عكاظ" السعودية اليوم قانون "العزل السياسي"، معتبرا أنه فرغ الدولة من الكوادر والتكنوقراط ولذلك لم تؤد الوزارات دورها كما ينبغي -على حد قوله، وقال إن حكومتي عبدالله الثني وأحمد المعيتيق "غير شرعيتين"، وسيؤدي إصرارهما على فرض نفسيهما بالقوة إلى انفصال ليبيا وتقسيمها من الداخل، وأضاف أن المنطقة الشرقية من البلاد خارج سيطرة الدولة، والمنطقة الغربية تتحكم فيها مليشيات مسلحة متفرقة.
وأشار إلى أنه عندما غادر البلاد قبل قرابة ثلاثة أشهر إنما أراد أن يعطي فرصة للمؤتمر الوطني لإثبات وجوده في إدارة شؤون الدولة ، ولكن المؤتمر أبرز قدرته فقط على بث الدمار والإفساد وسوء الإدارة وعدم المعرفة - على حد قوله - مؤكدا أنه سيعود إلى البلاد قريبا.
وحول رؤيته للوضع الراهن في ضوء وجود حكومتين وبرلمان منقسم على نفسه، قال زيدان "الوضع الحالي هو أمر متوقع ومنتظر، فنحن من وجهة نظرنا أن لا تتم إقالة الحكومة ، كي تواصل عملها حتى تتم الانتخابات، لكن جماعة الإخوان المسلمين وحزب "كتلة الوفاء لدم الشهداء" ، وهما كتلتان متطرفتان في المؤتمر الوطني ، كانا يريدان من البداية تسخير إمكانيات الدولة لتوفير الأموال اللازمة للقيام بعمل سياسي يؤدي إلى الاستيلاء على ليبيا وتوليهم شئون الحكم فيها، وتسخير هذه الدولة لخدمة الحركات المتطرفة والحركات المؤيدة للعنف والإرهاب في العالم.
وقد جلبوا من كل حدب وصوب العديد من الذين قدموا من بلدانهم لامتهان واحتراف الإرهاب ، من أفغانستان وقندهار ومن الصومال ، أو محاكاة ما يحدث في نيجيريا وغرب أفريقيا ، ليتجمعوا في ليبيا ، حتى تكون معبرا ما بين مالي وسوريا ، تزود بالسلاح وبالذخائر والمتفجرات لنشر الإرهاب في العالم.
وقد وقفت الحكومة من البداية أمام هذه الفئات ، وحاولت أن تحول بينها وبين التمكن من الدولة ، فتمردت مع مجموعة من المؤيدين لها في داخل المؤتمر ، وحاولوا أن يقيلوا الحكومة بإجراءات باطلة ، وتوخيا لعدم إشعال فتنة تتسبب في سفك دماء الليبيين، ابتعدنا لأكثر من شهرين. ولكن الوضع ظل يتطور دراماتيكيا بشكل مؤسف ، حيث تداعت الدولة ومؤسساتها ، وانقسم المؤتمر الوطني بعد أن شكلت الحكومة الأولى التي كلف بها عبدالله الثني بإجراءات باطلة تم الطعن فيها ، أيضا كلف أحمد معيتيق لاحقا بإجراءات أكثر مخالفة وكلها باطلة ، وهذا المشهد هو بكل المعايير مهزلة وسخرية ويمثل عارا في تاريخ ليبيا ، بدليل صدور حكم المحكمة بعدم شرعية حكومة معيتق مؤخرا.
وعن المشهد الآن في ليبيا ، أوضح أن المشهد الآن متداع، فالمنطقة الشرقية من البلاد خارج سيطرة الدولة ، والمنطقة الغربية تتحكم فيها مليشيات مسلحة متفرقة ، والحكومة التي يرأسها عبدالله الثني "باطلة معاقة" بسبب محافظ البنك المركزي الذي تم ضبطه من قبل أحد التيارات التي يميل إليها، فقرر تعطيل ومنع عمليات الصرف والإنفاق على الحكومة ، وتم أيضا الاستحواذ على المؤتمر من خلال السيطرة على رئيسه ، وأصبحت هذه الحوادث المشينة والمعيبة تشكل عارا في تاريخ السياسة الليبية، بعد انتشار الاتهامات والمشاهد الفضائحية التي باتت تطغى على سير بعض أعضاء المؤتمر.
ونتيجة لذلك أعلن جزء من الأعضاء انفصالهم وإعلان انتهاء صلاحياته ، واتجهوا برؤيتهم إلى المنطقة الشرقية والتقوا بالعديد من الوجهاء والأعيان في مختلف المناطق، وتفاعلت مدينة بنغازي مع الأمر ومنعت أعضاءها من حضور المؤتمر ، وقرروا أيضا منع من قرر حضور المؤتمر من الذهاب إلى بنغازي. وبالتالي فإن المشهد من جميع الجوانب أصبح مشهدا مرتبكا ، منذ أن أقدمت كتلتا (الإخوان والوفاء لدم الشهداء) على خطوات غير عاقلة وغير مسؤولة أدت إلى تداعي الظلم.
وعن رؤيته لدور الإخوان المسلمين فيما يجري في البلاد ، قال "كما يعلم الجميع فان ل"جماعة الإخوان" تاريخا مشهورا بالمؤامرات والدسائس والإساءة لمن يحسن إليها، والمملكة خير دليل على ذلك، وأصبحت هذه الجماعة تستخدم كل الوسائل دون أي حياء من أجل أن تطور وتحول المشهد في ليبيا إلى مشهد مأساوي يعيدها ليس إلى المربع الأول بل إلى أدنى الدرجات تحت المربع الأول ، لتتمكن من السيطرة على البلاد ، لكن هذه الفئة قوبلت بغضب شعبي في كل المناطق من خلال المظاهرات ، والدلائل تشير إلى أن ليبيا لا تريد الإخوان وتنبذ التطرف واستغلال الدين كوسيلة للوصول إلى مكاسب سياسية ، هذا هو المشهد الفعلي ، وليبيا لن تستقيم إلا بنظام مدني ديمقراطي معتدل.
وتابع " الشيء الآخر، نحن نرفض استغلال الدين للوصول إلى السلطة، خاصة أن عنصر الدين في ليبيا معالج في صميم الدستور، وديننا في ليبيا هو دين الإسلام ، وأي أمر مخالف للشريعة ممنوع في ليبيا ومحرم ، وهذا ما ينص عليه الدستور، ولا نريد أكثر من ذلك، والمساجد يجب أن تكون تحت سيطرة الدولة وإمرتها وتنظيمها تحت وزارة الأوقاف.
ومن يتكلم في المساجد ينبغي أن يكون مصرح له ومحدد له وجهة الحديث حتى لا تستخدم المساجد لغير العبادة ، حيث يقول تعالى (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)، وبالتالي ليس من حق أحد أن يستعمل المسجد كمنبر سياسي أو فكري يدعو فيه إلى فكره أو إلى سياسته ، والإسلام الذي يدين به كل الليبيين هو الإسلام الوسط البعيد عن العنف والإرهاب والتطرف ، والبعيد عن استعمال الدين استعمالا لا يليق به ، لتمكين المستبدين والمتسلطين.
وعن مستقبل ليبيا وهل هي في طريقها إلى التقسيم كما حدث في السودان، قال "إذا أصر الإخوان في المنطقة الغربية على موقفهم ، وإذا استمرت الفئة التي تدعم الحكومة التي يراد أن تقر باطلا وبهتانا وتفرض على الشعب الليبي ، فأتوقع ليس أن تنقسم ليبيا إلى جزءين بل من الممكن أن تنقسم إلى ثلاثة أجزاء ، لأن أهل الشرق والجنوب في غاية الاستياء مما يحدث في طرابلس ، خاصة أن هناك فئات في طرابلس ترى أن ليبيا منحصرة في 100 كيلومتر حول العاصمة فقط، وتنظر إلى بقية المناطق في ليبيا بنظرة تهميشية.
وتابع "إذا أراد الشعب وحدة الوطن، فيجب أن يكون لدى الجميع آمال وتطلعات بأن تتحول الأمور إلى الأفضل كما حدث في ثورة 17 فبراير، وأن توزع الثروة والخدمات وإمكانيات الدولة على كافة المناطق لكي تنمى تنمية مكانية جيدة وعادلة ويتحقق الرفاه والحياة الكريمة لكل الناس. لقد كانت هذه هي أمنية الجميع.
لكن منذ أن تسللت الفئات التي أشرنا إليها مسبقا إلى داخل المؤتمر بعد أشهر قليلة من 17 فبراير، وأرادت أن تحول ليبيا إلى أفغانستان أو صومال جديدة حتى تتمكن من السلطة، ضيعت علينا هذه الفئات الفرصة ووضعتنا في هذا الوضع المأساوي، بالرغم أن هذه الفئات لا تتعدى بضع مئات إلا أنهم استنصروا بإرهابيين من الخارج من مختلف البلدان لإرساء الإرهاب ونشر العنف واختطاف الدولة والشعب. حيث حاول هؤلاء اختطاف مصر، ويريدون الآن اختطاف ليبيا.
وعن رؤيته ل«عملية الكرامة» التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر والدور الذي يقوم به، أوضح أن محاربة ومواجهة الإرهاب والكتائب المسلحة التي أصبحت خارجة عن سلطة الدولة، هو أمر نتفق عليه جميعا سواء قاده اللواء حفتر أو غيره، وذلك لأنه مواطن ليبي ومن حقه أن يشارك سواء في العمل العسكري أو السياسي، ولكن ينبغي أن يكون هناك فصل بين العملين، فالعمل السياسي يأتي من خلال قبول الشعب وصناديق الاقتراع والانتخاب الحر وما يقرره الدستور من إجراءات لتنظيم تداول السلطة، ولا ينبغي لعسكري أن يمارس السياسة.
وأضاف "اللواء حفتر، كمواطن ليبي يحظى بالشكر لمكافحة الإرهاب والتطرف والعنف وفي إعادة بناء الجيش وتنظيمه، وكل الناس ترحب بعملية الكرامة التي يقودها، ولكن إذا أراد أن يدخل مجال السياسة فعليه أن يترك العسكرية وينصرف عن العمل بالجيش كلية، ثم يتقدم ويرشح نفسه، وإذا قبله الناس كان بها، وإذا لم يقبلوا به، فمجال العمل للوطن واسع، ويستطيع أن يخدم وطنه من أي منصة حتى لو لم يكن في قمة السلطة".
وعن السيناريوهات المطروحة لخروج ليبيا من هذه الأزمة، أكد أن "خروج ليبيا من هذا النفق المظلم يتطلب أن تستمر الحكومة الحالية حتى نهاية الانتخابات (حكومة عبدالله الثني أو الحكومة التي ترأستها)، وقد تقدمت بالطعن في حكومة الثني، وفي حال قبول الطعن سيكون لي رأي في هذا الموضوع لاحقا، لكن الحكومة الشرعية هي الحكومة التي أرأسها حتى لو قررت ألا أرأسها في المستقبل.
وهذه الحكومة هي التي يجب أن تستمر لأنها هي التي انتخبت مع المؤتمر الوطني العام من بدايته، ولكن لاأريد لحكومتي أن تقال باطلا بطريقة مخالفة للنظام الأساسي للمؤتمر الوطني العام واللائحة الداخلية. ولذلك كانت حكومة أحمد معيتيق مرفوضة على مستوى الشارع، حيث شاهدنا المظاهرات في طرابلس والبيضاء وبنغازي وفي مختلف المناطق، وإذا هي فرضت نفسها بالقوة رغم الاعتراف بعدم شرعيتها، فالنتيجة الحتمية هي التقسيم والانفصال، لأن من يتردد في التعامل معهم سيكونون أبطالا في نظر عامة الشعب، وسيتقدمون المشهد، وستذهب ليبيا حينها مذهبا آخر.
وبسؤاله كيف تطعن في شرعية حكومة عبدالله الثني وأنت من خرجت من ليبيا، قال ليس لحكومة الثني أي شرعية لأنني لم أسلم له الحكومة ولم أعترف بتعيينه، ولذلك قمنا بالطعن وفي انتظار رد القضاء.
وتابع "في مسألة مغادرتي لليبيا، فقد خرجت لأنني لم أرد أن يكون هناك اقتتال بين من كان يحرسني من الكتائب والكتائب الأخرى، والأمر الآخر هو أنني خرجت لكي أفسح المجال للآخرين إذا كانت المشكلة والخلافات تتعلق بشخصي، ولكن للأسف تفاقمت الأمور ودب الخلاف بين الحكومة والمؤتمر وبين أعضاء المؤتمر. وأنا لم استقل بالرغم من كل الضغوطات، وخاصة بعد نصيحة من مدير المخابرات السابق، الذي قال لي حرفيا (أنت صمام أمان لهذه البلاد وينبغي ألا تستقيل).
بالإضافة إلى أن أكثر من 94 عضوا في المؤتمر طلبوا مني ألا أستقيل، وكان وجودي في الحكومة للحيلولة دون تمكن الجماعات المتطرفة بما فيهم «الإخوان» من مفاصل الدولة والاستيلاء عليها، وثانيا الحفاظ على الوفاق الوطني والموائمة بين مختلف الفئات، وقد أفلحنا إلى حد كبير في هذا الموضوع من خلال الحكومة التي ترأستها.
وعن عدم تطور وتحسن الأمور خلال فترة عمله قال "الأمور لم تتطور بسرعة لأن طبيعتها هكذا، فلا بد أن تأخذ وقتها ولابد أن تسير ببطء لأن أوضاع الدولة لا تسمح بغير ذلك، ولم يكن هناك إمكانية لأن نعمل أكثر مما عمل، ولأن كل الأوضاع الموجودة في البلاد معوقة وتعمل في اتجاه عدم تمكين الدولة من الإسراع في الإنجاز، خاصة أن قانون «العزل السياسي» وقانون «النزاهة» فرغ الدولة من كافة الكوادر والأطر التي ينبغي أن تعمل فيها سواء فنيا أو إداريا على مختلف مستويات الإدارة الدنيا والوسطى والعليا، وبالتالي كيف ستتحرك الدولة دون هؤلاء.
وعن دوره في المرحلة المقبلة، قال "لم أكن أرغب في الوصول إلى أي منصب قيادي في الدولة ولا لرئاسة الحكومة، ولكنها جاءت بتطورات طبيعية وكأمر واقع، واضطررت أن أقبل بالمنصب وفاء باستحقاقات الوطن في تلك المرحلة.
والآن أنا مستعد للقيام بدوري في خدمة البلاد، سواء في إصلاح ذات البين بين مختلف الأطراف وتجميعها، أو في التفكير مع بقية السياسيين في ليبيا من أجل إيجاد آفاق توفر مخرجا للبلاد مما هي فيه، والسعي لإحياء الدور المهم للسلك الدبلوماسي الليبي وترتيب العلاقات مع مختلف الدول والمنظمات الدولية على جميع المستويات بصفة عامة، حيث قضيت معظم حياتي العملية في العمل الدبلوماسي.
وعلى الصعيد الداخلي، سأعمل على التوفيق بين مختلف الأقاليم والمناطق والقبائل وباقي الفئات، من أجل الوصول إلى رؤية مشتركة تجمع بين الليبيين وتحقق الوحدة والمصالحة الوطنية، والعمل على تجاوز السلبيات التي أفسدها قانون «العزل السياسي»، واستيعاب كافة الليبيين الموجودين في الخارج والداخل وكل من وقع عليهم الإقصاء والتهميش والإبعاد كونهم محسوبين على النظام السابق، كل هذه الأمور سأساهم فيها من أي موقع، ولذلك سأعود للبلاد، وانا أخدم الوطن من موقعي الآن في الخارج، خاصة أنني أمضيت هناك فترة طويلة وأبنائي في سنوات دراستهم الجامعية ولا يستطيعون مغادرة مواقع دراستهم والعودة إلى ليبيا كلية.
وعن توقيت عودته إلى ليبيا، أضاف "ذهابي إلى ليبيا سيكون في الأيام القليلة المقبلة، وقضية عودتي بحاجة إلى ترتيبات إدارية فقط، وسأتحدث إلى الناس من ليبيا قريبا وألتقي بهم، وسأتنقل بين المدن لأساهم قدر الإمكان في إصلاح الوضع الحالي وتحقيق ما يتمناه الليبيون، وليس بالضرورة أن يكون هذا الأمر من خلال منصبي في مجلس الوزراء.
وعن عودته هل سيعود كرئيس للحكومة في حال قبول الطعن الذي تقدم به، أم أنه لم يعد لديه الرغبة في العودة إلى نفس المنصب مجددا؟قال "إذا تم قبول الطعن، فمن حقي ومن واجبي أن أعود للرئاسة طالما أنني لم أستقل ولم أسلم الرئاسة لعبدالله الثني، ومسألة عودتي لمنصبي سيتم البت فيها في حال قبول الطعن، سأقرر حينها إما أن أقبل بهذه الحكومة أو أكلف أحدا آخر بها وفق إرادتي. ولكنني في كل الأحوال سأعود إلى ليبيا لخدمة وطني، سواء قبل الطعن أم لا.
وعما تبين بعد مغادره وكيف رأى عمل المؤتمر الوطني بعد رحيله ؟ قال "المؤتمر أثبت للشعب أنه هو سبب الإعاقة والعرقلة، وحتى في تعامله مع حكومة عبدالله الثني التي اختارها ودعمها، أثبت مدى الجهل الذي يحظى به، فقد خصصوا لحكومة الثني أموالا وميزانية، ثم بعثوا لهم رسائل بألا يصرفوها إلا بإذن المؤتمر، فكيف لحكومة خصصت لها أموال كميزانية لبنود معينة ولا تصرف على مشروعات أو تلتزم بعقود إلا بالعودة للمؤتمر، هذا الأمر لا يوجد في أي دولة ولا في أي سياسة.
كما أنهم طلبوا من المصرف المركزي مبلغا ماليا قدره 50 مليون دينار كسلفة (40 مليون دولار)، وحول لهم هذا المبلغ من أجل الإنفاق على أنفسهم ومن دون إذن الحكومة، وهو ما يعد مخالفة للوائح، حيث من المفترض أن تتم هذه الإجراءات من خلال وزارة المالية والجهاز التنفيذي، وهو ما لم يتم، وفي المقابل، منعوا على الحكومة مبلغ 2 مليار دينار خصصت لها، وحتى الآن لم يدفعوها.
وحول استمرار نفس العراقيل مع حكومة أحمد معيتيق، قال "لقد منحوا ميزانية لحكومة معيتيق فقط دون سواها، لأنهم أرادوا تمكين كتلة "الوفاء لدم الشهداء" وحزب العدالة والبناء وهو حزب الإخوان، من استثمار هذه الأموال في محاربة الشعب الليبي واغتصاب الدولة والسلطة لفرض أنفسهم كما حدث في مصر قبل أن تخرج من قبضتهم، ويعتقد هؤلاء أن بإمكانهم تكرار ذلك في ليبيا، ولكن الشعب الليبي سيقف ضد مؤامراتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.